مصادر: «حماس» تقبل مبادرة مصرية لتأييد خطة السلام العربية

مبارك سيبحث المبادرة في لقاءين مع أولمرت وأبو مازن في غضون الأسبوعين المقبلين

TT

أكدت مصادر سياسية في كل من القدس ورام الله، أمس، ان الرئيس المصري، حسني مبارك، عرض مبادرة على قيادة «حماس» لتأييد خطة السلام العربية للخروج من أزمتها الدولية فوافقت، وأنه بدأ يجس نبض ردود الفعل عليها لدى عدة أطرف دولية واقليمية وانه تكلم حول المبادرة هاتفيا مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود اولمرت، ومع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، واتفق معهما على مواصلة البحث في غضون الأسبوعين المقبلين في منتجع شرم الشيخ في سيناء المصرية.

وقالت هذه المصادر ان الرئيس المصري اقترح على رئيس حكومة «حماس»، اسماعيل هنية، وعلى غيره من قادة الحركة أن يصبوا جل اهتمامهم حول السبيل للخروج من الأزمة التي وُضِعوا فيها من جراء مواقف اسرائيل ودول الغرب التي تتسم بالمقاطعة والمحاربة طالما ان «حماس» لا تفي بالشروط الثلاثة للاعتراف بها والتعامل معها وهي: الاعتراف باسرائيل والقبول بالاتفاقات الموقعة بين اسرائيل وبين منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية والتخلي عن العنف. وقال مبارك، حسب تلك المصادر، انه يتفهم صعوبة الأمر على «حماس» وهي التي خاضت الانتخابات وانتصرت ببرنامج يتناقض مع هذا الطرح ويستند الى تبجيل المقاومة بوصفها السبيل الوحيد للتخلص من الاحتلال واللغة الوحيدة التي تفهمها اسرائيل. ولكنه في الوقت نفسه يتوقع من قيادة «حماس» أن تقرأ الخريطة السياسية في العالم وتدرك مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني الذي بدأت معاناته تتضاعف وتتسع وتزداد خطورة ولا بد من اتخاذ اجراءات فلسطينية مناسبة لانقاذ الشعب من هذه المعاناة وأخطار تفاقمها الى ما هو أخطر وأشد.

واقترح مبارك، عندئذ، مخرجا محترما لحركة «حماس»، هو القبول بالمبادرة السعودية التي كان طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عند ما كان وليا للعهد السعودي، ثم تبناها مؤتمر القمة العربية في بيروت لتصبح مبادرة عربية، ثم تبناها المؤتمر الاسلامي ووردت في المشروع الأميركي لتسوية قضية الشرق الأوسط المعروف باسم «خريطة الطريق» كواحدة من الأسس التي يعتمد عليها. ففي هذه المبادرة، يوجد اعتراف باسرائيل وقبول بالاتفاقيات ووقف للعنف وفي الوقت نفسه فيها ازالة للاحتلال وتسوية لجميع القضايا الشائكة بما فيها حل قضية القدس وقضية اللاجئين. وأعرب عدد من قادة «حماس» عن قبولهم المبادرة المصرية وأكدوا انهم سيبحثونها في هيئاتهم القيادية في غضون الأيام القريبة المقبلة. لكن النائب العربي في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، طلب الصانع، الذي التقى في يوم الأربعاء الماضي مع وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية وعدد من نواب «حماس» في المجلس التشريعي الفلسطيني للتضامن معهم ضد المخطط الاسرائيلي لطردهم من القدس، قال، أمس، انه سمع فعلا عن المبادرة المصرية وانه فهم ان قادة «حماس» ينوون تأييدها. واعتبر ذلك انقلابا مهما في مواقف «حماس» نحو سحب البساط من تحت أقدام الاسرائيليين. وقال انه يتوقع تطورات بالغة الأهمية في مواقف «حماس» خلال الأيام المقبلة.

يذكر ان الحكومة الاسرائيلية برئاسة أرييل شارون، وعضوية رئيسها الحالي، ايهود اولمرت، كانت قد رفضت المبادرة العربية بدعوى انها متطرفة. وعندما وضعت 14 تحفظا على «خريطة الطريق»، طالبت باسقاط هذا البند الوارد في مقدمتها. فإذا قبلت «حماس» بهذه المبادرة، فإن الأمر سيحرج اسرائيل أمام دول الغرب وأمام الرأي العام الداخلي. لكن الحكومة الاسرائيلية لم تعقب على مبادرة مبارك في الوقت الحاضر.