محكمة أميركية تقضي بسجن أكاديمي فلسطيني أكثر من أربع سنوات بتهمة دعم حركة الجهاد

نهلة العريان لـ«الشرق الأوسط»: نشعر بالصدمة والقاضي الفيدرالي لا يعرف شيئا عن فلسطين

TT

صدر حكم على سامي العريان الاكاديمي السابق بجامعة فلوريدا بالسجن أربع سنوات وتسعة شهور امس بعدها سيجري ترحيله بعد ادانته بمساعدة حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية.

وأمر جيمس مودي قاضي المحكمة الجزئية الأميركية بحبس العريان 57 شهرا وهي الحد الاقصى للعقوبة ولكنه قرر انه قضى 38 شهرا منها بالفعل. وسيقضي المدة الباقية وهي 19 شهرا في السجن قبل ترحيله.

واعتقل العريان، 48 عاما، في فبراير (شباط) 2003 بتهم تقديم الاموال والمساعدة للجماعة المدرجة على قائمة الارهاب الأميركية. وبرأت المحكمة ساحة العريان من ثماني تهم من بين 17 اتهاما وجهت له في ديسمبر (كانون الاول) الماضي بعد محاكمة استمرت ستة أشهر مع ثلاثة متهمين اخرين.

ومن جهتها قالت السيدة نهلة العريان، زوجة الاكاديمي الفلسطيني في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط»، انها تشعر بالصدمة لانها كانت تتوقع حسب الاتفاق المبرم بين الدفاع والادعاء ان يفرج القاضي عن زوجها خلال اسبوعين قبل ترحيله الى بلد عربي. واوضحت ان عشر سنوات من التعب والإحباط قد انتهت امس. وزعمت ان «القاضي مودي كان منحازا ضد زوجها لصالح الحكومة الاميركية». وقالت «ان القضية في الاساس قضية سياسية ولكن القاضي لا يعرف شيئا عن فلسطين، وما يجري فيها من احداث، ورفض طلبات الدفاع لاستدعاء شهود» لصالح زوجها. وكشفت السيدة نهلة ان زوجها اتصل بها بعد الحكم وطلب منها ان«تصبر وتحتسب امرها عند الله». واضافت انه اكد لها ان «كل شيء يهون من اجل فلسطين» ووصفت زوجها بانه «رجل قوي وثابت الايمان». واشارت الى ان براءة زوجها تأكدت في ديسمبر الماضي باقتناع عشرة من المحلفين باسقاط ثمان من التهم ضده. واوضحت ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» ان الفترة التي سيقضيها زوجها في سجن تامبا الاميركي ستكون كافية للبحث عن بلد عربي يذهبون اليه بعد انقضاء مدة العقوبة، مشيرة الى انها ستشعر بالامان اكثر في أي بلد عربي . وفي 14 ابريل (نيسان) أقر العريان بالذنب في تهمة واحدة بالتآمر لتقديم خدمات لجماعة «الجهاد الاسلامي» ووافق على ترحيله. وفي مقابل ذلك وافق ممثلو ادعاء اتحاديون على اسقاط التهم الثماني المتبقية ضده. ولدى اصداره الحكم انتقد مودي العريان بقسوة لعدم قيامه بأي شيء لمنع التفجيرات التي نفذها «الجهاد الاسلامي».

وقال: «لم تفعل شيئا لمنع التفجيرات. بل على العكس ضحكت عندما سمعت بها». واضاف مودي :«أنت متلاعب رئيسي. الدليل واضح في هذه القضية. كنت زعيما للجهاد الاسلامي الفلسطيني». واتهم العريان وثلاثة آخرون عام 2003 بمساعدة الجماعة على تنفيذ هجمات ضد اسرائيل. وفي ديسمبر قالت هيئة محلفين اتحادية في تامبا ان العريان غير مذنب في ثمان من الاتهامات الموجهة اليه ولم تصدر حكما في تسع تهم أخرى بعد محاكمة استمرت ستة أشهر.

وتعتبر الولايات المتحدة جماعة الجهاد منظمة ارهابية، وعندما اعلنت الاتهامات الموجهة ضد العريان وثلاثة اخرين قبل ثلاث سنوات قال وزير العدل الأميركي في ذلك الوقت، جون اشكروفت، ان الجماعة كانت مسؤولة عن مقتل أكثر من مائة في اسرائيل منهم أميركيان.

ويدخل إقرار العريان في إطار اتفاق مع الحكومة الأميركية يقضي بإطلاق سراحه وترحيله خارج البلاد بعد انقضاء مدة العقوبة، مقابل إقراره بتقديم تسهيلات على الأراضي الأميركية إلى منتسبين لحركة الجهاد الإسلامي. وقد أعربت محكمة في فلوريدا عن استعدادها لإطلاق العريان المسجون منذ عام 2003 بتهمة تمويل جماعات توصف بالإرهابية، وذلك ضمن هذا الاتفاق. وولد العريان في الكويت لوالدين فلسطينيين ونشأ في مصر قبل أن يأتي الى الولايات المتحدة، وهو متزوج وله خمسة أطفال ولدوا جميعا في الولايات المتحدة مما يجعلهم مواطنين أميركيين.

والمتهمان الاخران في قضية الجهاد الفلسطيني، هما سميح حمودة وغسان بلوط، برئا في ديسمبر الماضي من جميع الاتهامات الموجهة اليهما، وتمت تبرئة حاتم فارس من 25 تهمة من بين33 وجهت اليه. وينتظر حمودة ترحيله في اتهامات بالاحتيال، أما بلوط فقد عاد الى شيكاغو ومن المقرر ان يحاكم فارس في أغسطس (اب) المقبل في ما يتعلق ببقية الاتهامات. وأثناء عمله في الجامعة أسس العريان مشروع الدراسات العالمية والاسلامية في تامبا وهي جماعة موالية للفلسطينيين، وفصلته الجامعة بعد اعتقاله.

وكان العريان مدرسا في إحدى جامعات ولاية كاليفورنيا منذ عام 1986 قبل أن يلقى عليه القبض. ولد في الكويت وترعرع في مصر ولهذا يجهل البلد الذي سينقل إليه في حال تقرر ترحيله خارج الولايات المتحدة.