ملك نيبال ينصب عدوه اللدود رئيسا للوزراء «تجاوبا» مع توصية سبعة أحزاب معارضة

TT

كاتماندو ـ وكالات الانباء: أدى السياسي النيبالي المخضرم جيريجا براساد كويرالا، رئيس حزب المؤتمر النيبالي ،اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في البلاد أمس بعد أيام من اذعان الملك جيانيندرا لمطالب محتجين مطالبين بالديمقراطية كي يعيد الاحزاب الى الساحة السياسية.

وحضر الملك الذي تراجع موقفه بسبب الاحتجاجات وواجه خطوات محتملة لإنهاء النظام الملكي مراسم أداء عدوه اللدود لليمين في قصر نارايانهيتي الملكي بالعاصمة كاتماندو. ولوح كويرالا المصاب بالتهاب رئوي للصحافيين المتجمعن خارج البوابة الحديدية للقصر بعد أن أصبح رئيس الوزراء الخامس عشر في نيبال خلال 16عاما. ولم يتحدث كويرالا للصحافيين. وهذه هي المرة الرابعة التي يتولى فيها كويرالا هذا المنصب بعد أن أصبح في عام 1991 أول رئيس وزراء منتخب لهذه المملكة الواقعة في جبال الهيمالايا منذ 30 عاما. ويشار إلى أن السياسي الراحل بيسيسووري براساد كويرالا وهو الشقيق الاكبر لرئيس الحكومة الجديدة في كاتماندو كان أول رئيس وزراء منتخب لنيبال على الاطلاق حيث شغل هذا المنصب بين عامي 1959 و1960 حتى أقاله الملك الراحل ماهيندرا وهيمن على السلطة منفردا.

وكان كويرالا قد اختير رئيسا للوزراء الخميس الماضي إلا أنه كان يعاني من مشكلات في الجهاز التنفسي حالت دون أن يتمكن من أداء اليمين الدستورية. كما أدت ظروفه الصحية إلى منعه من حضور تجمع جماهيري حافل تم تنظيمه بوسط العاصمة النيبالية، الخميس الماضي أيضا، احتفالا بعودة الديمقراطية وكذلك حالت هذه الظروف من دون أن يحضر رئيس الوزراء الجديد مراسم إعادة افتتاح البرلمان الذي عقد أولى جلساته يوم الجمعة الماضي . وقال مسؤولون ان طبيبا كان يرافق كويرالا خلال مراسم أداء اليمين.

ولكن كويرالا لم يؤد اليمين بشكل منفصل ليكون عضوا في مجلس راج باريشاد وهو مجلس استشاري يقدم المشورة للملك. ويصبح رئيس الوزراء بشكل تلقائي عضوا في المجلس بموجب الدستور النيبالي ولكن الاحزاب السياسية طالبت بالغاء هذا المجلس. وكانت هذه هي المرة الاولى التي يرفض فيها رئيس للوزراء أن يؤدي اليمين للعضوية في المجلس منذ اقامة النظام الديمقراطي التعددي عام 1990 ومثلت أحدث خطوة في سلسلة خطوات اتخذتها الاحزاب السياسية في الآونة الاخيرة كي تنأى بنفسها عن الملك.

وفي الاسبوع الماضي عين الملك كويرالا رئيسا للوزراء بتوصية من سبعة أحزاب سياسية نظمت باحتجاجات هائلة في الشوارع قتل خلالها 15 شخصا على الاقل وأصيب الالاف. كما أعاد الملك البرلمان بعد أن حله عام 2002.

ومن المتوقع أن يحضر كويرالا إلى مكتبه في وقت لاحق من يوم امس وأن يجتمع أيضا مع قادة الائتلاف المكون من سبعة أحزاب لبحث تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد. ويتوقع أن تضم هذه الحكومة نحو 20 وزيرا، كما ان من المتوقع أيضا أن يحضر جلسة للبرلمان حيث يعتزم البرلمان تبني قرار بشأن إجراء انتخابات لتشكيل جمعية تأسيسية باعتبار ذلك الحل الوحيد لاخراج البلاد من الازمة التي تمر بها حاليا بسبب المشكلات السياسية من ناحية وتواصل عمليات التمرد في أراضيها من ناحية أخرى.