بوش: من المهم أن تكون قادرا على الضحك في هذه الوظيفة

الرئيس الأميركي يتهكم على بقائه في منصبه خلال الاحتفال السنوي لمراسلي البيت الأبيض

TT

كعادة حفلات العشاء السنوية للمراسلين الصحافيين المعتمدين لدى البيت الأبيض، تحولت المناسبة الى انعكاس لحالة الإدارة الاميركية ومشاكلها، عبرت عن نفسها فى النكات والمداخلات السريعة التي قيلت خلال العشاء الذى اقيم ليل اول من امس، وتزامن مع سلسلة التغييرات في البيت الابيض، على خلفية التدهور الشديد في شعبية الرئيس الاميركي جورج بوش. وتقمص الرئيس بوش دور الفكاهي خلال تبادله المزاح مع الصحافيين، حيث تعمد التلعثم في نطق كلمات متعددة المقاطع، خلال حوار استمر 12 دقيقة مع مقلده، وذلك في سخرية من قدراته اللغوية المحدودة، أما أكثر ما في الليلة من سخرية، فكان عندما قال بوش «سيداتي سادتي أشعر بالابتهاج الليلة. لقد نجوت من تغييرات البيت الأبيض»، مما أثار ضحك الحضور في أحد فنادق واشنطن.

وقال الرئيس بوش، الذي مثل دور «الهو» (الشخص الذي يسخر من نفسه، ومن المواقف السوداء التي تمر به)، إن زوجته لورا قد ذهبت إلى فندق «هيلتون واشنطن»، وإنها حقا «ساخنة». ثم وبعد الشكوى من تناول العشاء مع صحافيين «ليبراليين» و«أشخاص متحللين اخلاقيا» من هوليوود سأل الرئيس الأميركي «لماذا لا أستطيع أن أتعشى مع الـ36% من الجمهور الذي يحبني؟» وجاء ظهور بوش بهذا الشكل خلال العشاء السنوي، الذي يقيمه للمراسلين في البيت الأبيض كإقرار ضمني بانخفاض شعبيته، التي حدت به مؤخرا إلى إقالة بعض كبار مساعديه وتعيين رئيس جديد لموظفي البيت الأبيض.

واعتلى مقلد بوش الكوميدي الأميركي ستيف بريدجيز المنصة، وقلد الرئيس الجمهوري بلهجة متقنة لولاية تكساس التي يتحدر منها بوش. وسخر بريدجيز من إطلاق نائب الرئيس ديك تشيني النار بشكل عرضي على صديقه، وهو ايضا أحد المساهمين في حملته الانتخابية خلال رحلة لصيد السمان في تكساس. وانضم إليه بوش قائلا «ديك رجل طيب.. لديه قلب طيب»، ثم أعاد الجزء الثاني «حسنا.. إنه رجل طيب»، وذلك في سخرية من الحالة الصحية لقلب نائب الرئيس والتي تلقي بأعباء اضافية على بوش، اذ أن تشيني اضطر للتوجه الى المستشفى مؤخرا، بسبب مشاكل القلب يعانى منها. وقال بريدجز لاحقا حول إطلاق تشيني النار خطأ «إنه رمى المحامي الوحيد في البلد المؤيد لي».

وسئل بريدجيز بوش أن يكرر جملة «دبلوماسية غير مفهومة»، وانصاع بوش لطلب مقلده وتلعثم في نطق جملة «الانتشار النووي» وحرف «اتصالات بينية» إلى «سلوك جنسي».

وقال بوش للجمهور في قاعة الرقص، «من المهم حقا أن تكون قادرا على الضحك في هذه الوظيفة». لكن ملاحظته الاخيرة أعادته إلى الجدية والتي قال فيها «ليبارك الله قواتنا.. ليبارك الله قضية الحرية.. ليبارك الله أميركا»، مما دفع الحضور إلى التصفيق. ووسط عدد كبير من مشاهير الصحافة وهوليوود، مثل الممثل الاميركي جورج كلوني، قال صحافي من صحيفة «يو.أس.ايه توداي»، «إنه شيء جيد أن نكون في مكان واحد، حيث قائمة أسماء الأثرياء لها معنى آخر. هنا كممثلين نحن لا نمتلك أي معنى».

وتحدث الرئيس الأميركي إلى الصحافيين بنبرة لطيفة، بينما قال بريدجز لهم بما يفكر بوش بهم في حقيقة الأمر. ومن ضمن ما قاله بريدجز «الإعلام وضع علامة صح بجانب اسمي. هو يحاول أن يحرجني عن طريق عدم تحرير ما أقوله. حسنا لأدع الأمور تمضي كما هي أو أنني لن أتمكن من النوم».

أما الكوميدي ستيفن كولبرت، الذي ظل يسخر من إدارة واشنطن فقال «أنا أرى أن الحكومة تحكم بشكل أفضل عندما تحكم بشكل أقل ووفق هذه المعايير علينا، أن نشكل حكومة رائعة في العراق». وسخر من بوش حينما اعتبره الرجل «الذي يؤمن يوم الأربعاء بما كان مؤمنا به يوم الاثنين على الرغم مما حدث يوم الثلاثاء». وذكر ان تقليد اقامة عشاء سنوى للصحافيين المعتمدين في البيت الابيض، تقليد كان اتبعه الرئيس الاميركي الاسبق جون كالفن كوليدج، الذي حكم بين 1923 الى 1929، وسار عليه الرؤساء الاميركيين من بعده.