نائب محافظ البصرة: لن نكون جسرا لأي عمل عدواني ضد دول الجوار

تصاعد تداعيات الحشود العسكرية الإيرانية على الحدود الجنوبية للعراق

TT

كاد سكان محافظة البصرة جنوب العراق وبعد مرور ثمانية عشر عاما على انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980 1988، أن ينسوا مناطق بحيرة الأسماك ونهر جاسم والكشك البصري وأم الرصاص، التي شهدت أعتى المعارك البرية خلال تلك الحرب، إلا إنها عادت إلى الواجهة من جديد بعد تصاعد الأحداث بشكل متسارع وتواتر الأنباء عن وجود حشود عسكرية إيرانية عند مقترباتها في الحدود الدولية العراقية الإيرانية التي لا تبعد اكثر من 16 كلم عن مركز المحافظة.

وان اختلفت تداعيات الأحداث بين حشود تلك الحرب وحشود اليوم التي لم يكترث بها الشارع البصري الذي مل من كثرة الحروب وسفك الدماء عند الحدود وأعتاب البيوت منذ اكثر من ربع قرن وهو لا ناقة له بها ولاجمل حتى بات الآن وكأنة غير معني بها، إلا ان مواقدها غير بعيدة إذا ما دقت طبول الحرب.

وقال ضابط كبير في الفرقة العاشرة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» ان الحشود العسكرية الإيرانية: «لا تستهدف احتلال البصرة كما كان الحال في الحرب العراقية الإيرانية، وانما لدرء الخطر الأميركي البريطاني الموجود في الأراضي والمياه العراقية الذي يداهم المنشآت النووية الإيرانية، أي انها قوات في حالة دفاع وليس هجوم، كما هو متعارف عليه في العلوم العسكرية». وأضاف: «يبدو ان القيادة العسكرية الإيرانية أدركت عدم لجوء القوات الأميركية والبريطانية الى ضرب المنشآت النووية الإيرانية بواسطة الطائرات أو الصواريخ البالستية كما فعلت الطائرات الإسرائيلية عند ضربها لمفاعل تموز العراقي عام 1981 ، لعدم جدوى تلك الوسيلة، لما تتمتع به مواقع الأهداف من تحصينات تحت الأرض، كما عدلت عن استخدام أسلحة نووية لضرب المفاعل الإيراني كما لوحت بذلك في بداية الأزمة، خشية تأثر دول الجوار الخليجي منها. ولهذا بات احتمال اجتياح القوات الأميركية والبريطانية الأراضي الإيرانية والوصول إلى مناطق المفاعلات اكثر الاحتمالات منطقية..لهذا جاء الحشد الإيراني في حدودها الجنوبية لمنع الغزو المرتقب» على حد وصفه.

وأكد نصيف العبادي، نائب رئيس مجلس محافظة البصرة، على ان «البصرة لن تكون جسرا او نقطة انطلاق لأي عمل عدواني ضد دول الجوار أو أية جهة أخرى». وقال في مؤتمر صحافي: «لقد أجرينا مشاورات مع قوى الأمن والأحزاب السياسية وشيوخ العشائر لأجل إعداد خطة أمنية محكمة»، نافيا نزول قوات أميركية كما أشيع مؤخرا عن وصول «الفرقة الأميركية القذرة»، كما اصطلح على تسميتها في منطقة الشلامجة أو مدينة أم قصر.

وشدد على ان «التحركات العسكرية الأخيرة انحصرت بإجراء تبديل لأفراد شركات الحماية الأميركية، وهو عمل دوري. وان مجلس المحافظة قام بالتأكد من الموضوع بوسائله الخاصة». مشيرا إلى اجتماع لهيئة الدفاع الوطني عقد في بغداد مؤخرا تمخض عن تشكيل لجنة برئاسة موفق الربيعي وعضوية مسؤولين كبار في وزارتي الدفاع والداخلية لمتابعة التطورات الأمنية في محافظة البصرة.