طباخ زيتي لإنقاذ فقراء العالم والبيئة من الموت

100 لتر من زيت جذور نبتة في الفلبين تكفي لطبخ وجبات لعائلة من خمسة أفراد سنة كاملة

TT

تشير إحصائية الأمم المتحدة، إلى أن ملياري إنسان في العالم الفقير يستخدمون الحطب والفحم في الطبخ والحياة اليومية. وتتسبب هذه الحالة بإطلاق كميات هائلة من ثاني أوكسيد الكربون إلى الجو وفي تعرية الغابات من أشجارها. ولهذا فقد انتج العلماء من شركة «دايملر كرايسلر» (مرسيدس) في الفلبين، زيتا محليا يستخدم في طباخ بيئي اسمه «بروتو» لانقاذ سكان المنطقة وبيئتها الفريدة من الانقراض. وذكر البروفيسور فيرنر مولهاور، من جامعة هوهنبيرغ الألمانية، أن الزيت المستحضر من ألياف جذور نبتة موز ـ الباناكا، المسماة أيضا «حشيشة الفلبين»، لا يتأكسد، ولا تصدر عنه رائحة ولا ينفجر. وتكفي 100 لتر منه لطبخ وجبات تكفي عائلة من خمسة أفراد لمدة سنة كاملة.

ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية المعروفة عن مولهاور ان كمية ثاني أوكسيد الكربون التي تنطلق عن زيت «بروتو» عند الطبخ تقل اكثر من 300% عن الكمية التي تنطلق عن حرق الخشب أو الفحم. ويجري استخدام الطباخات، من صناعة شركة سيمنز الألمانية، في غابات الفلبين الكثيفة، عند قاعدة جبل بانغاسوغان (1500 متر)، حيث يعيش ثلث أنواع النباتات والحيوانات النادرة في الفلبين. وحسب تقدير العالم الألماني، فإن أهالي المنطقة يستهلكون الأشجار للطبخ بمقدار 700 كلغم سنويا للفرد، ويموت 1,2 مليون انسان سنويا على المستوى العالمي، بسبب مضاعفات التسمم التدريجي بغازي ثاني اوكسيد الكربون وذرات السخام، وغيرها من المواد الضارة المنطلقة من عملية حرق الخشب. وقد أدى قطع الأخشاب المكثف عند قاعدة جبل بانغاسوغان إلى تعرية الأرض واختفاء 70% من أشجار المنطقة. وكان هذا الاستهلاك اللاعقلاني، الناجم عن الفقر والجوع، سبب العديد من الانهيارات الأرضية الكبيرة في المنطقة. وغمر انزلاق هائل في التربة الطينية (بسبب الأمطار) مطلع هذا العام العديد من قرى المنطقة، وأودى بحياة اكثر من 1000 شخص. وتم بالتعاون مع جامعة تايلي الفلبينية في المنطقة زراعة 1500 هكتار من الأرض بأشجار الموز، وجوز الهند للاستفادة منها في انتاج زيت «البروتو» وبهدف حماية الأرض والغابات من عوامل التعرية.