«دارفور تحتضر» لعبة جديدة على الإنترنت تصور فتاة تقاتل «الجنجويد»

صممتها مجموعة من طلاب جامعة كاليفورنيا الجنوبية وتستغرق 15 دقيقة

TT

في تجمع «انقذوا دارفور» بالولايات المتحدة، اطلقت أول لعبة على الانترنت تحمل اسم «دارفور تحتضر»، ويبدو ان «المذبحة» مرتبطة بضغطة على الماوس. ويمكن للاعب ان يكون فتاة تبلغ 14 عاما، ترتدي بدلة زرقاء وسترة منقطة تحمل اسم «الهام» بحثا عن ماء لمخيمها بينما يلاحقها رجال مليشيا الجنجويد الذين يحملون البنادق. وفجأة تبدو اللعبة التي لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة لادائها واقعية وغير واقعية في الوقت ذاته.

ولعبة «دارفور تحتضر» التي رعتها مؤسستا ريبوك وأم تي في يو، وصممها مجموعة من طلاب جامعة كاليفورنيا الجنوبية، تعتبر جزءا من حركة «ألعاب من اجل التغيير» النامية، ولكن التي ما تزال ناشئة في اطار العاب الفيديو. وهذه الحركة ليست حول المقاتلين الغرباء في لعبة «وولد أوف ووركرافت»، وانما حول «مواضيع جادة تماما يقصد منها التعامل معها بصورة جادة»، وفقا لما قالته سوزان رويز، 33 عاما، وهي واحدة من مصممي اللعبة. واوضحت رويز ان لعبة الفيديو الموسومة «فود فورس»، والتي تدور حول الجوع في العالم وانتجتها الأمم المتحدة تعتبر مثالا بالنسبة لها. وتتوفر هذه اللعبة مجانا على الانترنت، وفي يوم أول من امس كان جوي تشيك، الحائز على الميدالية الذهبية في التزحلق على الجليد في الأولومبياد، والذي تبرع بمبلغ جائزته البالغ 25 الف دولار الى اطفال دارفور، كان أول من مارس اللعبة، والتي تتميز بهيكل بسيط ذي مستويين. فإما أن يكون اللاعب داخل مخيم للاجئين يجمع الطعام او يبني الملاجئ، أو في الخارج يسعى الى الحصول على الماء.

وقال تشيك، 26 عاما، «ألقي القبض علينا من جانب رجال المليشيا. لقد تعين علينا ان نجلب الماء!»، وعلى بعد اقل من خمس بوصات من تشيك، وليس بعيدا جدا عن شخص يسير حاملا بوسترا يقول «قائمة شيندلر، حقول القتل، أوتيل رواندا .. دارفور 2006. لا تنتظروا الفيلم»، كان يقف جون كينان، الطالب في الصف الأول من مدرسة جورج الثانوية في نيوتاون بولاية بنسلفانيا. وقال الطالب البالغ 15 عاما «أنا لاعب، ولكنني لا أعرف حقيقة شعوري حول اللعب في اطار ما يجري في الواقع. أعني أنني أعتقد انه لا يمكنك ان تحصل على خبرة فعلية في ان تكون لاجئا في دارفور عبر ممارسة لعبة على الكومبيوتر».

واضافت لورين برلين، 28 عاما، وهي خريجة جامعة نورث كارولينا «لست لاعبة ولكنني أعرف ان ممارسة لعبة حول دارفور، تصل الى كثير من الشباب ممن ليست لديهم فكرة عما يجري. ولكن في الجانب الآخر وفي هذا العصر، حينما تكون هناك معلومات كثيرة على الانترنت، هل نحن حقا بحاجة الى لعبة لكي تذكر الناس بأن شيئا مروعا يجري في السودان؟»، وبين مئات من طلاب الكليات والمدارس الثانوية الموجودين في التجمع تمثل برلين وكينان، جيلا جديدا من النشطاء ممن يستخدمون الانترنت كتدريب في دورة قصيرة على ما يعرفونه حول أزمة دارفور. وعبر الرسائل السريعة يشتركان في ما يعرفانه ويظهران اين يقفان. وعلى الانترنت يبدو العالم أصغر، وأكثر مباشرة واكثر شخصية، وفق ما يقولانه. وكانت آن ايخمير وريان فايفر، على سبيل المثال، منشغلتين في التقاط صور رقمية للتجمع من اجل ارسالها على الانترنت في موقع «فيسبوك». وقالت فايفر، وهي شان ايخمير طالبة في جامعة ويسكونسون «انها لزملائنا الذين لم يتمكنوا من الحضور الى هنا». وكانت قد سمعتا باللعبة ورغبتا في ان تمارسا هذه التجربة.

ويرغب زاك تشايلدرز، الطالب في الجامعة الأميركية، في ان يمارس اللعبة أيضا. ولكنه واحد من أولئك الأشخاص الذين يفضلون التزحلق على الجليد. وهو متشكك في اللعبة والكيفية التي يمكن ان تبدو بها عندما يمارسها، أي هل ستكون «واقعية» أم «غير واقعية»، وكيف يمكن أن تقلل من شأن ما يعتبره «شيئا لا بد أن يكون جديا ما أمكن ذلك بالنسبة لنا جميعا».

* خدمة «واشنطن بوست« ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»).