القمامة تتراكم في المدن الأميركية.. في «يوم بلا مهاجرين»

إطلاق النار على المكسيكيين المتسللين: لعبة فيديو تروجها مواقع عنصرية أميركية

TT

مكث ملايين المهاجرين في الولايات المتحدة أمس في منازلهم ممتنعين، عن التوجه إلى العمل والدراسة، تلبية لدعوة من منظمات حقوقية، تريد لفت الانتباه لحقوق هذه الفئة من المجتمع، مما تسبب في خلق أزمة في بعض القطاعات الخدمية، كان من أهمها قطاع جمع القمامة.

وتراكمت الأوساخ أمام المنازل والمكاتب والبنايات الكبرى في عدد من المدن الاميركية، دون أن تجد من يرفعها. وكانت المنظمات المدافعة عن حقوق المهاجرين دعت إلى اعتبار يوم الأول من مايو (أيار)، يوما لمقاطعة الحياة الأميركية لإرسال رسالة إلى الشعب الأميركي وصناع القرار في الكونغرس، بأنه لا يمكن الاستغناء عن خدمات المهاجرين. ولا علاقة لهذا التاريخ بيوم العمال العالمي، إذ أن الأميركيين يحتفلون بعيد العمال في موعد مختلف عادة ما يكون في الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول) من كل عام. ويبدو أن هذا التحرك بالمقاطعة الذي تزامن مع مظاهرات واحتجاجات على مشاريع قوانين الهجرة المتشددة، كان فعالا في قطاع جمع القمامة لأن الامتناع عن جمعها جاء في مطلع الأسبوع بعد تراكمها خلال يومي السبت والأحد، وهما اليومان اللذان تتوقف شركات جمع القمامة عن العمل خلالهما.

ولوحظ أن الطرق كانت سالكة وغير مزدحمة في الطرقات المؤدية إلى العاصمة واشنطن صباح يوم المقاطعة، الأمر الذي يؤكد أن نسبة التزام المهاجرين بالمقاطعة كانت كبيرة. كما لوحظ أن عددا كبيرا من محطات البنزين والمحلات الكبرى لم تستطع التعامل مع زبائنها نتيجة النقص في أعداد العمال. كما تردد جدل بين تحمعات المهاجرين المتجنسين بالجنسية الأميركية هل يشاركون في المقاطعة أم يتوجهون إلى أعمالهم ومدارسهم، فبدا أن هناك تأييدا للتضامن مع المهاجرين غير الشرعيين.

واستطلعت الإذاعة المحلية التابعة لجريدة «واشنطن بوست» آراء المستمعين في منطقة واشنطن الكبرى، بشأن العفو العام المحتمل عن المهاجرين غير الشرعيين فعارض غالبية المتصلين بالإذاعة فكرة العفو العام. ومن المقرر أن تستأنف الحياة الأميركية وضعها الطبيعي بعودة المهاجرين إلى أعمالهم اليوم، لكن من المتوقع أن تستمر المظاهرات والاحتجاجات أثناء مناقشة الكونغرس الأميركي لقوانين الهجرة المطروحة. وكان البيت الأبيض قد حث مجلسي النواب والشيوخ على سرعة البت في القوانين المقترحة مع مراعات مصالح المهاجرين والمصلحة العليا للأمة الأميركية.

وفي وقت يحتدم الجدال فيه حول الهجرة وحقوق العمال، خاصة من ذوي الاصل اللاتيني، فقد تحول اطلاق النار على المكسيكيين الذين يعبرون الحدود متسللين الى الولايات المتحدة، حتى على الحوامل والاطفال منهم، تحول الى لعبة فيديو جديدة يتم ترويجها عبر الانترنت. وتعلن لعبة «دورية الحدود» على خلفية الوان العلم المكسيكي، الأبيض والأخضر والأحمر، عن «هدف واحد وبسيط: لا تدعوهم يدخلون بأي ثمن».

وتدور اللعبة في صحراء تنتشر فيها نباتات صبار الكاكتس، حيث يتحول اللاعب الى حارس حدود يتعين عليه ان يستخدم بندقيته لقتل اكبر عدد من المتسللين، دون ان يميز بين الرجال والنساء الحوامل والاطفال.

ويصوب اللاعب على شخصيات نمطية: مكسيكية حامل مع طفلين، ومكسيكي شديد التسلح، او مهرب للمخدرات على ظهره سلة تفيض منها اوراق نبتة الحشيشة. وتظهر على الحدود لافتة «اهلا بكم في الولايات المتحدة» فوق العلم الأميركي، وسهم يشير الى اتجاه «مكتب الاعمال الاجتماعية». وتظهر جملة ساخرة «حسنا باكو، حصلت على بطاقتك الخضراء؟»، لاعلان انتهاء اللعبة الدامية. و«باكو» هو الاسم الذي يطلق على المتسللين اللاتينيين.