السنيورة يدعو لانتخاب رئيس جديد لمرحلة انتقالية ولم يبحث مع الأميركيين نزع سلاح «حزب الله»

رئيس الحكومة اللبنانية: جئنا للدفاع عن قضية لبنان وسيادته ولتمكين الدولة من بسط سيطرتها على أراضيها

TT

قال فؤاد السنيورة، رئيس الحكومة اللبنانية، إنه لم يتطرق لموضوع نزع أسلحة «حزب الله»، مع الرئيس الأميركي جورج بوش، أو خلال محادثاته مع المسؤولين الاميركيين، كما لم يُطالب برفع اسم الحزب من «لائحة الإرهابِ», مشيرا الى أن مشكلة «مزارع شبعا» وغيرها من مشاكل الحدود، ومجمل الصراع العربي ـ الاسرائيلي لا حل له إلا وفقا لمبادرة السلام العربية، وعلى أساس مؤتمر مدريد الذي اعتمد مبدأ «الأرض مقابل السلام». وأضاف السنيورة: «نحن نؤمن بالديمقراطية، ونسعى لحل الأزمات من خلال الحوار... أما بالنسبة للدفاع عن الحدود اللبنانية، فإن القوة الأساسية المعتمدة هي وحدة الصفوف اللبنانية والحوار الديمقراطي»، مضيفا: «اننا في طور البحث عن استراتيجية موحدة لحماية لبنان، وان حزب الله حقق انتصارات مهمة مثل تحرير الجنوب». كما أشاد السنيورة، خلال لقاء عقد في «معهد ودرو ويلسون» في واشنطن أمس، بالمناقشات «الخصبة» مع الأميركيين، وزاد قائلا: «إن واشنطن وعدت بتحرير لبنان». ومن ناحية ثانية، ركز السنيورة على ضرورة الحفاظ على استقلال لبنان، وعلى العلاقات السورية ـ اللبنانية، وأهمية حل الأزمة بين البلدين بطريقة سلمية وبمساعدة «الاخوة العرب»، بشرط احترام سيادة لبنان وترسيم الحدود. وطرح السنيورة ضرورة انتخاب رئيس جديد للبنان يستطيع أن يدير هذه المرحلة الانتقالية في تاريخ البلد، وقال إن الحوار الوطني الذي سيستأنف في نهاية الشهر الحالي سيجد مخرجا للموضوع.

ويواصل رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة زيارته الى الولايات المتحدة. وقد انتقل امس الى نيويورك، حيث يلتقي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، ويعقد والوفد الوزاري الذي يرافقه سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين في المنظمة الدولية تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة والتحضير لمؤتمر بيروت – 1 ودعم لبنان في معالجة علاقاته مع سورية وترسيم الحدود والضغط على اسرائيل لحملها على الانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.

ونقلت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية عن الرئيس السنيورة قوله، خلال استقبال اقامته على شرفه السفارة اللبنانية في واشنطن مساء اول من امس: «شهدنا قبل سنة ونيف خسارة كبيرة، هي خسارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وانتم تعلمون ـ كما يعلم الكثيرون ـ ان خسارة لبنان كانت كبيرة. وتتالت بعد ذلك الاحداث التي ربما ارادت ان تنال من صمود اللبنانيين ومن ايمانهم بلبنان. ولكن اعتقد، كما يعتقد الكثيرون من اهاليكم في لبنان وانتم ايضاً، بأن هذه لن تنال على الاطلاق من ايماننا بالبلد ورغبتنا واستعدادنا لكي نتضامن جميعاً من اجل مواجهة هذه التحديات». واشار السنيورة الى انه «خلال الاسابيع الماضية، اجتمع اللبنانيون. وكان ذلك خلافاً لما كان يعتقده كثيرون من الناس. واستطاعوا ان يجلسوا، وفي شكل حضاري، الى طاولة واحدة وان يتناولوا قضايا في غاية الاهمية، ربما كانت تعتبر في بعض الاحيان اموراً يجب عدم البوح بها او حتى الحديث عنها. ولكنهم جلسوا واصروا على الخروج بنتائج. ولقد خرجوا بمواقف تعبر عن رأي جامع عبر عنه ذلك الاجماع اللبناني في بحث مواضيع مهمة تتعلق بحاضر ومستقبل لبنان». وأضاف: «جئنا الى هنا نحمل الملف اللبناني ونحمل ايضاً الملف العربي. جئنا لكي ندافع عن قضية لبنان وسيادته وعن تحرير الارض في لبنان وعن تمكين الدولة اللبنانية من بسط سيطرتها الكاملة على الاراضي اللبنانية ورفع قدرات الاجهزة الأمنية ودعم اقتصادنا وتحويله الى اقتصاد نام ومزدهر ومعالجة ما تراكم على مدى السنوات الماضية من عجز ودين، بما يربك الاقتصاد ويربك حركته وحركة الاستثمار فيه».

وعن لقاءاته في نيويورك قال: «ستكون لنا اجتماعات مع الامين العام للامم المتحدة وسنتطرق خلالها الى المواضيع التي تتعلق بحقنا الذي يجب ان يكون واضحاً ويجب ان يتعاون الكثيرون معنا، من اجل اثبات لبنانية حقنا في مزارع شبعا، وبالتالي اخضاع مزارع شبعا للقرار 425، وبالتالي لضرورة وحتمية انسحاب اسرائيل من تلك الاراضي، حتى تعود سيادة لبنان على مزارع شبعا كاملة غير منقوصة».