القوات الإيرانية تتوغل 5 كيلومترات في الشمال وسط تقارير عن «حشود» قرب البصرة

قصفت مواقع «حزب العمال الكردستاني» في كردستان العراق

TT

أكدت وزارة الدفاع العراقية، أن القوات الايرانية توغلت خمسة كيلومترات داخل الحدود العراقية في منطقة حاج عمران في إقليم كردستان. وكانت تلك القوات قد قامت بقصف مقرات تابعة لحزب العمال الكردستاني يوم الحادي والعشرين من الشهر الجارى.

وأشار بيان لوزارة الدفاع امس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، الى أن القوات الايرانية قامت بـ«قصف المناطق الحدودية في منطقة حاج عمران، حيث دخلت القوات الايرانية الحدود لمسافة 5 كيلومترات وقصفت منطقة لولان بالمدفعية الثقيلة بأكثر من 180 قذيفة». وأضاف البيان «أن قصف القوات الايرانية للمنطقة استهدف مقرات حزب العمال الكردستاني». وقال مصدر في مقر العمليات المشتركة بين وزارة الداخلية والدفاع لـ«الشرق الاوسط» إن هناك ملاحقات عناصر من حزب العمال الكردستاني الايراني، التي التقت بعناصر من حزب العمال الكردستاني التركي وتوغلت ضمن هذه المنطقة. ونفى اللواء مدير عمليات وزارة الداخلية، الذي رفض ذكر اسمه، ان يكون هناك ضحايا، مؤكدا ان العراق يرفض اي تدخل واختراق من اية دولة مجاورة او غير مجاورة. وهذا هو أول تأكيد عراقي رسمي على التوغل الايراني داخل الحدود العراقية. وكان مسؤولون أكراد عراقيون قد أعلنوا هذا الشهر، ان القوات الايرانية قصفت مواقع ميليشيا كردية ايرانية داخل منطقة جبلية في شمال العراق، وأدى الهجوم الى اصابة اربعة مدنيين على الأقل.

وقال محافظ أربيل نوزاد هادي آنذاك، ان اربعة مدنيين أصيبوا جراء قصف مواقع مسلحين أكراد ايرانيين ينتمون لحزب «حياة حرة لكردستان»، حسبما افادت وكالة رويترز. وكان موقع مؤيد لحزب العمال الكردستاني على شبكة الانترنت، قد أعلن ان ستة جنود ايرانيين وخمسة مقاتلين أكراد قتلوا خلال الاشتباكات. ولم يتسن التأكد من مصدر مستقل من صحة هذا التقرير.

الى ذلك، نفى المسؤول العسكري العراقي ان تكون هناك اختراقات من الجانب الايراني في مناطق الجنوب. وكان قادمون من إيران الى البصرة جنوب العراق قد اشاروا امس الى ان هنالك حشودا عسكرية إيرانية في المناطق الحدودية المتاخمة للمحافظة، وقالوا لـ«الشرق الأوسط» بعد اجتيازهم البوابة الحدودية في منطقة الشلامجة (16 كلم شرق البصرة) انهم شاهدوا تحركات لقوات مدرعة إيرانية تسلك الطرق المؤدية من العمق الإيراني الى حدودها الجنوبية الغربية.

وأوضح ضابط كبير في الفرقة العاشرة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الحشود تأتي في إطار التحسب والاحتراز الايراني بعد تصاعد الخلافات الأميركية ـ الإيرانية حول المفاعل النووي الايراني، إضافة إلى ما تتداوله بعض الأوساط من وصول قوات أميركية إلى البصرة وتعزيز قطعاتها البحرية في منطقة الخليج العربي.

وقد نفى الناطق الإعلامي في مقر الفرقة للقوات المتعددة الجنسيات التي مقرها البصرة في تصريح صحافي، ما أشيع عن وصول قوات أميركية لتعزيز القطعات البريطانية في البصرة، مؤكدا أن مجموع الذين سيصلون البصرة لا يزيدون على عشرين عسكريا من سلاح الجو الأميركي في مهمة فنية لتصليح أربع مروحيات تابعة لهذا السلاح وصلت مؤخرا الى قاعدة تابعة للقوات المتعددة الجنسيات.

الى ذلك، اكدت مصادر مطلعة من حزب «حياة حرة لكردستان»، أن القوات الايرانية تقوم حاليا بقصف منطقة خنيرة داخل الاراضي العراقية من جهة حاج عمران بقذائف الهاون والمدفعية. وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادرها الخاصة، ان عناصر من الحزب نصبت كمينا الليلة قبل الماضية للجيش الايراني في منطقة مهاباد داخل الاراضي الايرانية، وأسفر الكمين عن مقتل 3 جنود من الجيش الايراني.