الملاحي.. خريج القانون الذي يتخذ من الزرقاوي مثلاً أعلى

يرجح أنه قائد تنظيم «التوحيد والجهاد» في مصر

TT

يشتبه في أن نصر خميس الملاحي، أحد المشاركين الرئيسيين في كل العمليات الإرهابية التي شهدتها سيناء منذ عام 2004 وحتى الآن في مدن طابا وشرم الشيخ.

وفي حال القبض على الملاحي الذي يرجح أنه قائد تنظيم «التوحيد والجهاد» بعد وفاة القائد السابق خالد مساعد في سبتمبر 2005 في مواجهات مع الشرطة، سيكشف الغموض الذي أحاط بالتنظيم وبمقدوره الكشف عن الكثير من العناصر الهاربة وأسمائها الحقيقية، وما إذا كان التنظيم امتداداً لتنظيمات أجنبية من عدمه.

وكان الملاحي أحد المؤسسين للتنظيم عام 2000، ويتخذ من شخصية أبو مصعب الزرقاوي مثلاً أعلى له، وتولى الجوانب الدعوية ونجح في ضم العديد من أبناء سيناء للتنظيم، وتم القبض على بعضهم، ولكن أجهزة الأمن لم تتمكن من تحديد هوية الباقين نظراً لعدم معرفة أعضاء بعضهم البعض، وانتظامهم في خلايا عنقودية، وأن الملاحي هو الشخص الوحيد الذي بمقدوره الإرشاد عن أسماء العناصر التي قام بضمها.

وتولى الملاحي كذلك النواحي المالية في التنظيم، وساهم في توفير السيارات التي استخدمها في تفجيرات طابا وشرم الشيخ، واشترك مع عدد من أعضاء التنظيم في سرقة السيارات التي نفذت تفجيرات طابا، ثم قام بسرقة السيارات المنفذة لتفجيرات شرم الشيخ بعد ذلك.

والملاحي هو من مواليد 1976 بمحافظة البحيرة غرب مصر، وحصل على ليسانس الحقوق، لكنه لم يعمل بالمحاماة، ويرجح أنه تعرف على الدكتور خالد مساعد (طبيب أسنان) في تلك الفترة وأسسا التنظيم معاً في غضون عام 2000.

وانتقل الملاحي إلى حي السومران في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء حيث عمل في إحدى المزارع وتزوج من فلسطينية، وألقى الدروس الدينية في مساجد العريش حيث تمكن من استقطاب العديد من الشباب داعياً إلى فكر الجهاد، واستغل أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدة، ثم احتلال أفغانستان وبعدها الاحتلال الأميركي للعراق لإقناع المزيد من الشباب بضرورة السفر إلى البلاد الإسلامية المحتلة لمحاربة جيوش الدول الأوروبية، وأنه قام بتنظيم هؤلاء الشباب في خلايا عنقودية، وطلب من كل واحد منهم أن يختار اسماً حركياً يتعامل به داخل التنظيم، حتى لا تتمكن الشرطة من الوصول لكافة العناصر حال القبض على أحدهم.

وتضيف المصادر أن الملاحي عرّف بعض العناصر على قائد التنظيم، بينما ظلت بعض الخلايا التابعة له لا تعرف شخصية قائد التنظيم، وكذلك لا تعرف بعضها البعض.

وفي مايو (ايار) 2004 خطط التنظيم لتنفيذ تفجيرات مدينة طابا ضد السياح الأجانب، وقام الملاحي وعدد من أعضاء التنظيم بسرقة عدد من السيارات من أبناء محافظة شمال سيناء، وكلف تابعين بنقل المتفجرات من وسط سيناء إلى مدينة العريش بواسطة هذه السيارات، واشترك في تفخيخها، لكنه لم يذهب لتنفيذ تفجيرات طابا التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الاول) عام 2004 حيث تولى قيادة المجموعة المنفذة حماد جميعان.

وهرب الملاحي عقب التفجيرات مع قائد التنظيم إلى صحراء مدينة رفح بالقرب من الحدود مع إسرائيل، حيث اختفيا عند راعي أغنام يدعى ناصر أبوزقول (محبوس) وبعد هدوء الوضع الأمني عادت عناصر التنظيم إلى العريش حيث خططوا لتنفيذ تفجيرات شرم الشيخ، وكان دور الملاحي فيها الإعداد النفسي والعقائدي للعناصر الانتحارية الثلاثة المنفذة للتفجيرات وتتخذ الأسماء الحركية «سامي» و«حنفي» و«شافعي» بجواز الشهادة وقتل النفس في الأجانب.

وبعد تنفيذ التفجيرات هرب الملاحي إلى منطقة سرابيوم بالإسماعيلية حيث استأجر إحدى المزارع في منطقة صحراوية، وعقد فيها لقاءات ودروسا دينية، وهرب منها عندما ألقت الشرطة القبض على صاحب المزرعة وعاد إلى سيناء، حيث ظل هارباً في الصحراء، واشترك في التخطيط لتفجيرات دهب والهجوم على القوات المتعددة الجنسيات في منطقة الجورة الأسبوع الماضي.