احتفالات عيد العمال أفسدها منع التظاهر في كمبوديا وإلغاؤها في سري لانكا

حشود أمنية في إندونيسيا والفلبين وروسيا البيضاء ومظاهرات ضئيلة للشيوعيين في موسكو

TT

أحيا عشرات الآلاف من الاشخاص امس، عيد العمال الذي افسده اعتقال زعيم نقابي ومنع التظاهر في كمبوديا، فيما الغيت الاحتفالات في سري لانكا لأسباب أمنية. وكما كان متوقعا لم تجمع مظاهرات فصائل اليسار والاتحادات النقابية في موسكو، اكثر من بضع عشرات الالوف من مواطني العاصمة، بعد ان كانت تجمع حتى الأمس القريب الملايين. وأعلن مصدر حكومي في سري لانكا، ان الاحزاب السياسية الكبرى في البلاد، وافقت على الغاء مسيرات الاول من مايو (أيار) خوفا من هجمات انتحارية. وقال وزير التخطيط كيهيليا رامبوكويلا، ان هذا القرار اتخذ بالتوافق بعد عملية انتحارية نفذتها امرأة في كولومبو الثلاثاء، ونسبتها السلطات الى المتمردين التاميل الذين يطالبون بحكم ذاتي واسع في شمال شرق الجزيرة.

وتجمع الاحزاب السياسية عادة عشرات الآلاف من مؤيديها في هذه المناسبة كل عام.

وفي كمبوديا، أعلن مسؤول نقابي ان السلطات اعتقلت شيا موني زعيم اكبر منظمة نقابية في البلاد امس، بينما منعت الشرطة آلاف العمال من التظاهر في وسط بنوم بنه. واوضح رونغ شون زعيم نقابة المعلمين ان شيا موني الذي يقود نقابة كمبوديا الحرة نقل بسيارة للشرطة بعد ان حاول التفاوض معها لتتمكن تظاهرة بدأت في الضاحية من دخول العاصمة بنوم بنه. ويقوم مسؤولان في المعارضة سام رينسي وكيم سوخا بمحاولات للتوصل للافراج عن الزعيم النقابي، الذي اوقف. وفضت شرطة مكافحة الشغب مظاهرة سلمية مما أثار انتقادات من جانب نشطاء مدافعين عن حقوق الانسان والمعارضة التي ترفض الخط الرسمي القائل بأن تفريق المظاهرة كان لمنع تعطيل المرور. ولاحق رجال الشرطة المسلحون ببنادق كلاشنيكوف وعصي مكهربة المتظاهرين في الحدائق العامة بوسط العاصمة فنومبينه، واستخدموا سيارات الاطفاء كمتاريس لمنع العاملين في قطاع صناعة الملابس من الاحتشاد امام مبنى الجمعية الوطنية.

واليوم الدولي للعمال يوم عطلة رسمية في كمبوديا، التي خضعت للاحتلال الفيتنامي الشيوعي في الثمانينات، لكن مسؤولي الحكومة قالوا ان العاملين يجب الا يخرجوا في مظاهرات في الشوارع حتى لا يسببوا اضطرابات عامة. وفي اندونيسيا، تظاهر عشرات الآلاف من الاشخاص في المدن الكبرى من الارخبيل وفي العاصمة جاركتا، حيث وضع 21 الف شرطي في حالة تأهب. ونظمت النقابات الاحتفالات هذه السنة تحت شعار الغاء تعديل قانوني في 2003 يسمح بعقود توظيف اكثر مرونة، ويلغي تعويضات الموظف في حال الغاء العقد. وأرسل الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط ارسل تهنئته للعمال بمناسبة عيدهم ولكنه حثهم على ابقاء تلك التجمعات سلمية.

وفي الفلبين، تجمع آلاف الاشخاص في مانيلا، ليطالبوا برحيل الرئيسة غلوريا ارويو. وقد نشر حوالي خمسة آلاف عن عناصر مكافحة الشغب مع ألفي عسكري لمواجهة أية حوادث ممكنة. وقال أحد ناشطي حركة الأول من مايو النقابية ايلمير لابور، ان المظاهرات «ستعزز الحركة الشعبية للتوصل الى ازاحة ارويو»، التي شهدت شعبيتها مزيدا من التراجع منذ فبراير(شباط) اثر اعلانها حالة الطوارئ متذرعة بحدوث محاولة انقلابية.

وبدت مظاهرات الشيوعيين ورغم ضآلة تعداد المشاركين فيها، اكثر تنظيما من بقية الاحزاب والتنظيمات السياسية، لكنها كانت اقل تعدادا من مثيلاتها التي نظمتها الاتحادات العمالية تحت رعاية وبمشاركة عمدة موسكو يوري لوجكوف. وقد حرصت السلطات الأمنية على حشد اكبر قدر من قوات الشرطة والأمن المركزي، بلغ عددها ما يقرب من العشرة آلاف حسب تقديرات وزارة الداخلية الروسية، تحسبا لوقوع مواجهات بين المتظاهرين الذين تسلل الى صفوفهم المتطرفون من «حليقي الرؤوس».

وقد استغل عمدة العاصمة هذه المناسبة، لتوجيه الانتقادات الى الحكومة بسبب تدهور الاوضاع المعيشية وتدني مستوى المرتبات، رغم ارتفاع مستوى المعيشة في موسكو بمقدار اضعاف مثيله في بقية ارجاء الدولة الروسية. ولم تبتعد كثيرا مظاهرات مايو في بقية المدن الروسية عن ذات الشكل الذي ظهرت عليه مظاهرات موسكو، والتي لم يشارك فيها اي من القيادات الروسية، وجرت احداثها بعيدا عن الميدان الأحمر. وكان الماضي القريب يشهد بهذه المناسبة العروض العسكرية جنبا الى جنب مع مسيرات العمال والكادحين، فيما كان اعضاء المكتب السياسي وكبار قيادات الدولة والقوات المسلحة يعتلون ضريح لينين، الذي طالما اتخذوه منصة يحيون منها المتظاهرين، ممن كانوا يحملون الرايات الحمراء وصور لينين وماركس وانجلز، ومعهم اعضاء المكتب السياسي والشعارات التي تمجد النظام والشيوعية. وقد كشفت مظاهرات أمس عن تراجع الكثير من القوالب الايديولوجية المرتبطة بهذه المناسبة، ما كان في مقدمة اسباب اختزال عطلتها من يومين الى يوم واحد اقتصر على اول مايو (آيار). من جهتهم طالب أنصار المعارضة في روسيا البيضاء (بيلاروس) امس، خلال مسيرة في العاصمة مينسك، بالإفراج عن زعيم المعارضة المسجون الكساندر ميلينكفيتش. وكان ميلينكفيتش قد اعتقل يوم الخميس الماضي في مكاتب إحدى الصحف في مينسك وبعدها حكم عليه بالسجن 15 يوما بتهم مخالفة قوانين الشغب العام والتجمع.

وكان أستاذ الفيزياء قد شارك في مظاهرات مناهضة للحكومة بدون الحصول على تصريح، في اليوم السابق في الذكرى العشرين لكارثة تشرينوبل النووية. وكان حوالي ألف من معارضي حكومة الكساندر لوكاشينكو تجمعوا امس الاثنين في مظاهرة مصرح بها في ميدان بنجالور بالمدينة، تحت شعار «التضامن مع السجناء السياسيين» يذكر أن حوالي 12 من سياسيي المعارضة موجودون حاليا في روسيا البيضاء، بعضهم يمضي عقوبات تصل إلى سنتين بسبب الانتقاد العلني لحكومة لوكاشينكو.