مصر: تحديد هوية «العقل المدبر» لتفجيرات دهب والجورة

قوات الأمن تشتبك مع مشتبه فيهم بتفجيرات سيناء وتقتل أحدهم

TT

أعلنت مصادر أمنية ان قوات الأمن المصرية التي تتعقب منفذي تفجيرات مدينة دهب بشبه جزيرة سيناء في الاسبوع الماضي خاضت معارك بالاسلحة النارية مع مشتبه بهم امس مما أسفر عن مقتل أحدهم. واعتقلت الشرطة أربعة من المشتبه بهم وتتعقب آخرين مختبئين في منطقة جبلية بشمال سيناء على بعد نحو 270 كيلومترا من مدينة دهب حيث أسفرت ثلاثة تفجيرات عن سقوط 18 قتيلا الاثنين الماضي.

وكشفت المصادر أن الشرطة تحاصر حالياً الإرهابي نصر خميس الملاحي في منطقة صحراوية قرب الحسنة بوسط سيناء، المشتبه في انه العقل المدبر لتفجيرات دهب والجورة بسيناء، وأحد المشاركين الرئيسيين في كل العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء منذ عام 2004 وحتى الآن في مدن طابا وشرم الشيخ. وأضافت المصادر أنه حال التمكن من القبض على الملاحي الذي يرجح أنه قائد تنظيم «التوحيد والجهاد» بعد وفاة القائد السابق خالد مساعد في سبتمبر 2005 في مواجهات مع الشرطة، فإن الملاحي سيكشف الغموض الذي أحاط بالتنظيم وبمقدوره الكشف عن الكثير من العناصر الهاربة وأسمائها الحقيقية، وما إذا كان التنظيم امتداداً لتنظيمات أجنبية من عدمه. وذكرت المصادر أنه عثر بالموقع على سلاح آلي وذخيرة ومواد متفجرة تبين من فحصها أنها مادة (تى.إن. تى) وكذلك دوائر كهربائية وورقة محرر بها طريقة تجهيز العبوات المتفجرة. وأضافت أنه تم تحديد السيارة التي كانت تقل المذكورين وتجري متابعة إجراءات البحث والتمشيط كشفا لكافة ملابسات الحادث الإرهابي الأخير والذي توافرت بشأن مرتكبيه معلومات محددة سيتم إعلانها فور استكمال أبعادها.واشارت المصادر انه تم نقل الجثة إلى مستشفى العريش العام حيث يجرى عرضها على عدد من مشايخ البدو للتعرف عليها وإجراء تحاليل الحامض النووي. وتابعت انه خلال حصار منطقة جبل المغارة التي تؤوي مجموعة من العناصر يعتقد بصلتها بتفجيرات سيناء فوجئت قوات الشرطة بإطلاق نيران كثيف مما أدى إلى تعاملها مع مصدر النيران حيث تبين أن وراءها مجموعة من الأشخاص لا يقل عددهم عن سبعة مما أدى إلى مقتل أحدهم. وأضافت انه لم تقع أي إصابات بين صفوف رجال الشرطة وانه تم تعزيز القوات الموجودة بالمنطقة بالعربات المدرعة والسيارات المصفحة لاحكام الحصار عليها والقبض على المجموعة الهاربة التي تمكنت من الفرار تحت ستار الليل لمعرفتهم الجيدة بالوديان والجبال الموجودة بالمنطقة.

ومن ناحية أخرى، أكدت التحريات والمعلومات المتوافرة حتى الآن وجود ارتباط بين حوادث التفجير بدهب مع حادثي تفجير الجورة، وارتباط تلك الحوادث مع حوادث التفجيرات السابقة في طابا وشرم الشيخ والجورة.

وقالت المصادر الأمنية إن هناك شكوكا تحوم حول تورط كل من عبد اللطيف سلامة الكاشف ومحمد عبد العزيز نافع وهما من مدينة العريش. وأكدت التحريات أن الأول اختفى عقب التفجيرات وجار البحث عنه كما تم توزيع صوره على كافة الأكمنة الأمنية لسرعة ضبطه، وأن الثاني مختف منذ فترة وقد تم أخذ عينات الحامض النووي من أسرته لتطابقها مع نتائج تحاليل الحامض النووي للانتحاريين والأشلاء التي تم العثور عليها في حادث تفجيرات دهب.

واعتقلت الشرطة اول من امس رجلين قالت انهما نقلا الأشخاص الذين يشتبه بتورطهم في الهجمات، وبعد فترة وجيزة من تفجيرات دهب قالت الشرطة انها اعتقلت رسميا عشرة أشخاص على الأقل واحتجزت نحو 70 من البدو المحليين لاستجوابهم. ومن جانبها، انهت نيابة شمال سيناء التحقيقات الخاصة بحادثي تفجير الجورة وتم تحديد ملابسات الواقعة كحادث إرهابي يستهدف النيل من أمن البلاد وتعريض حياة المواطنين للخطر، إلى جانب سبق الإصرار والترصد للاعتداء على أجانب في المنطقة. وقد طالبت النيابة من قائد قوات المراقبة الدولية في سيناء إيفاد الضابطين اللذين كانا في السيارة التي تعرضت للتفجير بالجورة لأخذ أقوالهما كشهود عيان في واقعة التفجير الأولى. كما طالبت بسرعة الانتهاء من نتائج تحاليل العينات بالحامض النووي من أشلاء الانتحاريين. وتواصل الحملات الأمنية المكثفة جهودها في تمشيط مراكز ومدن المحافظة، والتركيز على المناطق والتجمعات البدوية والهاربين منذ أحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ بهدف التوصل إلى شخصية الانتحاريين في حادثي الجورة ومنفذي عملية تفجيرات دهب.