الخارجية الأميركية ترسم «خريطة الطريق» للتعاطي مع الملف النووي الإيراني

طهران تطور تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى

TT

انصبت محادثات باريس التي بدأت عصر أمس واستمرت ليلاً في إطار عشاء عمل في مبنى تابع لوزارة الخارجية الفرنسية وضمت المديرين السياسيين لوزارت خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا على رسم المراحل القادمة للتعامل مع الملف الإيراني في مجلس الأمن الدولي. واستبق نيكولا بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية والرجل الثالث للدبلوماسية الأميركية، الإجتماع بلقاء صحافي لطرح تصور واشنطن لكيفية التعاطي مع طهران، في ما يشبه «خريطة طريق» مع مجموعة من المراحل المحددة. وتزامن ذلك مع اعلان طهران تخصيب اليورانيوم بدرجة 4.8 في المائة، بالاضافة الى اكتشاف خزائن جديدة لليورانيوم الخام وسط البلاد.

وبموجب التصريحات التي أدلى بها المسؤول الأميركي، فإن هدف واشنطن ومعها الدول الغربية في المرحلة الاولى هو الوصول الى استصدار قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أي واجب التطبيق، يتضمن مجموعة من المطالب من إيران فندها كالتالي: وقف إيران لبرنامجها النووي خصوصاً تخصيب اليورانيوم، عودة إيران الى الوضع السابق من تعليق نشاطها، وأخيراً الطلب من إيران العودة الى طاولة المفاوضات للنظر في ما يمكن عمله في برنامجها النووي.

وبحسب التصور الأميركي، فإن القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن سيعطي إيران مهلة زمنية محددة يتعين عليها خلالها أن تستجيب للمطالب الدولية، وإلا «سيكون من الواجب التفكير بإصدار قرار ثان ينص على مجموعة من العقوبات»، بحسب بيرنز.

وشرح المسؤول الأميركي هذه العقوبات التي يمكن ان تنص على فرض حظر على بيع السلاح لإيران وحرمانها من التكنولوجيا النووية المزدوجة الاستعمال ومنع مسؤوليها من السفر، مضيفا أن هذه التدابير «تستهدف بشكل أساسي النظام الإيراني وليس الشعب الإيراني» كما أنها لن تطال قطاع النفط والغاز.

ووجه بيرنز رسالة متشددة الى روسيا بالقول، إن الزمن الحالي «لم يعد زمن إبرام الصفقات» وبالتالي يتعين ألا تصل الصواريخ التي اشترتها إيران اليها. ولم يستبعد بيرنز «خيار القوة» ضد إيران إلا أنه شدد على أن الخيار الدبلوماسي ما زال قائماً.

وبينما بحثت الدول الدائمة العضوية وألمانيا المسار المتاح لاقناع ايران بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، اعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما (البرلمان الروسي) قسطنطين كوساتشوف لإذاعة «صدى موسكو» عن احتمالات موافقة موسكو على فرض عقوبات ضد ايران في حال تأكيد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتجاوز ايران درجة تخصيب اليورانيوم لما يزيد عن 4 في المائة. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد اتصل مساء اول من أمس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث برنامج ايران النووي وتنسيق موقفيهما.

وفي تصريح لصحيفة «كايهان»، قال متقي عن المدى الذي ستذهب اليه روسيا والصين، وهما ايضا من الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس: «ما أبلغتنا به الدولتان رسمياً وتحدثتا عنه خلال المفاوضات الدبلوماسية هو معارضتهما للعقوبات والهجمات العسكرية».

وفي خطوتين، أكدت ايران مجدداً رفضها التخلي عن نشاطات تخصيب اليورانيوم، واعلنت أمس عن وجود ثلاثة مواقع جديدة غنية باليورانيوم الخام. وقال نائب المدير العام للبحوث والتقنية النووية محمد غنادي في مؤتمر صحافي أمس: «لدينا اخبار جيدة: اكتشاف اليورانيوم وسط ايران في اقليم خشومي وتشاركوله وناريغان».

ومن جهة أخرى، أكد رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغا زاده أمس ان ايران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة 4.8 في المائة، أي بنسبة اعلى من تلك التي اعلنتها مطلع ابريل (نسيان) الماضي(3.6 في المائة). وقال غلام رضا آغا زاده بحسب وكالة الانباء الطلابية الايرانية، ان «آخر مستوى للتخصيب بلغ في ايران نسبة 4.8 في المائة وليس على جدول الاعمال في ايران الوصول الى مستوى تخصيب يفوق نسبة 5%، فالمستوى الحالي يكفي لانتاج الوقود النووي».