مستشار العاهل المغربي يدعو بلاده إلى مراجعة استراتيجية تعاملها مع أميركا

TT

لم ينظر عبد العزيز مزيان بلفقيه، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس , بعين الرضى الى التعامل الذي تنهجه الرباط مع أميركا، وقال إنها دولة عظمى ومهيمنة وهذا شيء طبيعي، تقول به جميع الدول بما فيها الأوروبية، لكن المغرب مطالب بعدم الذهاب بعيدا مع سياستها في اتجاه انحداري. ونصح بلاده بوضع استراتيجية جديدة ذكية في التعامل مع الادارة الأميركية. ودعا بلفقيه الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية في الرباط، بصفة شخصية وليس انطلاقا من منصبه، في لقاء رعته جمعية «رباط الفتح» غير الحكومية، حول سيناريوهات مستقبل المغرب، الى القطع مع ما يسميه المغاربة «مرحلة الانتقال الديمقراطي»، والتعامل مع المشهد السياسي المغربي في طبيعته العادية، مبرزا أن انتخابات 2007، يجب أن تفرز غالبية واضحة تقود الحكومة، ومعارضة اقتراحية تنافسها، وأن الخاسر في الانتخابات عليه أن يقبل بنتائجها، ويعيد بناء بيته مستقبلا، وقال إن اشراف الحكومة القائمة على تلك الانتخابات لن يطرح أي إشكال، لكون الإجراءات القانونية واضحة كما هو الشأن في دول أخرى، واعتبر بلفقيه النقاش الحالي حول فصل السلطات، وتوسيع صلاحيات مؤسسة رئاسة الحكومة، أمرا طبيعيا في مجتمع متغير، يريد أن يكون من الدول الصاعدة على جميع المستويات، وله مؤهلاته البشرية، من كوادر ذات خبرة، سواء الداخلية أو التي تعمل خارج المغرب، تساعده بشكل جيد على تخطي الصعاب الموجودة.

واعتبر بلفقيه أن فكرة التوافق حول كل القضايا التي تهم الشأن العام، والتي كانت سائدة في الماضي، لتخطي بعض الصعاب في انجاز الاصلاحات، لم تعد حاليا ذات جدوى. وحث بلفقيه الفاعلين السياسيين على الاسراع في تطبيق الأوراش الكبرى التي باشرها المغرب منذ عام 1995، مشيرا الى أن كل تخلف عن الموعد المحدد لها سيؤدي لا محالة الى كوارث اجتماعية واقتصادية خطيرة.