إيران: خصبنا اليورانيوم لمستوى أعلى من 4%.. ونرفض الحوار مع أميركا

مسؤول إيراني: الأمم المتحدة لن تفرض عقوبات على صناعة النفط

TT

في تطور جديد يمكن ان يثير غضبا غربيا ضد إيران، قال مسؤول إيراني ان بلاده خصبت اليورانيوم الى مستوى يزيد على 4%، ويأتى ذلك فيما أكدت طهران مجددا انها لا ترى مصلحة لها في اجراء مفاوضات مباشرة مع اميركا حول العراق. وهذه هي المرة الثالثة خلال نحو أسبوع التي تقلل فيها إيران من اهمية إجراء مباحثات مباشرة مع واشنطن.

وأوضح محمد سعيدي نائب رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ان طهران خصبت يورانيوم الى مستوى يزيد على 4%، وهو مستوى أعلى مما أبلغته ايران للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنه ما زال في النطاق المستخدم من اجل انتاج الوقود في محطات الطاقة النووية. وقال سعيدي في برنامج نقاشي على التلفزيون الحكومي الإيراني «لقد خصبنا اليورانيوم في نطاق يزيد على 4%». وكرر ايضا موقف ايران من انها لن تتخلى عن التخصيب، واصفا ذلك بأنه «مسألة حياة أو موت للمجتمع الايراني»، وقائلا ان هذا الهدف يحظى بتأييد كبير.

وأبلغت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منتصف ابريل (نيسان) انها خصبت يورانيوم الى مستوى يبلغ 6. 3 % وهو مستوى أكدته الوكالة من عينات أخذتها. وقال خبراء ان اليورانيوم المخصب الى نطاق يتراوح بين 3 و5% تقريبا مستوى منخفض يستخدم في محطات الطاقة الذرية. ولا بد من تخصيب اليورانيوم الى مستوى أعلى بكثير يصل الى 80 % او اكثر لصنع أسلحة نووية وهو ما يخشى الغرب ان ايران تسعى اليه.

الى ذلك، قال محمد هادي نجاد حسينيان، نائب وزير النفط الإيراني، ان من غير المرجح أن تفرض الامم المتحدة عقوبات على صناعة النفط في ايران بسبب برنامجها النووي، مشيرا الى أن أي اجراء من هذا النوع سيرفع أسعار النفط العالمية بشدة. وقد تواجه طهران قرارا جديدا من مجلس الأمن الدولي بعد تقرير رفعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجاء به أن طهران عرقلت عمليات تفتيش وتجاهلت المطالب بوقف إنتاج الوقود النووي.

وأضاف حسينيان في مؤتمر صحافي أمس بعد اجراء محادثات مع مسؤولين بقطاع النفط الباكستاني بشأن مشروع لمد خط أنابيب لنقل الغاز «لا أعتقد أن أحدا بإمكانه فرض أي عقوبات على صناعة النفط والغاز»، وتابع «أي اجراء من هذا النوع سيطلق العنان لأسعار النفط، نظرا لحساسية سوق البترول. ولا أعتقد أن الأمم المتحدة ولا أي جهة أخرى ستفرض أية عقوبات على النفط أو صناعة النفط».

وعلى صعيد ذى صلة، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، حميد رضا آصفي، أن التفاوض مع الولايات المتحدة حول الوضع في العراق لن يكون في الظروف الراهنة في مصلحة ايران. وقال آصفي «إن الاميركيين لا يزالون على موقفهم الوقح ويحاولون عبر دعايتهم المسمومة تحقيق أهدافهم. ان التفاوض مع الولايات المتحدة في الظروف الراهنة لن يكون في مصلحة ايران». وكان الرئيس الإيراني، محمود احمدي نجاد، اعتبر الاثنين الماضي أن لا جدوى من اجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول الوضع في العراق. وقال «نعتقد انه مع تشكيل حكومة مستقرة في العراق إن شاء الله، لن تعود هناك حاجة» لمثل هذه المحادثات. وكانت هذه المحادثات تعتبر وسيلة لفتح حوار بين البلدين متوقف منذ الثورة الايرانية في 1979. وأعلنت ايران موافقتها المبدئية على اجراء هذه المحادثات تلبية لطلب المسؤولين العراقيين للمساعدة على اقرار الهدوء في العراق. وختم آصفي قائلا «تعين على العراقيين أنفسهم وليس الأميركيين ان يحددوا مستقبل العراق».

وحول احتمالات نقل الملف النووي الى مجلس الأمن، قال آصفي ان ايران مستعدة لتقديم «اقصى التعاون» في حال بقي ملفها النووي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم يرسل الى مجلس الأمن. وتابع «لقد سبق أن قلنا إننا مستعدون لحل المشاكل عبر الحوار. وفي حال التزمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن بإبقاء القضية في الوكالة الذرية فسنكون عندها مستعدين لتقديم اقصى التعاون». وأضاف آصفي ردا على سؤال حول تهديد طهران بتعليق تعاونها مع الوكالة الذرية «أما في حال اتخذوا اجراءات متشددة فسنبني على الشيء مقتضاه. وفي حال كانت قراراتهم منطقية فستكون قراراتنا كذلك. اما في حال كانت قراراتهم متشددة فسنقابلهم بالمثل». وقال «إن مسألة تعليق التخصيب ليست على جدول الأعمال».

ويلتقي المديرون السياسيون في وزارات خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا وفرنسا) وألمانيا غدا في باريس بعد تسليم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريره الجمعة الى مجلس الأمن الدولي. وفي التاسع من الشهر نفسه يلتقي وزراء خارجية الدول الست في نيويورك لمتابعة بحث الملف النووي الايراني واتخاذ موقف موحد منه.

ومن ناحيته، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة وانغ غوانغيا امس في شيكاغو إن بلاده تعارض قرارا دوليا يرغم ايران على وقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم واعتبرته «أمرا خطيرا».

الى ذلك، اكد المسؤول الإيراني المكلف الملف النووي، علي لاريجاني، انه لا يمكن إجبار ايران على وقف برنامجها النووي المثير للجدل، معلنا ان بلاده سترفض اي قرار من مجلس الأمن يطالبها بتجميد نشاطاتها النووية. وقال لاريجاني في كلمة امام مجموعة من الطلاب في جامعة شريف العلمية المرموقة في طهران «لن نقبل بأي قرار قسري». وأضاف «عليهم ألا يعتقدوا أنهم يستطيعون إسعادنا ببعض الحلوى. ايران لديها حساسية ضد المصطلحات المشبوهة. ان برنامجنا هو مواصلة عمليات البحث والتطوير المتعلقة بالتخصيب وامتلاك دورة الوقود النووي». وتابع «نحن مستعدون لكافة السيناريوهات. لقد شكلت الحكومة لجنة وفكرت في كل السيناريوهات. وحتى تحول الوضع الى وضع عسكري فكرنا فيه ايضا». وأشار لاريجاني الذي يشغل كذلك منصب سكرتير مجلس الأمن القومي الأعلى في ايران، الى ان العمل في تخصيب اليورانيوم يتقدم، حيث يتم تخصيب اليورانيوم الى نسبة أربعة في المائة. ورغم ان لاريجاني اكد ان عمليات التخصيب ليست خاضعة للتفاوض، الا انه قال إن بلاده مستعدة «لبناء الثقة».