أسطول من الطائرات الصغيرة يتأهب لاختراق أجواء الأرض

تسهل عمليات نقل رجال الأعمال لمسافات بعيدة وتنطلق من مدرجات صغيرة

TT

بينما تتنافس كبرى شركات صناعة الطائرات في ما بينها لاقتطاع حصة من مبيعاتها من الطائرات لدول العالم، بدأت شركة «إكليبس أفييشن»، ومقرها في ألبوكيركي بولاية نيومكسيكو الأميركية، تستقبل الكثير من الطلبات لتزويد الزبائن بالطائرات الصغيرة الخفيفة (ميكروجيت) ذات الاسعار الارخص ثمنا.

وتنتج الشركة طائرة «إكليبس Eclipse 500» الخفيفة جدا بثمن يبلغ نحو 1.5 مليون دولار، وتزعم ان أداءها عال، وهو بنفس أداء منافساتها من طائرات الشركات المماثلة والتي تسوق اما بأسعار اعلى، او تزداد تكاليف ادارة اعمالها. ويرأس «إكليبس» فيرن رابرن، احد منتسبي «مايكروسوفت» السابقين، فيما يساهم في الاستثمار فيها بيل غيتس رئيس شركة «مايكروسوفت» لبرامج الكومبيوتر.

وتطور الشركة طائرات خفيفة تتراوح اثمانها بين 1.5 مليون و3 ملايين دولار، وتتسع لعدد من الركاب يتراوح بين 6 و8 اشخاص وتحلق لمدى يصل الى 1400 ميل (2253 كلم) من دون التزود بالوقود، وبسرعة تتراوح بين 400 و500 ميل (644 و 805 كلم) في الساعة. وأعلن ممثل «كليبس» في معرض جوي نظم اخيرا في مدينة هايوارد بولاية كاليفورنيا ان الشركة قد تسلمت بالفعل طلبات لتزويد الزبائن بـ 2400 طائرة من طراز «إكليبس 500» قدمت دفعات اولية من مبالغها، وسوف تسلم خلال سنتين. ونقل موقع «سي نت» الالكتروني التكنولوجي عن مات براون مدير مبيعات الشركة، قوله ان الشركة «تعرفت على خمسة قطاعات اولية لتسويق لمبيعاتها»، وهي تضم الشركات الكبرى التي لا ترغب، او لا تستطيع، دفع اموال طائلة لاقتناء طائرات غالية الثمن، او تدريب طياريها، او على خدمات النقل الجوي للعاملين فيها. ويمثل ازدياد نفقات خدمات النقل الجوي اكبر المشاكل المالية، ووفقا لتوقعات ادارة النقل الجوي الفيدرالية الأميركية ستتوسع عمليات النقل الجوي بالطائرات الصغيرة ثلاث مرات بسبب قلة كلفتها. وسيعني ذلك، من الناحية النظرية على الأقل، ازدحام الأجواء وازدياد التأخير في رحلات الطيران من المطارات الكبرى واليها، مع تنافس الطائرات الصغيرة مع الطائرات المدنية الكبيرة.

وحتى، من دون وجود الطائرات الخفيفة، فإن التأخيرات في مواعيد الرحلات سيزداد باضطراد، وفقا لتقرير قدمه كينيث ميد رئيس هيئة التفتيش في وزارة النقل الاميركية امام لجنة تابعة للكونغرس الأميركي. وأشار ميد الى ان «التأخيرات في مواعيد وصول الطائرات خلال الربع الاول من عام 2005 الماضي زادت بنسبة 17 في المائة مقارنة بالربع الأول لعام 2004، الامر الذي أثر على 25 في المائة من رحلات الطيران». واعتبر ميد ان الطائرات الصغيرة مثل طائرة «إكليبس 500» تمتلك «قدرات على زيادة زحام الأجواء»، وتوقع ازدياد عددها الى 4500 طائرة بحلول عام 2016. وسجلت شركة «داي جيت»الاميركية طلبات لتزويدها بـ 239 طائرة «إكليبس 500»، مع احتمال طلب 70 طائرة اكثر منها. وقال ايد لاكوبوتشي مدير الشركة ان «نظام النقل هذا (طائرة الميكروجيت) متكيف مع احتياجات الانسان». وأضاف ان المسألة لا تتمثل في تقديم خدمات بين مدينتي نيويورك وأتلنتا مثلا، فالقضية تتمثل في خدمة الأسواق الثانوية.. بل حتى الأسواق الثالثة.. أي السفر في شبكة بين مواقع واخرى».

ويفند مناصرو الطائرات الخفيفة مزاعم ازدحام الأجواء بأعداد متزايدة منها، ويشيرون الى ان تطور التكنولوجيا سيسمح بانطلاق الطائرات من مطاراتها تباعا الواحدة خلف الأخرى، اضافة الى قدرة الطائرات الصغيرة على الهبوط على أي مدرجات صغيرة لا تستطيع الطائرات الكبيرة الهبوط عليها.

ويعتقد خبراء الطيران ان «إكليبس 500» كانت اول طائرة تحلق نحو مطار سان كارلوس الواقع جنوب سان فرانسيسكو، خلال تحليق تجريبي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويوجد في المطار مدرج طوله 2600 قدم (792.5 متر) بينما لا تحتاج الطائرة الى اكثر من 2155 قدما (657 متر) منه للإقلاع والهبوط، وهذا جزء يسير مما تحتاجه طائرة بوينغ 757. ولا تعتبر شركة «إكليبس»، التي تتوقع ان تصدر ادارة الطيران الفيدرالي شهادة طيران للطائرة نهاية الربع الحالي، وحيدة في ميدان انتاج الطائرات الصغيرة الجديدة، اذ اختبرت شركة «آدم ايركرافت» طائرتها الخفيفة من طراز «إيه 700»، التي يصل ثمنها الى 2.5 مليون دولار، في فبراير (شباط) الماضي، فيما سيبلغ ثمن طائرة خفيفة اخرى طورتها شركة «إمبراير» من طراز «فينوم 100» 2.85 مليون دولار ويبلغ مداها الأقصى 1160 ميلا (1867 كلم).

كما يتوقع ان تطرح شركة «سيسنا» المعروفة طائرة خفيفة تتسع لستة ركاب من طراز «سيتيشن موستانغ» الى الاسواق نهاية هذا عام 2006 بثمن يبلغ 2.4 مليون دولار بسرعة تطواف تبلغ 391 ميلا (629 كلم) في الساعة من مدرج إقلاع طوله 3120 قدما (951 متراً).