مبارك يحذر من اللجوء للحرب لحل الملف النووي الإيراني

افتتح مع شيراك الجامعة الفرنسية في القاهرة

TT

قبل أن يغادر الرئيس الفرنسي جاك شيراك القاهرة أمس اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك على استمرار التشاور والتنسيق حول ملفات معينة أهمها الملف النووي الإيراني وسبل إنهاء الأزمة بمواصلة الحوار بين إيران والترويكا الأوروبية.

وأكد مبارك أن الفرصة مازالت مواتية للحل الدبلوماسي في إطار تمكين إيران من الاستخدام السلمي للطاقة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، معتبراً أن ذلك في مصلحة المنطقة والعالم كله، وحذر الرئيس حسني مبارك من اتخاذ قرار الحرب وقال عنه إنه سهل لكن تداعياته صعبة. وجدد مبارك موقف مصر من قضية السلاح النووي والتي تنادي بإخلاء المنطقة من الأسلحة سواء كانت لدى إسرائيل أو أية دولة أخرى مثل إيران.

وأضاف مبارك في المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه يسمع أن إيران تسير في الخط النووي، ولكنه يرى ضرورة معالجة الموضوع بالطرق السياسية بعيدا عن العمليات العسكرية.

وحظي موضوع الدعم المادي للشعب الفلسطيني باهتمام مبارك وشيراك وأكدا إبقاء المساعدات للشعب الفلسطيني لان قطعها يؤدي إلى معاناته، فيما أشار الرئيس شيراك إلى أنه سوف يبحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم هذا الدعم لاسباب إنسانية وللعدالة بحيث تقدم المساعدات في ظروف تحترم الديمقراطية وقواعدها، فيما ذهب الرئيس مبارك لتأكيد أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس سبق أن وعدت باستمرار تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في الإطار الإنساني.

وقال مبارك إن المواطن الفلسطيني عندما لا يجد ما يسد به خدماته واحتياجاته اليومية يندفع نحو التطرف، ثم علق قائلا «إن المنطقة لا تتحمل المزيد من العنف».

وسئل الرئيس مبارك عما إذا كان سيتحرك خلال الأيام المقبلة للحديث مع السوريين بعد مباحثاته مع الرئيس شيراك حول الملف السوري اللبناني، فأكد أن الجهود مستمرة بالتنسيق مع السعودية، واشار إلى حرص البلدين «مصر والسعودية» على استقرار الأوضاع بين سورية ولبنان، أما الرئيس جاك شيراك فقد بدأ حديثه عن هذا الملف قائلا: «إن علاقاته مع لبنان بها وشائج كثيرة وأنه يتألم عندما يرى لبنان يمر بظروف صعبة»، وتابع قائلا إن فرنسا تأمل أن يجد لبنان استقلاله التام في إطار ديمقراطي مارسه من قبل ويتناسب مع تقاليده ومن دون تدخل من الخارج، وأكد الرئيس شيراك ضرورة ان تكف سورية عن التدخل في الشأن اللبناني، وقال هذا ما لا تقبله فرنسا والمجتمع الدولي.

وتحدث شيراك عن حل المشاكل بين سورية ولبنان في الإطار الآتي:

1ـ اعتراف بحدود غير قابلة للنقاش، 2 ـ احترام القرار 1559، 3 ـ مساندة لجنة التحقيق الدولية.

كما أثنى شيراك على التقرير الذي قدمه تيري لارسن أخيرا ووصفه بأنه إيجابي.

وبالنسبة للشأن العراقي لم يعلق الرئيس شيراك، فيما اعتبر مبارك أن الملف العراقي بدا صعبا ومعقدا للغاية، وقال إن الحل في أن يحكم العراقيون أنفسهم بعيدا عن الاقتتال وألا يستقدموا قوات لا إسلامية ولا غيرها وأن يقوموا بتدريب قواتهم.

وتحدث مبارك وشيراك عن فكرة حوار الحضارات وتفعيلها والدعوة لتقارب بين ثقافات الشعوب، وقال شيراك سبق أن أدنت فكرة الكاريكاتير وقلنا إن للحرية حدودا، في إشارة لأزمة الرسوم المسيئة لنبي الإسلام، والتي نشرتها الصحف الدنماركية والأوروبية.

وكان الرئيس مبارك والرئيس شيراك قد افتتحا الجامعة الفرنسية في مصر بمدينة الشروق امس، وألقى مبارك كلمة اعتبر فيها الجامعة الفرنسية إضافة هامة لتاريخ طويل من العلاقات المميزة بين البلدين ولتعاون أوثق في كل المجالات، وذكر بأن فرنسا قدمت الكثير من أجل دعم جهود احلال السلام العادل بمنطقة الشرق الأوسط وتعزيز المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي ومساندة جهود التنمية الشاملة في مصر.

وأضاف مبارك أن هذه الجامعة تجسد التقدير المتبادل بين الشعبين المصري والفرنسي وللموروث الحضاري والثقافي لبعضهما البعض، وذكر بإسهامات الثقافة الفرنسية في تاريخ مصر المعاصر، ودعمها لرواد مصريين نهلوا من الثقافة الفرنسية.