رئيس البرلمان اللبناني يحذر من محاولات لاستدعاء إسرائيل عبر التنكر لسلاح المقاومة

طالب باستراتيجية دفاعية لا تهدف إلى حماية الدولة اليهودية

TT

حذر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري من «محاولات جديدة لاستدعاء اسرائيل عبر التنكر للمقاومة في لبنان». وجزم بري بإمكانية الوصول الى اتفاق على «استراتيجية دفاعية لحماية لبنان»، في اشارة الى موضوع سلاح المقاومة الذي يبحث في مؤتمر الحوار الوطني. معتبرا ان «المطلوب البحث في سلاح المقاومة من منطلق البحث المعمق في سلاح العدوان وكيف نردع العدوان، وليس المطلوب الحماية لاسرائيل من لبنان»، مشددا على وجوب ايجاد «خطة دفاعية تمنع جنوب لبنان ولبنان، من ان يكون في فم الغول الاسرائيلي».

ووجه بري انتقادات للسياسة الحكومية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا الى ان الحكومات الحديثة فتحت كل الملفات دفعة واحدة ولم تستطع معالجة أي منها مبديا تمسكه بمناقشة الورقة الاصلاحية (التي ستتقدم بها الحكومة الى مؤتمر دعم لبنان) «بندا بندا ولا سيما في ما يتعلق بالخصخصة».

وقال بري في كلمة القاها امس، في احتفال اقيم برعايته لمناسبة يوم العمال العالمي: «لا يستطيع اي مسؤول في لبنان ان يتجاهل حقيقة الازمة الاجتماعية الاقتصادية القائمة، حتى ولو دفن رأسه في الرمل او اختبأ بظل كل أصابعه. ولا يستطيع اي مسؤول إلا الاقرار بأن الحكومات المتعاقبة لم تقم سوى بإدارة الازمة من دون ان تقدم على وضع تصور عام لحل الازمة، مما أدى الى تعميق هذه الازمة والى زيادة الديون وتراكمها، والى وقوع لبنان في شرك الاستمرار في خدمة الدين العام الذي زادت فوائده المصرفية بأضعاف عن الدين نفسه». معتبرا ان «السياسات الرسمية حتى مطلع السبعينات مهدت ليكون لبنان ساحة للتقاتل وجعلته مسرحا لحروب اسرائل على ارضه، بل ابتدعنا شعارات تحت عنوان قوة لبنان في ضعفه»، وقال: «اننا بصراحة، بشكل او آخر، استدعينا اسرائيل الينا، والآن نحاول عبر التنكر للمقاومة ولما قدمه الجنوب ولبنان كله، نحاول ايضا ان نستدعي اسرائيل مجددا، هذا الأمر أدى الى دمار، نتيجة مجيء اسرائيل، الى دمار بنية لبنان الاقتصادية والمصرفية، كما التجارية والصناعية والتحتية وأساسا الزراعية. ثم جاءت الحكومات الحديثة العهد فلم تنظم جداول اعمالها او ترتب أولياتها تنفيذا لبياناتها الحكومية، ففتحت جميع الملفات دفعة واحدة ولم تستطع انهاء اي ملف، من اصلاح الادارة الى طي ملف المهجرين الى تعويض اضرار حروب اسرائيل، الى ملف الكهرباء والهاتف والماء وشبكات المواصلات وشبكات الأمان الصحية والتربوية الى آخر ذلك، لم ينته ملف واحد على الاطلاق، فتحت كل الملفات من دون ان نقدم ملفا على آخر وننهيه».

واشاد بري بنتائج مؤتمر الحوار الوطني، معربا عن اعتقاده بأن «الدور الأهم الذي قمنا بها في المرحلة الماضية كان ترسيخ السلم الأهلي ارتكازا على شجاعة كل الاطراف في سلوك الطريق الى طاولة الحوار، وطرح مواقفهم من كل العناوين والقضايا المستجدة بصراحة ووضوح كاملين. ان هذا الأمر وفر على لبنان الكثير وأبرز للمرة الاولى اننا لسنا قاصرين.. لقد تم البحث في أكثر الامور تعقيدا في تاريخ لبنان على طاولة الحوار في المجلس النيابي، ووفقنا الى الاتفاق حول مواضيع مهمة». وقال: «لقد تكرس الحوار ليس كأسلوب فحسب، وصدقوني ان هذا الأمر اصبح الآن نهج حياة ليس في لبنان فحسب، بل هو نهج حياة مطلوب ايضا من الاخوة القادة الفلسطينيين، فلا يغرن احد انه تسلم حكما من دون آخر، فالفلسطينيون مجتمعون بالكاد ينتصرون على اسرائيل، فكيف اذا كانوا مفرقين؟»