معتقلو غوانتانامو زرعوا الأمل في حديقة سرية بوسط معسكر دلتا باستخدام ملاعق الطعام

TT

بأياديهم العارية وبأكثر الأدوات بدائية أقام سجناء خليج غوانتانامو حديقة سرية، حيث زرعوا نباتات من بذور اخذوها من وجبات طعامهم.

وبالنسبة الى بعض السجناء، المعتقلين بدون توجيه تهمة لهم لفترة زادت على أربعة اعوام والذين تقول الولايات المتحدة انهم برئوا الآن وسيطلق سراحهم، توفر لهم الحديقة ابتعادا عن روتينية وملل سجنهم.

وباستخدام الماء لترطيب التربة التي جعلتها شمس الكاريبي صلبة، ومن ثم الحفر بالملاعق البلاستيكية اعد السجناء، وفقا لما افادت به تقارير، أرضا لزراعة البطيخ والفلفل والثوم والشمام بل وحتى شجرة ليمون صغيرة لا يزيد ارتفاعها على بوصتين.

وقد استثمر قائمون بحملة في الوقت الحالي موضوع الكشف عن الحديقة، وهم يسعون الى اغلاق معسكر السجن في كوبا، وحثوا المؤيدين لهم في مختلف أنحاء العالم على ارسال البذور اليهم على ان يحاولوا ارسالها بدورهم الى السجناء. وقد اطلقوا على حملتهم اسم «بذور الأمل».

وكشف عن وجود الحديقة، المحظورة من جانب السلطات العسكرية الأميركية، سابين ويليت المحامي المقيم في بوسطن والذي ابلغه عنها موكله صادق أحمد تركستاني، المعتقل في خليج غوانتانامو منذ عام 2002.

وقال ويليت ان الجيش الأميركي اعتبر العام الماضي، ان تركستاني لم يعد «مقاتلا عدوا» ولكنه يبقى في الاحتجاز القانوني، ذلك انه ما من بلد مستعد لأخذه. وقال ويليت ان المحامين كانوا قد مارسوا ضغطا متكررا على سلطات قوة المهمات المشتركة في غوانتانامو من أجل اقامة حديقة ولكنهم رفضوا ذلك.

وأبلغ ويليت صحيفة الاندبندنت البريطانية اول من امس، بأنه أوضح ذلك لتركستاني في زيارة جرت أخيرا عندما أخبر بأن السجناء قد اقاموا حديقة عندئذ. وقال «لم يكن بوسعي تصديق الأمر. كنت أعرف أن ليست لديهم أدوات. وإذا أخذت اوراقا الى المحكمة عليك أن تزيل الدبابيس. وكانت النظرة التي على محياه وهو يخبرني كيف أنهم كانوا قد فككوا براغي مقابض اجهزة التنظيف واستخدموا دلو الماء لإقامة الحديقة، نظرة تكشف عن شيء مثير للعجب».

وقال تركستاني انه وآخرين من السجناء، المعتقلين في جزء من السجن يعرف باسم كامب «ايغوانا»، كانوا يسقون الأرض بالماء في الليل ثم يستخدمون الملاعق في الحفر. وفي كل يوم كانوا يفلحون في اعداد مزيد من التربة الى ان توفر لديهم ما يكفي من اجل زراعته. وقال «لدينا الكثير من الوقت هنا».

وقال ويليت انه عندما قدم الطلب الى قوة المهمات المشتركة في غوانتانامو أبلغ بأن إنشاء الحدائق ليس مسموحا به. وقال ان «ان اولئك الأشخاص وضعوا في وضع جهنمي غير أنهم وجدوا، بمعنى ما، سبيلا لخلق الحياة بالمعنى الفعلي. فقد تعين عليهم أن يأخذوا البذور من وجبات الطعام وأن يحفروا، من ثم، الأرض من أجل زراعتها». وقال ويليت الذي كتب عن الحديقة اول مرة في صحيفة «واشنطن بوست»، انه لم ير شخصيا حديقة السجناء ولكنه ابلغ عنها من جانب ثلاثة سجناء مختلفين. ومأزق تركستاني مثير للأسى. فهو ينتمي الى الايغور الأتراك ويعيش في افغانستان، وكان قد اعتقل على يد طالبان لمدة ثلاثة اعوام ثم اطلق سراحه من جانب تحالف الشمال المدعوم من واشنطن. اواخر عام 2001 قبل أن ينقل الى سجن أميركي. وقد برئ تركستاني، الذي كان قد ولد وترعرع في السعودية، من التهمة باتجاه اطلاق سراحه من خليج غوانتانامو.