الأفلام الهندية في باكستان وسيلة أخرى للتقريب بين الشعبين

بعد رفع الحظر الثقافي الذي فرضته إسلام آباد قبل حوالي 40 سنة

TT

جلب عرض الفيلم الهندي «تاج محل» في باكستان، اهتماما سياسيا في باكستان والهند، حيث اعتبره كثيرون أفضل وسيلة لتقريب شعبي البلدين أكثر، عبر الأواصر الثقافية التي تجمعهما. وكانت قاعات السينما الباكستانية قد بدأت خلال الأسبوع الماضي، عرض فيلمين هنديين بعد انقطاع استمر حوالي أربعين عاما. إذ أن الحكومة الباكستانية فرضت حظرا على الأفلام الهندية، بعد حرب عام 1965 بين الهند وباكستان.

وقال وزير الشؤون الثقافية الباكستاني جي.جي. جمال، إنه ليس هناك أواصر أقوى من الأواصر الثقافية وإن عرض الفيلم الهندي «تاج محل»، علامة إيجابية على التقدم المتحقق في العلاقات الباكستانية ـ الهندية وإن هذا الفيلم سيعزز الحوار بين الطرفين. ويستند هذا الفيلم إلى قصة حب الامبراطور شاه جاهان لزوجته ممتاز محل، التي كرم ذكراها ببناء هذا المعلم الشهير: تاج محل.

ووصف كبير بدي الممثل الهندي، الذي لعب دور الامبراطور شاه جاهان، المناسبة بأنها تاريخية بالنسبة الى العلاقات الثقافية بين باكستان وجارتها الهند.

وسمحت الحكومة الباكستانية بعرض فيلمين هنديين هما «المغولي الأعظم» و«تاج محل»، وكلاهما يستندان إلى تاريخ المغول في الهند، وهذا الجزء من التاريخ يشعر الباكستانيون بوجود آصرة به. وقال ضياء الدين خان رئيس مجلس الرقابة الباكستاني «سمحنا بعرض هذين الفيلمين، لأنهما يعكسان الإرث الثقافي لباكستان والهند».

وقال موزع الفيلمين نديم مانديوالا إن «عرضهما سيعطي دفعا للصناعة السينمائية الباكستانية، وسيتم إحياء الثقافة السينمائية في باكستان، والتي هي الآن على حافة الانقراض».

وأضاف أنه كانت هناك 1400 قاعة سينما في باكستان خلال الثمانينات، لكن هذا العدد تقلص إلى حد 250 صالة فقط اليوم. ووصل وفد كبير من الممثلين والمخرجين والمنتجين الهنود إلى باكستان، للاشتراك في مناسبة إطلاق عرض هذين الفيلمين الهنديين في قاعات السينما الباكستانية.

وقالت الممثلة سونيا جاهان، التي لعبت دور ممتاز محل زوجة الامبراطور شاه جاهان، إن الفيلم حقق نجاحا كبيرا في باكستان، إذ أنه يعكس ملامح تاريخية يشعر كلا الشعبين بوجود أواصر معها.

وجاء أول عرض لفيلم «تاج محل» في باكستان بمدينة لاهور، التي تعتبر مركز البلد الثقافي. وقال رضوان خان «أنا جئت لقاعة السينما بعد 11 سنة. لا أظن أن هناك أي ضمان من بدء الناس بالقدوم إلى قاعات السينما، بعد أن يذهب هذا الفيلم».

وتنتمي الممثلة سونيا جاهان إلى أصول باكستانية، فجدها هو المغني الباكستاني الشهير نورجاهان.

أما الفيلم الآخر «المغولي الأعظم» فقد عرض أولاً في الهند عام 1960 وحقق نجاحا كبيرا على طرفي الحدود. وحتى بعد مرور 40 عاما على إنتاجه، ما زال الفيلم قادرا على جذب محبي السينما الباكستانيين. ويستند هذا الفيلم إلى قصة الأمير سليم (الذي أصبح لاحقا الامبراطور جيهانغير) والمحظية اناراكالي. وقال خوار أيوب أحد مرتادي السينما العاديين «أشاهدت هذا الفيلم على شاشة التلفزيون قبل 30 سنة وأردت أن أشاهده على شاشة السينما، ولهذا السبب أنا هنا».

لكن الممثل الباكستاني العريق يوسف خان رفع دعوى ضد قرار الحكومة بالسماح بعرض الأفلام الهندية في باكستان. لكن المحكمة رفضت دعواه من منطلق أنه إذا كان ممكنا عرض أفلام هوليوود في باكستان، فلماذا لا تعرض الأفلام الهندية.