مسؤول إيراني يلمح لاتفاق مع موسكو على شراكة في تخصيب اليورانيوم

روسيا ترفض طلبا أميركيا بوقف صادرات صواريخ وتنتقد تصريحات أحمدي نجاد بشأن إسرائيل

TT

أعلن علي أصغر سلطانية مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، ان بلاده توصلت لاتفاق اساسي مع شركة استثمارية في روسيا لتخصيب اليورانيوم، لكنه قال انه لا يزال يجري الاتفاق على التفاصيل. وذكر راديو طهران أن سلطانية «أعلن الاتفاق الاساسي لتأسيس شركة تخصيب مشتركة على اراض روسية»، وقال ان هناك بعض القضايا بشأن الجوانب الفنية والقانونية والمالية بحاجة لمزيد من التقييم او تبادل الآراء».

وكانت روسيا قد عرضت تخصيب اليورانيوم لحساب ايران، لتبديد بواعث القلق من أن طهران قد تستخدم اليورانيوم المخصب محليا لصنع قنابل نووية. في غضون ذلك رفضت موسكو طلبا اميركيا بوقف صادرات نظام دفاع جوي يعتمد على صواريخ تي اور ام آي، في صفقة قيمتها 700 مليون دولار. وقال نيكولاي سباسكي نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي لوكالة ايتار تاس، ان روسيا لن تنقض التزاماتها. وكانت موسكو رفضت ايضا يوم الخميس طلبا من الولايات المتحدة، بأن يتوقف مهندسوها عن العمل في مفاعل بوشهر النووي، وهو أول مفاعل نووي ايراني من المقرر أن يستكمل في وقت لاحق من العام الحالي. في الوقت ذاته، أعلنت الخارجية الروسية امس، ان الخيار العسكري مع ايران مسألة غير مقبولة، كما ان العقوبات المحتملة ضد طهران تبدو غير مجدية. وأشار اوليج اوزيروف نائب مدير ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية، الى ان تصعيد الضغط الدولي على ايران لا آفاق له، لكنه اكد في الوقت ذاته على ضرورة ان تستجيب ايران الى نداءات المجتمع الدولي، ومنها ما يتعلق بتنفيذ مقررات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامجها النووي. وقال اوزيروف بضرورة الا يكون مجلس الأمن الدولي بديلا للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحذر من احتمالات ان يسفر الضغط على ايران عن خروجها من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، وليس فقط من الملحق الاضافي للمعاهدة. وانتقد اوزيروف ما تعلنه القيادة الايرانية حول اسرائيل قائلا، ان ذلك لا يضيف اليها الجديد من الحلفاء. وكان سلطانية يشارك في المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة الروسية حول الأمان النووي في اطار الاستعدادات لقمة الثمانية الكبار في يوليو (تموز) المقبل. وقال إنه وبسبب مواقف اسرائيل والولايات المتحدة، يتعذر إعلان الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية. وحذر سلطانية من مغبة تهديدات الولايات المتحدة بضرب المنشآت النووية الايرانية، مشيرا الى ان الضربات المحتملة لا بد وأن تسفر عن اندلاع كارثة نووية عالمية، فضلا عن انها تعد انتهاكا لميثاقي الامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وكانت الولايات المتحدة دعت اول من امس المجموعة الدولية الى فرض حظر على مبيعات الاسلحة الى ايران، إذا لم تعدل عن برنامجها النووي العسكري، وأعلنت عن احتمال عقد اجتماع قريب في باريس للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وقال نيكولاس بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي، الذي يعد الرجل الثالث في الوزارة «نعتقد ان الوقت قد حان لكي تمارس الدول ضغوطا على ايران». واضاف «من المهم ان تحظر الدول استخدام وتصدير تكنولوجيا، يمكن لإيران استخدامها في تطوير برنامجها النووي». واوضح «من المهم ان تجمد دول مثل روسيا مبيعات الأسلحة المزمعة لإيران».

وأشار بيرنز الى المشروع الروسي لبيع ايران انظمة دفاع مضادة للطائرات من طراز «تي او ار ـ ام1»، في اطار عقد بقيمة تزيد عن 700 مليون دولار.

وقال ايضا «نأمل في ألا يمضي هذا العقد قدما، ونعتقد ذلك لأن الوقت لم يعد مناسبا للصفقات كما يحصل في الاوقات العادية، مع الحكومة الايرانية».

وبحسب بيرنز، فإن المديرين السياسيين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، سيلتقون على الارجح في باريس في 2 مايو (أيار) في محاولة لتحديد موقف مشترك حيال ايران.

واعتبر أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتجه على ما يبدو إلى القول الجمعة المقبل ان ايران رفضت تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم، كما طلب منها مجلس الأمن. وترغب واشنطن في ان يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا ضد ايران، يندرج في اطار البند السابع من شرعة الامم المتحدة، الذي يمهد الطريق امام عقوبات وامام استخدام القوة اذا دعت الحاجة لذلك. وأعلن بيرنز ان فرنسا وبريطانيا، تفكران في عرض مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد، في مطلع مايو (ايار). وأعلنت ايران في وقت سابق من هذا الشهر، انها انتجت أول كمية من اليورانيوم المخصب، وتمضي قدما لتنفيذ خطط لانتاج الوقود النووي بكميات صناعية.

ونقل التلفزيون الايراني في وقت سابق من يوم أمس عن علي حسني تاش نائب أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني رفضه لأي تعليق للانشطة النووية الايرانية التي تعتبرها طهران حقا وطنيا. في الوقت ذاته، نقلت الاذاعة عن سلطانية قوله ان ايران ستطرح الشهر المقبل، مناقصتين لمحطتين نوويتين، اضافة الى واحدة يجري تشييدها بمساعدة روسية قرب ميناء بوشهر الجنوبي.

يذكر انه لم يعد يفصل إيران سوى اسبوع واحد عن استحقاق 28 ابريل (نيسان)، الذي حدده مجلس الأمن الدولي لها لتعليق تخصيب اليورانيوم.

وسيقدم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عندئذ، تقريرا لمجلس الأمن، وكذلك لأعضاء المجلس التنفيذي الـ35 في الوكالة، يتضمن مدى تقيد طهران بمطالب المجتمع الدولي.

وفي مدريد قال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «اه.بي.ثي» الاسبانية، أن لا قائد غربيا يؤيد في الوقت الراهن «الخيار العسكري» لتسوية الازمة مع ايران. وقال الوزير «اعتقد أنه لا مسؤول غربيا يفكر الآن في الخيار العسكري». ويراهن موراتينوس على «الحوار والتفاوض الدبلوماسي، لتجنب الدخول في منظومة، قد تؤدي في النهاية الى تصور اللجوء لخيار آخر».