زوليك يطرح في الخرطوم مقترحات أميركية لتجاوز نقاط الخلاف مع مقاتلي دارفور

نائب الرئيس السوداني إلى أبوجا.. وتمديد المفاوضات لمدة أسبوع

TT

بدأ روبرت زوليك مساعد وزير الخارجية الأميركية، مهمة شاقة في الخرطوم امس، في اطار الجهود التي تبذلها بلاده والمجتمع الدولي لانقاذ مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في اقليم دارفور المضطرب، والتي وصلت الى حافة الانهيار، على خلفية مشروع اتفاق سلام خلافي طرحه الوسطاء في الاتحاد، على اطراف الصراع.

وبينما تطابقت التوقعات في الخرطوم وابوجا بتمديد المفاوضات الى فترة اسبوع على الاقل، تراجعت الوساطة الافريقية امس عن موقفها المتشدد لجهة عدم المساس بمشروعها الذي اعتبرته نهائيا. وتتردد معلومات في الخرطوم بان نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه سيعود مرة اخرى الى ابوجا، على خلفية الوساطة الأميركية بشأن المفاوضات. وتشمل مباحثات زوليك في الخرطوم الرئيس عمر البشير، ونائبه طه، ووزير الخارجية السوداني، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الاوسط»، ان المسؤول الأميركي سيطرح على القيادة السودانية مقترحات أميركية لتجاوز نقاط الخلاف حول المشروع الافريقي المطروح لسلام دارفور، ولم تعرف بعد تفاصيل عن المبادرة الأميركية، ولكن المصادر جزمت بان زوليك سيطلب من الخرطوم تنازلات جديدة حيال سلام دارفور. وكان زوليك، الذي بعثه الرئيس الأميركي بوش خصيصا لانقاذ مفاوضات ابوجا، اجرى لقاءات واسعة في العاصمة النيجيرية، شملت الوفد الحكومي ووفود الحركات المسلحة، والوسطاء في الاتحاد الافريقي.

وفي ابوجا، كشف الدكتور أمين حسن عمر، الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي، في تصريحات امس، عن مبادرة أميركية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين طرحها زوليك على وفده في ابوجا. وقال عمر، في تصريحاته، إن الحكومة أبدت رغبتها بأن لا يعاد النظر ولا يفتح النقاش في الموضوعات التي تتضمنها الوثيقة، مع استعدادها للنظر في المسائل المتبقية المتعلقة بمسألة استيعاب القوات، الى جانب رغبتها من بعد ذلك لأي ترتيبات تنفيذية تتصل بهذه الاتفاقية، وأضاف أن اللقاء مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية ومساعدتها للشؤون الافريقية، كان النقاش فيه حول التركيز على مسائل الترتيبات الأمنية، ولكنه نظر فيه بصورة عامة لعملية السلام والي بعض القضايا التي يمكن أن تسرع في توقيع الاتفاق وتساعد خطوات التنفيذ في ما بعد، مشيرا الى أن الحكومة أكدت ذات المعاني وأكدت رغبتها في التوقيع ورغبتها في أن تتوصل الحركات الي سلام. وقالت مصادر مطلعة، ان الوفد الحكومي أبلغ زوليك بصعوبة اجراء تعويضات فردية للمتضررين من صراع دارفور، مقترحا الاستعاضة عن ذلك بما اسماه التعويض الاجتماعي، كما شدد الوفد علي صعوبة استيعاب قوات الحركات كوحدات مع امكانية استيعابها كأفراد، واشترط ان يتم نزع سلاح ميليشيات الجنجويد بالتزامن مع نزع سلاح الحركات.

من ناحيته، قال نور الدين المازني، المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الافريقي، ان لقاء بين الدكتور سالم احمد سالم، والوفد الأميركي برئاسة زوليك وبريطانيا وكندا والاتحاد الاوربي وليبيا واريتريا اكدت خلاله هذه الاطراف لكبير الوسطاء دعمها للوساطة الأفريقية.

وحسب الناطق باسم الاتحاد الافريقي، فان كبير الوسطاء سالم رحب باي اسهامات يمكن أن يقوم بها الوفدان في غضون هذه الساعات الحاسمة في المفاوضات، واضاف المازني أن الوفدين يقومان حالياً باتصالات مع الوفد المفاوض والحركات المسلحة، مشيرا إلى ان هذه الساعات الحاسمة تشهد مشاورات مكثفة، واعرب عن امله في أن تثمر هذه المساعي الجارية في نهاية المطاف إلى اقناع الجميع بضرورة التوقيع على الاتفاقية.

وقال المازني في تصريحاته «اذا ارتأت الأطراف فيما بينها أن تدخل بعض التعديلات فلن نمانع في ذلك»، واضاف ان الوساطة هنا في أبوجا لمساعدة الجميع وتعمل من اجل السلام وبتوافق الأطراف، باعتبار ان ذلك سيساعد على تنفيذ الاتفاقية ان زوليك لم يدخل في مناقشة الحلول لان الرؤى غير واضحة. وعلى جهة الحركات المسلحة، أكد المتحدث باسم حركة العدل والمساواة، أحمد حسين آدم، في تصريحات، أن هناك تفهما دوليا للتعديلات التي يطالب بها المتمردون على المشروع الأفريقي، وقال إن الاقتراح الأفريقي ليس وثيقة نهائية، مشيرا إلى إمكانية إجراء تعديلات. وأضاف أن الوثيقة بشكلها الحالي تلبي فقط رغبات حكومة الخرطوم. وإن علي عثمان طه نائب الرئيس سيعود إلى أبوجا. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قد قالت، ان نائبها روبرت زوليك ذهب الى ابوجا لمساعدة جماعات المتمردين وحكومة السودان على تضييق فجوات الخلاف وتوقيع اتفاق تأمل في ان يتبعه في نهاية الامر ارسال قوة تابعة للامم المتحدة الى دارفور.