كشف مصدر حكومي رفيع لـ«الشرق الأوسط» أمس، أنه صدرت تعليمات لرجال الأمن بإطلاق النار دفاعا عن أنفسهم «فور تعرضهم لمحاولات اعتداء من قبل مجهولين»، وقال المصدر ان التعليمات صدرت في أعقاب تزايد الإعتداءات غير المبررة على رجال الأمن من قبل مجهولين «مما عرض حياة رجال الأمن للخطر».
وشدد المصدر الحكومي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة ستضرب بيد من حديد على من يثبت تورطهم في هذه الأحداث «التي تستغل أجواء الحرية والانفتاح الذي تشهده البحرين»، ونفى أن يكون التعامل بشده مع من سماهم المصدر المخربين «مقابلة العنف بعنف»، مؤكدا أن كل ديمقراطيات العالم، لا يمكن أن تسمح أن يتعرض رجل الأمن للاعتداءات «التي من الممكن أن تهدر في أرواح جنود الوطن»، وأضاف المصدر أن التعليمات السابقة كانت تمنع جميع قوات الأمن أفراد وضباط من إطلاق النار في أي حال من الأحوال «إلا بأمر من جهات عليا»، موضحا أن تلك التعليمات كانت في السابق «قبل أن تبدأ حياة جنودنا وضباطنا بالتعرض للخطر من قبل مجهولين يبحثون عن الإضرار بالمكتسبات التي تحققت للبحرين على كافة المستويات».
ويأتي إجراء الحكومة البحرينية المتشدد ضد الاعتداءات الموجهة إلى قوات الأمن على وجه الخصوص، بعد أن شهدت البحرين في الفترة الأخيرة حوادث متفرقة من قبل من أطلق عليهم «الملثمين»، والذين يقومون بحوادث استفزازية لقوات الأمن في أماكن متفرقة، وخصوصا في مداخل القرى الصغيرة، وكانت هذه الحوادث في بداية الأمر تنحصر على حرق حاويات قمامة أو تكسير إشارات مرور، قبل أن تتطور هذه الحوادث إلى إعتداءات ضد قوات الأمن في تلك القرى، وتزايدت اعتداءات «الملثمين» المتكررة على رجال الأمن الأسبوع الماضي، حيث تعرض سيارة شرطة في وقت متأخر من أول من أمس إلى هجوم من قبل مجهولين بزجاجات المولوتوف مما تسبب في حرق السيارة بالكامل فيما نجا الشرطيان اللذان كانا فيها وأصيبا إصابات متفرقة. وفي حادث آخر قبل ثلاثة أيام هاجم ملثمون دورية للشرطة في منطقة سترة بجنوب العاصمة وأصيب في الهجوم شرطيان أيضا وأحترقت سيارتهما. إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية البحرينية أن حريقا قد شب في الساعات الأولى من فجر أمس الأحد، بمنطقة سترة دمر 7 سيارات تابعة لمؤسسات وشركات مقاولات، وهو الأمر الذي يعد أكبر حادث حريق يشمل هذا العدد من المركبات في مكان واحد بالبحرين.
وقال العقيد عبد العزيز حمد البنعلي مدير عام شرطة المحافظة الوسطى، أن الحريق أدى إلى أضرار تراوحت بين الاتلاف الكامل والاتلاف الجزئي للمركبات، مبينا أن جهود رجال إطفاء الدفاع المدني ساهمت في التقليل من الخسائر، وأوضح البنعلي أن من بين السيارات حافتان تتبعان إحدى شركات المقاولات وسيارة ميتسوبيشي خاصة، وجدت بلا أرقام، وأرجع الحادث لعمل مدبر من أشخاص مجهولين تقوم أجهزة الأمن المختصة بالبحث والتحري عنهم، مشيرا إلى أن وكيل النيابة العامة المناوب وطاقم الحوادث بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية عاينوا الحادث وإتخاذ كافة الإجراءات المتعلقة بمثل هذا النوع من الحوادث.