ملف الصحراء يتصدر مباحثات بن عيسى مع رايس وقيادات الأمن القومي والكونغرس في واشنطن

TT

يتصدر ملف الصحراء المباحثات التي يجريها محمد بن عيسى، وزير خارجية المغرب مع عدد من المسؤولين الاميركيين، ضمنهم شخصيات من مجلس الشيوخ، في واشنطن، التي وصلها مساء اول من امس. وسيلتقي الوزير بن عيسى خلال مقامه بالعاصمة الاميركية، الذي يمتد خمسة ايام، مع نظيرته كونداليزا رايس، وديفيد ولش، نائب وزيرة الخارجية المكلف الشرق الاوسط وشمال افريقيا. كما سيجري في البيت الابيض مباحثات مع مستشار الأمن القومي، ستيف هادلي، ونائبه ايليوت أبرامس.

وتأتي زيارة الوزير بن عيسى الى الولايات المتحدة، في سياق تحرك الدبلوماسية المغربية نحو العديد من العواصم الدولية، بهدف اطلاع قادتها على تطورات ملف الصحراء، خاصة بعد ان قرر المغرب على لسان عاهله الملك محمد السادس تمتيع المحافظات الصحراوية بحكم ذاتي، تجري حاليا استشارات واسعة في الداخل لوضع اسسه القانونية والمؤسساتية قبل عرضه على المنتظم الدولي.

وتزامن وصول بن عيسى الى واشنطن مع نشر التقرير الذي اعده كوفي انان، امين عام الامم المتحدة حول تطور ملف الصحراء، والذي تضمن عدة توصيات ومقترحات صبت اغلبها في صالح الموقف الذي طالما تبنته الرباط ، وبالخصوص العدول عن مخطط جيمس بيكر الثاني، الذي عرضه وزير الخارجية الاميركي الاسبق على اطراف النزاع عام 2003 ، ورفضه المغرب جملة وتفصيلا. إذ لم يشر تقرير انان الاخير الى المخطط ، الذي ما زالت جبهة البوليساريو مدعومة بالجزائر، تتمسك به، على الرغم من كون عدد من العواصم المؤثرة في مجرى العلاقلات الدولية، تعتبر مخطط بيكر الثاني، مشروعا متجاوزا. ولذلك فان مجلس الأمن خلال اجتماعه لمناقشة تقرير انان، اكتفى بالمصادقة على تمديد مهمة بعثة المينورسو في الصحراء، دون ان يشير تصريحا او تلميحا الى مخطط بيكر الثاني الذي تتباكى عليه جبهة البوليساريو.

ويلاحظ المراقبون ان واشنطن بقدر حرصها على عدم اثارة الجزائر لأسباب اقتصادية وجيواستراتيجية، فانها اعطت المؤشرات تلو الاخرى التي تدل على انها تتفهم المطالب المغربية التي تعبر عنها الرباط بمقترحات تتسم بالمرونة والبراغماتية والتنازلات المقبولة والمنطقية.