«ناتو» تدعو بلغراد للتعاون مع محكمة لاهاي.. وملاديتش قد يسلم للقضاء في 10 مايو الحالي

TT

دعا حلف شمال الاطلسي (الناتو)، حكومة بلغراد للتعاون الكامل مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي واعتقال وتسليم قائد قوات صرب البوسنة سابقا الجنرال راتكو ملاديتش، فيما أعرب رئيس لجنة الاستقرار في شرق أوروبا ارهارد بوساك عن اعتقاده بأن الجنرال راتكو ملاديتش سيتم اعتقاله في 10 مايو)ايار) الحالي، بناء على معلومات خاصة استقاها من المسؤولين الصرب.

تأتي هذه التطورات بعد تهديد المفوضية الاوروبية بوقف الجولة المقبلة من مباحثات الاستقرار والتقارب مع صربيا المقررة في 11 مايوالحالي، إذا لم يتم اعتقال وتسليم الجنرال راتكو ملاديتش قبل ذلك الموعد. وكانت المهلة التي حددتها الجهات الدولية لاعتقال وتسليم الجنرال ملاديتش قد انتهت أمس وتتهم محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي الجنرال ملاديتش بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، لا سيما مجازر سريبرينتسا والضحايا المدنيين في سراييفو وجواراجدة وزفورنيك وبيهاتش وتوزلا وبريتشكو وغيرها. من جهة أخرى جدد حلف شمال الاطلسي دعوته لبلغراد لاعتقال وتسليم الجنرال راتكو ملاديتش، لتنظيم عملية اندماجها في الشراكة اليوروأطلسية. وقال السكرتير العام للحلف، جاب دي هوب شيفر، أمس ان على صربيا اعتقال وتسليم الجنرال ملاديتش حتى تتمكن من الانضمام لبرنامج الحلف الشراكة من أجل السلام، وتستمر في محادثات معاهدة الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي، لكنه لم يهدد بعواقب وخيمة إذا لم تستجب صربيا. من جهته أعرب ارهارد بوساك أمس عن اعتقاده بأن الجنرال راتكو ملاديتش، سيتم اعتقاله في 10 مايو الحالي، بناء على معلومات مؤكدة من مسؤولين صرب. وكان مفوض شؤون توسيع الاتحاد الاوروبي أولي رين، قد حذر بلغراد من مغبة التفريط في المواعيد، وتخطي المهلة الدولية الممنوحة لبلغراد لاعتقال وتسليم الجنرال راتكو ملاديتش قبل نهاية أبريل (نيسان) الماضي، وهدد بالغاء الجولة المقبلة من مفاوضات الاستقرار والتقارب بين الاتحاد الاوروبي وصربيا والمقررة في 11 مايوالحالي.

وقال رين «لا تزال هناك امكانية لتوقيع اتفاقية الاستقرار والتقارب بين الاتحاد الاوروبي وصربيا قبل نهاية العام الحالي، ولكن ذلك رهن بمدى تعاون بلغراد مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي» وتابع إذا لم يتم اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش في الوقت المحدد، فلن تكون هناك مفاوضات حول هذا الامر. وأشار إلى لقاء بين مسؤولين في الاتحاد الاوروبي وممثلة هيئة الادعاء بمحكمة جرائم الحرب في لاهاي كارلاديل بونتي في 3 مايو لتقييم الوضع، مؤكدا أن ذلك لن يكون لصالح صربيا ما لم يتم اعتقال الجنرال ملاديتش، لان صربيا تكون قد اختارت ملاديتش والماضي الدموي على مستقبل العضوية في الاتحاد الاوروبي. وقد زاد الوضع تعقيدا، بعد كل التصريحات الاحتفالية بقرب اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش والصادرة من المسؤولين الصرب في المدة الاخيرة، تأكيد قائد قوات «يوفور» في البوسنة، الجنرال لويس فيبر، بأن قواته لا تملك أي معلومات عن مكان اختباء زعيمي الحرب في البوسنة رادوفان كراجيتش والجنرال راتكو ملاديتش. وما إذا كانا في البوسنة أو غيرها من الدول المجاورة. هناك أدلة على انهما ليسا في البوسنة، ولكنها أدلة غير كافية وغير مؤكدة. ووصف وزير خارجية صربيا والجبل الاسود الوضع بالقتامة، وقال إن «مستقبل صربيا في خطر وإن الفارين من العدالة يهددون مستقبلها الاوروبي». وتابع لا يزال هناك أمل في حصول المعجزة ورفع الكابوس المنتظر، في حال لم يتم اعتقال وتسليم الجنرال راتكو ملاديتش. وتابع أعتقد بأننا على مفترق طرق ويجب الوفاء بالتزاماتنا لان مستقبل صربيا لا يمكن أن يكون مرتهنا لارادة شخص واحد، وأشار إلى أن مساعدي الجنرال راتكو ملاديتش من بقايا نظام ميلوشيفيتش،لا يزالون أقوياء داخل مفاصل الدولة. وعن الخيارات المتاحة في حال لم تتم المعجزة، على حد تعبيره، قبل حلول موعد مفاوضات الاستقرار والتقارب مع الاتحاد الاوروبي في 11 مايو الحالي قال «عندها سيكون على رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوشتونيتسا شرح أسباب عدم التمكن من اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة جرائم الحرب في لاهاي. ووصف تلك الخيارات بـ«السيناريو الاشد قتامة لمستقبل صربيا» لكنه عاد وأعرب عن أمله في أن تتمكن أجهزة الاستخبارات من الاعلان عن اعتقال الجنرال ملاديتش قبل موعد لقاء ممثلة هيئة الادعاء بمحكمة لاهاي كارلاديل بونتي ومفوضي الاتحاد الاوروبي يوم 3 مايو أو قبل موعد المحادثات في 11 من نفس الشهر، وأن يغير مساعدي ملاديتش من موقفهم ويسلموه من أجل المصالح العليا لبلادهم. من جهته قال وزير العدل الصربي زوران ستوكوفيتش أمس إن اللجان المختصة تعمل على التعاون الكامل مع محكمة لاهاي، واتهم بعض الجهات في بلاده بازدواجية الخطاب والممارسة والنفاق السياسي في التأكيد على التعاون الكامل مع محكمة لاهاي، بينما أشار راسم لياييتش، وزير حقوق الانسان والاقليات في حكومة صربيا والجبل الاسود، بأن هنالك 130 شخصية عسكرية ومدنية يتولون حماية ملاديتش.