وافقت باكستان وأفغانستان على التركيز مجددا على السيطرة على منطقة الحدود التي شهدت تدهورا في الحالة الأمنية بسبب وجود أعداد كبيرة من المسلحين وعناصر حركة طالبان. ولا يمر يوم دون هجوم على قوات الأمن الباكستانية العاملة في المنطقة لحراسة الحدود منعا للتسلل، كما ظلت الاشتباكات بين قوات الأمن وأفراد الميليشيات المحلية وعناصر طالبان تحدث على نحو مستمر خلال الفترة السابقة. وأسفرت الاشتباكات عن وقوع حوالي 250 قتيلا خلال الشهور الثلاثة الاخيرة. وكانت باكستان قد اغلقت الحدود بينها وأفغانستان لدى شن قوات التحالف عملية في الجزء الأفغاني من الحدود ضد مسلحين يختبئون في المنطقة. وكان ظهور نشاط عناصر طالبان مجددا جنوب افغانستان مصدر قلق للحكومة الافغانية. وجاء في بيان صدر عن حاجي عمر، وهو زعيم مسلحين موالين لحركة طالبان ينشطون في المنطقة القريبة من الجزء الباكستاني من الحدود، انهم سيواصلون القتال الى حين خروج القوات الاميركية الى المنطقة، إلا ان باكستان لم ترد من جانبها حتى الآن على البيان الذي اصدره حاجي عمر. وكانت الحكومة الافغانية قد اشارت الى ان المسلحين الذين يتمركزون في الاراضي الباكستانية يعبرون الحدود بغرض شن هجمات داخل افغانستان. وتعتقد الحكومة الباكستانية ان قتل مسلحين أجانب في المنطقة القبلية في الآونة الاخيرة خلال اشتباكات مع قوات الأمن تشير الى وجود عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» في المنطقة. وكانت اخر شخصية قتلت هو ابو مروان السوري الذي قيل انه خبير المتفجرات في «القاعدة» ومساعد مقرب من الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري. وكانت الغارات الاميركية على مواقف باكستانية في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي تهدف الى قتل ايمن الظواهري وابو مروان السوري. وقد تردد انهما يختبئان في المنطقة.
وفي لقاء آخر بين المسؤولين العسكريين في باكستان وافغانستان والقوات الاميركية في افغانستان تقرر زيادة التعاون وتبادل المعلومات والتركيز على السيطرة على المناطق الحدودية. وقد حضر الاجتماع من الجانب الباكستاني كل من نائب رئيس الاركان الجنرال احسان سليم حياة ورئيس اركان الجيش الافغاني الجنرال بسم الله خان وقائد القوات المشتركة في افغانستان الجنرال كارل ايكنبري. ولتحقيق هدف تحسين التعاون في باكستان استضاف الجيش الباكستاني وحدة من الجيش الافغاني المشكل حديثا للمشاركة في مناورات مشتركة الشهر المقبل.