كلوني : لست سياسيا ولكني أستخدم شهرتي لمساعدة أبناء دارفور

TT

لم تمض أكثر من ستة أسابيع حينما سأل الممثل والمخرج جورج كلوني والده الصحافي نيك: «لمَ لا نذهب إلى هناك؟» وجاء هذا السؤال أثناء قراءتهما لتقارير حول «الإبادة الجماعية البطيئة» التي تجري في دارفور الواقعة في غرب السودان وشعرا أنها لم تلق الاهتمام الذي تستحقه.

قال النجم الحائز جائزة الأوسكار «أنا لست برلمانيا. ولست سياسيا. أنا أحاول فقط استخدام بطاقة الائتمان التي تحصل عليها بسبب كونك شخصا مشهورا في أوضاع معينة حينما يكون ذلك ممكنا بالنسبة لي».

قبل ذلك بفترة قليلة كان أسامة بن لادن قد دعا أنصاره لفتح جبهة قتال جديدة ضد قوات حفظ السلام الدولية في دارفور. في الوقت نفسه بلغ عدد الأميركيين الذين وقعوا حتى نهاية الأسبوع الماضي على عريضة التماس تطلب من الرئيس بوش لدعم إرسال قوات دولية «أقوى» إلى المنطقة. لكن العائق هو ليس بوش الذي حث الزعماء السودانيين على قبول خطة إرسال 20 ألف جندي تابع للأمم المتحدة لينضموا إلى قوة حفظ السلام الأفريقية والبالغ عددها 7 آلاف جندي. لكن بدون سماح الحكومة السودانية بذلك يمكن أن يعتبر إرسال قوة دولية إلى دارفور باعتباره غزوا.

ان تدخل نجم هوليوود كلوني جلب الانتباه العام أكثر مما فعله تحذير أسامة بن لادن. قال أحد المشاركين بالحملة الشعبية لمناصرة سكان دارفور «أظن أن كلوني قد يتجاوز بن لادن من الناحية الشعبية على الأقل داخل أميركا. أنا بالأحرى أرغب في أن أعرف كحائز جائزة الأوسكار أكثر من أكون سفاحا».يمكن القول إن دارفور لم تحتل مساحة كبيرة في الضمير الأوروبي والأميركي على الرغم من مقتل آلاف المدنيين وتهجير أكثر من مليوني شخص خلال السنوات الأخيرة على يد عصابات من الغزاة ذوي الأصل العربي يعرفون تحت اسم جنجويد. بل حتى البروتستانت كانوا من بين أكثر المناصرين لحملة دعم سكان دارفور.وعلى عكس الحرب الأهلية التي وقعت بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي فإن حرب دارفور هي ما بين مسلمين لكنها تدور بين قبائل عربية وأخرى أفريقية. وكانت هناك توترات ضمن حملة «انقذوا دارفور» حول حماس بعض الجماعات المسيحية لتحويل الضحايا إلى مسيحيين.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»