اليونيسف: ربع أطفال العراق يعانون من سوء التغذية

انخفاض في معدل الوفيات دون الخامسة منذ عام 1999

TT

قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ان مسح الأحوال المعيشية لعام 2004 يشير الى انخفاض في معدلات الوفيات بين الأطفال دون الخامسة من العمر في العراق منذ عام 1999، لكن النتائج الأولية لمسح الأمن الغذائي، الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) العام الماضي، تؤكد ان نقص التغذية ما يزال خطرا يهدد حياة واحد بين كل اربعة اطفال في العراق.

واكد تقرير صادر من منظمة اليونيسف تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، «ان المنظمة تطلق اليوم (امس) تقريرها العالمي بعنوان (التقدم من أجل الأطفال والتغذية لعام 2006)، الذي يلفت الانتباه الى اقتران اسباب الوفاة لنحو 5.6 مليون طفل دون الخامسة من العمر في انحاء العالم بنقص التغذية بطريقة او بأخرى».

ووصفت اليونيسف هذا التقرير، وهو الرابع ضمن سلسلة تقارير لرصد التقدم الذي يتحقق للأطفال لبلوغ الأهداف الإنمائية للالفية الحالية، باداة قياس لأداء دول العالم في مجال التغذية، لأنه يعتمد انتشار نقص التغذية بين الأطفال دون الخامسة مؤشرا رئيسيا. وكشف تقرير اليونيسف، ان المجتمع الدولي ما زال بعيدا عن تحقيق خفض معدلات نقص الوزن بين الأطفال الى النصف بين عامي (1990 و2015)، على الرغم من الوعود التي قطعت بهذا الشأن.

واشار التقرير الى ان 25 % من أطفال العراق، الذين تتراوح اعمارهم بين ستة اشهر وخمسة اعوام، يعانون في الوقت الحاضر من سوء التغذية، المتمثل بالهزال (سوء التغذية الحاد) والتقزم (سوء التغذية المزمن) ونقص الوزن عن المعدل الطبيعي، وان هذه النسبة تتباين حتى ضمن مناطق العراق المختلفة، اذ انها تزداد كلما اتجهنا جنوبا، لا سيما في محافظات البصرة وديالى والنجف والقادسية وصلاح الدين وواسط، حيث يعاني واحد من بين كل ثلاثة اطفال من سوء التغذية.

وتقل مقاومة الأطفال الذين يعانون نقصا في التغذية للأمراض، كما تزداد احتمالات وفاتهم لدى الإصابة بامراض الطفولة الشائعة، كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي. ولفت التقرير الى ان التغذية الجيدة تعد ركنا اساسيا لبقاء وصحة وتطور اجيال اليوم والغد، مؤكدا ان النساء اللواتي يحصلن على تغذية جيدة لا يواجهن مخاطر اثناء فترتي الحمل والوضع، وتضع هؤلاء النسوة اطفالا اصحاء يستهلون مسيرة الحياة على اساس اكثر رسوخا في تطورهم البدني والنفسي، وان الأطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة يتميزون في ادائهم المدرسي وينعمون بصحة جيدة حتى يبلغوا سن الرشد وبدورهم يصبحون قادرين على منح ابنائهم بداية افضل للحياة.

وقال الممثل الخاص لليونيسف في العراق روجر رايت، تعليقا على الظروف الراهنة «نقص التغذية امر مرفوض في بلد غني بالثروات والموارد كالعراق». داعيا الى بذل كل الجهود للحد من انتشاره. وبين التقرير بانه، وبالرغم من انحسار انتشار امراض الطفولة كالحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، بسبب حملات التطعيم التي تنفذها الحكومة والأمم المتحدة منذ عام 2003 بشكل جيد وناجح في العراق، الا انه ليس كل العراقيين يحصلون على الخدمات الوقائية الأساسية. واكد روجر رايت قائلا «يقف استمرار غياب الأمن عائقا امام اولياء الأمور الذين يرتادون المراكز الصحية للحصول على الخدمات الضرورية، اذ استهدفت اعمال العنف في العديد من اجزاء البلاد وبشكل مباشر العاملين الصحيين والأطباء، علاوة على عمليات الاختطاف والقتل، وهنا يتعين على الجميع السعي بكل الوسائل لحماية العراقيين الأبطال، الذين يعرضون انفسهم للخطر في كل يوم من اجل توفير الخدمات المنقذة لحياة الأطفال والنساء».