مواقع لمصوري فيديو هواة تحقق رواجاً على الإنترنت

TT

مهنة تيري تيرنر كموظف في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تجعله اقرب الى قضايا السياسة في واشنطن الى أن اصبح يوجه الكاميرا الى استوديو تلفزيوني في شقته بآرلنغتون. وهناك بدأ يجسد تيرنر، 45 عاما، أحلامه ليصبح معلقا سياسيا. أصبح يوجه، مرة كل أسبوع، أشرطة فيديو يعدها من بيته وتحمل آراءه الصاخبة، الى موقع «يوتيوب» على الانترنت، آملا أن يشاهد الناس ذلك.

ويعد تيرنر واحدا من بين عدد متزايد من مصوري الفيديو الهواة الذين يحاولون دخول الظاهرة المتسعة الانتشار «يوتيوب»، وهو موقع على الانترنت يشجع المستخدمين على «بث إنتاجهم» عبر إرسال أشرطة فيديو كليب قصيرة الى عالم الانترنت.

ورغم أنه بدأ قبل خمسة أشهر فقط فان موقع «يوتيوب» يجتذب ستة ملايين زائر يوميا لمشاهدة أعمال الفيديو كليب التي تبلغ مدة كل واحد منها دقيقتين. وفي كل يوم يرسل المستخدمون 35 ألف فيديو كليب معد في البيت بينها فيديوهات تحريك الشفاه بصورة متزامنة وأخرى للرقص وغيرها لأفلام كارتون، ورابعة للتعليقات حول أي موضوع، وكلها يجري التعليق عليها من قبل المشاهدين.

وترغب الشركات الكبرى في دخول هذا الميدان، وقد بدأت شركات عملاقة مثل «غوغل» و«ياهو» و«أميركا أون لاين» و«إم إس إن» التابعة لمايكروسوفت إطلاق مواقع فيديو خاصة بها. لكن شعبية الإنتاج الشخصي في «يوتيوب»، الذي تغذيه الاتصالات الشفهية، أوصلت الموقع الى مستوى منافسيه الكبار في غضون اشهر. ولفت ذلك النجاح أنظار وسائل الإعلام الرئيسية.

وقد أطلق موقع «يوتيوب» في الفترة الأخيرة مجموعة من المشاهير الجدد على الانترنت مثل ديفيد ليهر، 21 عاما، الطالب في كلية واشنطن بمشيغن. وأعد ليهر وأصدقاؤه فيلما قصيرا حمل اسم «ماي سبيس: الفيلم». وفي احد المشاهد يكتشف شاب يوافق على أن يواعد امرأة التقاها على موقع الشبكة الاجتماعية، لكنه يكتشف أنها ليست جذابة كما عرضت نفسها على الانترنت. وسرعان ما انتشر الفيديو القصير عبر الرسائل الالكترونية، وساعد في ادخال «يوتيوب» الى مفردات مستخدمي الانترنت.

ويقول ليهر الآن إن لديه وكيلا ومحاميا وصفقة وشيكة مع شبكة «فوكس» لإنتاج برنامج كوميدي جديد يتنافس مع برنامج «ساترداي نايت لايف» الذي تقدمه محطة «إن بي سي». وفي مقابلة معه وصف ليهر سلسلة جديدة من اللقاءات مع مديري استوديوهات تلفزيونية وسينمائية كبيرة. وقال ليهر: «في كل اجتماع أتوجه إليه اشعر أنهم خائفون مني. إنهم ينظرون إلي بطريقة ما للحصول على جواب. إنني ادخل بقوة الى سوق لم يدخلوها، وهم ينتظرون الشيء الكبير المقبل».

وقال مسؤولون في «إم تي في يو»، الشبكة المربوطة عبر الكابل والانترنت، إن هناك سعيا للوصول إلى طلبة الثانوية، وإن الشبكة تستثمر بكثافة في مجال إيصال أفلام الفيديو والموسيقى والألعاب عبر الانترنت للتفاعل مع الشبان الأميركيين. وكان موقع «يوتيوب» قد جلب اهتمام الجمهور أولا في يناير (كانون الثاني) الماضي عندما وضع أحد مستخدميه فيدو كليب مأخوذا من محطة «إن بي سي» من برنامج «ساترداي نايت لايف» حيث ناقش ممثلان معا «مسلسل نارنيا». وأصبح ذلك بسرعة واحدا من الكليبات الأكثر جذبا على الانترنت حيث شارك عشرات الآلاف من الأشخاص عبر الرسائل الالكترونية والمدونات. وزعمت محطة «إن بي سي» أن موقع «يوتيوب» خرق قوانين حقوق الطبع وطالب بإزالة الكليب. ووافق الموقع ذلك، لكن مع اكتشاف شعبيته قامت «أن بي سي» بسرعة بوضع نفس الكليب «ليزي أون صنداي» على موقعها على الانترنت.

وحتى الآن يقدر تيرنر أن عدد جمهوره خلال كل أسبوع يتراوح بين 35 و120 شخصا. وقال إن النجاح يتطلب الوصول إلى ما بين 10 آلاف و20 ألف مشاهد. وإذا كانت المدونات قد علمته أي شيء فهي أن للبداية المبكرة ميزة جذب أكبر عدد من الجمهور.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»