الرئيس الصيني يلقي خطابا اليوم أمام مجلس الشورى السعودي

العطية: توجه خليجي صيني لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين نهاية العام الحالي

TT

يقف الرئيس الصيني هو جينتاو صباح اليوم الأحد، أمام مجلس الشورى السعودي ليلقي خطابا هو الثاني من نوعه لرئيس دولة امام المجلس. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، هو أول زعيم أجنبي يلقي خطابا أمام مجلس الشورى خلال زيارته للسعودية في مارس (آذار) الماضي. وحظي مجلس الشورى السعودي باهتمام كبير من قادة وزعماء دول العالم، حيث شهد خلال الشهر الماضي العديد من الزيارات، بداية من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، مرورا بولي عهد بريطانيا، والرئيس النمساوي، والملك الإسباني، وانتهاء بزيارة الرئيس الصيني للمجلس المنتظر أن تتم صباح اليوم. من جهته، أرجع الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي هذا الاهتمام المتنامي، من قبل قادة وزعماء دول العالم تجاه المجلس، لما يشكله من ثقل لدى القيادة السياسية في البلاد. من جهة أخرى، كشف عبد الرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عن وجود توجه صيني خليجي لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين نهاية العام الحالي، وجاء هذا الإعلان في اعقاب استقبال الرئيس الصيني هو جينتاو للعطية أمس، في مقر إقامته بقصر الضيافة بالرياض.

وفي شأن آخر شدد العطية على ضرورة عدم سكوت المجتمع الدولي عن المنشآت النووية الإسرائيلية، واتخاذ كافة الآليات لإخضاعها للمراقبة الدولية، وقال العطية في تصريحات «إذا أردنا أن تعيش المنطقة في أمن وسلام بعيدا عن سباق التسلح النووي في هذه المنطقة، فإنه من الأولى أن يقوم المجتمع الدولي باتخاذ الآليات كافة لإخضاع جميع المنشآت النووية في اسرائيل، وعدم الصمت عنها والتركيز فقط على دول أخرى». وأكد أمين مجلس التعاون الخليجي على ضرورة الضغط على إسرائيل، من أجل الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية وعدم الكيل بمكيالين، وقال «إسرائيل كما يعلم الجميع دولة مارقة وفوق القانون». وتركزت المباحثات التي جرت بين العطية والرئيس الصيني على الأوضاع في المنطقة العربية، والوضع في العراق، والقضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني. وفي شأن الملف النووي الإيراني، تمنى العطية أن يتم تغليب لغة الحوار والمنطق والخيارات الدبلوماسية بعيداً عن أي تصعيد لا يخدم المنطقة ولا يخدم دولها ولا شعوبها بما في ذلك إيران وشعبها، محذرا من مغبة أي عمل استفزازي او تصعيدي ضد إيران. وقال العطية «نحن في مجلس التعاون دائماً نؤكد على أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، هي أمر مشروع لكل الدول، وليست حصراً على أي دولة». وعراقيا، أكد العطية أن الجانبين الخليجي والصيني، لديهما موقف متطابق فيما يتصل بتأكيد وحدة الاراضي العراقية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والتأكيد على أن يتفق العراقيون على تشكيل حكومة الوحدة العراقية التي لا تستثني أحدا من مكونات الطيف السياسي العراقي، وأن تكون حكومة وحدة وطنية وليست حكومة تجمعات أو فئات معينة، لأن ذلك لن يخدم العراق كما ينبغي، موضحا أن الجانبين حريصان على تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الاعمار في العراق. وفي الشأن الفلسطيني، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي على ضرورة مواصلة الدعم الشعبي الفلسطيني، وعدم معاقبته بعد ان اختار الشعب بإرادته حكومته الجديدة بالطريقة الديمقراطية. وأكد العطية على متانة العلاقات التي تربط بين دول الخليج والصين، وما تشهده هذه العلاقات من نمواً متسارعاً في مجمل العلاقات القائمة بين الجانبين. وقد استمع العطية من الرئيس الصيني إلى رؤية الصين تجاه ما يحدث في المنطقة سواء بالنسبة للوضع في فلسطين أو في العراق ومستجدات البرنامج النووي الايراني، الذي يشكل في المرحلة الحالية الهم الكبير في إطار التطور المتسارع بشأن هذا الملف، فيما بين المجتمع الدولي وايران. وأبدى العطية عن أمله في أن توقع اتفاقية التجارة الحرة بين دول المجلس والصين نهاية العام الحالي، مؤكدا حرص الجانب الصيني على إتمام المفاوضات والتوقيع عليها، مشيرا إلى أنه قام بإطلاع الرئيس الصيني على مراحل التقدم التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي ومسيرة المجلس فيما يتصل بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتطور في مجال التعليم.