فتح تتهم مشعل بالسعي إلى «فتنة داخلية وحرب أهلية»

اشتباكات بالأيدي ورشق بالحجارة بين طلاب من فتح وحماس في جامعتين في غزة

TT

تفاعلت تداعيات التصريحات التي ادلى بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اول من امس في دمشق والتي اتهم خلالها مؤسسة الرئاسة الفلسطينية بالتواطؤ مع اسرائيل والولايات المتحدة من اجل افشال الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس.

واتهمت حركة فتح في بيان لها تصريحات مشعل بالسعي الى اثارة «الفتن» في الاراضي الفلسطينية. واستنكر المجلس الثوري لحركة فتح في بيان له كلام مشعل واتهمه «بتدبير الفتن والدسائس بين ابناء الشعب الفلسطيني من خلال أوامر أسياده الذين يريدون فتح معارك جانبية في فلسطين لتحقيق أهداف خاصة بهم». وقال المجلس في بيانه ان «مشعل يسعى لإثارة الفتن وإراقة الدم الفلسطيني بينما يعيش في مقره بدمشق»، واصفا الخطاب «بالهستيري». واضاف البيان «ان خطاب مشعل امتلأ بالدسائس والأكاذيب والحقد الأعمى متجاهلا التزام فتح بالقرار الديمقراطي حيث عملت فتح على نقل السلطة بشكل حضاري وباعتراف عربي ودولي»، محذرا من «هذه المنزلقات الخطيرة التي يخطط لها أعداء الشعب واستقلال القرار الوطني الفلسطيني بأوامر من أسياده»، على حد قول البيان.

وعلى خلفية هذه التصريحات اشتبك طلاب من جامعة الازهر التي تسيطر عليها حركة فتح مع طلاب من الجامعة الاسلامية التي تهيمن عليها حركة حماس في غزة . وقد اسفرت الاشتباكات عن اصابة عدد من الطلاب بجراح. من ناحيته أعلن سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس تأييد حركته للتصريحات التي ادلى بها مشعل والتي اثارت موجهة من الانتقادات من قبل مسؤولين في حركة فتح. وقال ابو زهري «الحفاظ على وحدة شعبنا الفلسطيني لا تعني الصمت عن قول الحقيقة، ونحن نؤكد على أهمية ما ورد في خطاب مشعل، حيث أن الخطاب جاء في سياق توضيح التحديات التي تتعرض لها الحكومة الفلسطينية والعراقيل التي توضع أمامها من خلال تجريدها من صلاحياتها بهدف إفشالها»، على حد تعبيره. واكد ابو زهري في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أن ثمة حكومة موازية للحكومة المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني تسعى لمحاصرة الحكومة والتضييق على الشعب الفلسطيني، قائلاً «نحن بتنا أمام حكومة موازية مع التأكيد على أن جميع الحوارات بين مؤسستي الحكومة والرئاسة لم يتم متابعتها أو تفعيلها وبالتالي استمرار حصار الحكومة ووضع المزيد من التحديات أمامها». وحث ابو زهري الذين انتقدوا تصريحات مشعل بالرد على السؤال الاتي «لماذا يتم تجريد الحكومة من صلاحياتها؟، ولمصلحة من يتم ذلك؟!». ونفى ابو زهري بشدة أن يكون هناك ثمة خلافات بين قيادة الحركة في الداخل والخارج، معتبراً ما يثار حول هذه القضية مجرد «لعبة مكشوفة، على أصحابها أن يتوقفوا عن ممارستها لأن رئيس حركة فتح على سبيل المثال وهو السيد فاروق القدومي هو من الخارج وهو يمارس دوره كزعيم لحركة فتح، ونحن نؤكد على وحدة موقف الحركة وتصورها للمرحلة الحالية مؤكدين على أن الحفاظ على وحدة شعبنا الفلسطيني لا يعني الصمت عن قول الحقيقة». واستنكرت «كتائب شهداء الأقصى» ـ مجموعات الشهيد أيمن جودة، التابعة لحركة فتح تصريحات مشعل، مؤكدة أنها لن تشارك في القوة الأمنية التي أعلن عن تشكيلها وزير الداخلية سعيد صيام. وفي مؤتمر صحافي عقده في غزة، قال ابو ثائر الناطق باسم «الكتائب» إن خطاب مشعل مرفوض «جملة وتفصيلاً». ودعا ابو ثائر الحكومة الفلسطينية وحركة فتح وكل التنظيمات الفلسطينية إلى توحيد كل الجهود لرفع الظلم والحصار عن الشعب الفلسطيني، مطالباً الحكومة الفلسطينية التي تشكلها حركة حماس بضرورة توضيح موقفها من تصريحات خالد مشعل. وأضاف أبو ثائر «نرفض أي تصريح من أي مسؤول كان، وخاصة من خالد مشعل ومحمد نزال واتهاماتهما لحركة فتح ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية بالتخوين ومحاولة إفشال حكومة حماس، فحركة فتح وخاصة رئيسها المنتخب للشعب الفلسطيني أبو مازن هي من أخرجت العمل الانتخابي رغم الظروف التي واكبت حركة فتح قبل وأثناء فترة الانتخابات». من ناحيته قال ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء الفلسطيني في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» إن تصريحات مشعل لا تمثل موقف الحكومة الفلسطينية، مشدداً في الوقت ذاته على أن ما دفع مشعل لهذه «التصريحات القوية بعض الممارسات التي تحاول سحب صلاحيات الحكومة التي ترأسها حماس». وقال الشاعر «رغم احترامنا وتقديرنا للمجاهد الكبير الأخ خالد مشعل إلا أن موقف الحكومة يُعبر عنه من خلال الناطق الرسمي باسمها الدكتور غازي حمد». وأضاف «الحكومة لها ناطقها الإعلامي الرسمي وما يصدر عن الناطق هو الذي تكون الحكومة مسؤولة عنه، فالأخ خالد مشعل حر فيما يقوله، لكن الحكومة لها ناطقها وهو الذي يعلن الموقف دائما». واردف الشاعر قائلاً «نحن جميعا مطالبون أن نتحمل أكثر، لذلك أنا أملي من الاخ الكبير خالد مشعل ومن الجميع ومن رموز السلطة الفلسطينية سابقا ومن الرئاسة ومن قادة حركة فتح التدقيق في العبارات وعدم التعامل بالفعل ورد الفعل». واضاف «نحن هنا لسنا في ساحة محاكمة وإنما نتحدث عن مجتمع فلسطيني نريد أن نصل به الى بر الامان». ونوه الى أن موقفه هذا من تصريحات مشعل لا يعبر عن تضارب في موقف حركة حماس، مشدداً على أن «الحكومة الفلسطينية وهي مسؤولة أمام المجلس التشريعي والشعب الفلسطيني وتعبر عن مصالحه، وليس عن فصيل أو حزب معين». وقال «هناك إشكالات عديدة في العلاقة السياسية الداخلية.