والد القحطاني الهارب من باغرام: تلقيت اتصالا من ابني يطلب فيه تأمين عودته إلى السعودية

قال لـ الشرق الاوسط إن التسجيلات الصادرة عن ابنه يقولها تحت الضغط خوفا من التصفية

TT

كشف الشيخ جعفر بن جمل بن شري، والد محمد القحطاني، السعودي الفار من سجن باغرام الأميركي في أفغانستان، عن تلقيه اتصالا من ابنه محمد قبل قرابة الـ20 يوما، يطلب خلاله تأمين عودته إلى السعودية عن طريق إيران، كونها الدولة الأكثر أمانا. وفي الوقت الذي دعا فيه محمد القحطاني الذي قدم نفسه بأنه عضو في تنظيم «القاعدة»، أنصاره للتوجه الى السعودية بعد الهزيمة «القريبة» للأميركيين في أفغانستان والعراق، وذلك في شريط فيديو بثته مؤسسة «سحاب» على مواقع الأصوليين على شبكة الإنترنت أول من أمس، أكد الشيخ جعفر (والد محمد)، أن ابنه مورست عليه ضغوطات من قبل الجماعات المسلحة للإدلاء بمثل هذا الحديث. وقال الشيخ جعفر لـ«الشرق الأوسط» أن ابنه أبلغه في اتصالات تمت بينهما في وقت سابق رغبته الجادة في العودة إلى أرض الوطن، مشيرا إلى أن محمد كان خارج ساحة القتال وقتها، مؤكدا أن كل التسجيلات التي صدرت عن ابنه، كانت بضغوطات من قبل من سماه «أمير المؤمنين».

وقدم الشيخ جعفر براءته من كل ما خرج من ابنه من تصريحات وتسجيلات، وقال متحدثا من مقر إقامته في وادي جاش المرتبط بمحافظة تثليث السعودية «أتبرأ من كل ما ذكره ابني في التسجيل الصوتي، وأجدد عهدي وولائي لحكومة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونحن على العهد ماضون، وما هذا الأمر بخاف على القيادة السعودية». ولفت الشيخ جعفر إلى الموقف العصيب الذي يعاني منه بشكل شبه يومي في مواجهة سؤال حفيده الذي يبلغ من العمر7 سنوات، ولم ير والده بعد، حينما يسأله «أين والدي ؟». وكان أحد الفارين من سجن باغرام الأميركي في أفغانستان الذي قدم نفسه على انه عضو في تنظيم «القاعدة»، قد دعا أنصاره للتوجه الى السعودية بعد الهزيمة «القريبة» للأميركيين في أفغانستان والعراق، وذلك في شريط فيديو بثته مؤسسة «سحاب» من مواقع الأصوليين على شبكة الإنترنت أول من أمس. وقال السعودي محمد القحطاني المعروف باسم «ابو ناصر القحطاني» في شريط الفيديو هذا «يجب ان تجعلوا في رؤوسكم برنامجا معينا: إننا سنقضي على أميركا في أفغانستان وفي العراق خلال فترة قريبة. بعد ذلك، يجب ان نتوجه مباشرة الى جزيرة العرب (السعودية) وسنكون قد كسبنا الخبرات العسكرية الكبيرة». ونشر مع رسالة القحطاني شريطا يظهر الهجوم الذي وقع في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي في قاعدة خوست الأميركية. ويصف الجيش الأميركي هؤلاء المعتقلين العرب السابقين بأنهم «مقاتلون خطيرون». وكانوا قد فروا في يوليو(تموز) الماضي من سجن باغرام، القاعدة الأميركية الرئيسية في أفغانستان. ودعا القحطاني زعيم تنظيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، إلى مواصلة حث من سماهم المجاهدين على الجهاد.

وقال في رسالته مخاطبا بن لادن، نقول: «امض على الطريق، ما دمنا أحياء سنمضي نقاتل ونقارع أعداء الله من اليهود والنصارى».

وأضاف «حرضنا وواصل تحريضنا بكلماتك الطيبة التي هي منارة لنا على هذا الطريق، والله كلما سمعنا كلمة منك زدنا شوقا لقتال هؤلاء اليهود والنصارى». كما توجه إلى الملا محمد عمر الذي وصفه بأمير المؤمنين زعيم حركة طالبان في افغانستان، قائلا «نحن رجالك وجنودك وسوف نقاتل معكم، إن أردتم عمليات استشهادية فنحن جاهزون وإن أردتم عمليات ميدانية على المراكز فنحن جاهزون». وكان السعودي القحطاني قد ظهر في شريط سابق خلال هجوم لمتمردين أفغان في يوليو (تموز) الماضي. وقال القحطاني أمام الكاميرا أثناء الهجوم وهو يشير بأصبعه إلى متمردين لطالبان يجمعون أسلحة من الموقع الذي خلا من الجنود «بإذن الله سينحرونكم». وأظهر الفيديو أيضا عددا من الهجمات المفترضة على الجيش الأميركي في أفغانستان ومراكز للجيش الأفغاني، وقال القحطاني في الشريط «كلما غزونا عليكم فررتم كالنساء».

ويضم سجن باغرام حاليا 500 معتقل بينهم عدد غير محدد من الأجانب، وقاعدة باغرام هي قاعدة سوفياتية سابقة فيها سجن محاط بأسوار عالية من الخرسانة وسياج من الأسلاك الشائكة.

ويتولى حراسة القاعدة مئات الجنود، وللقاعدة مدخلان رئيسيان، احدهما يحرسه جنود أفغان والثاني جنود أميركيون.