فلسطينيو مناطق 48 يحيون ذكرى النكبة في القرى المهدومة

بيريس يدعو العرب والمسلمين لإلقاء السلاح والانعطاف نحو سلام الجيرة الحسنة

TT

في الوقت الذي أحيت فيه اسرائيل أمس، الذكرى السنوية الثامنة والخمسين لقيامها، انتشرت عشرات الآلاف من المواطنين العرب في مئات القرى الفلسطينية المهدومة منذ سنة 1948 وأمضوا يومهم بين أطلالها. ورغم أن معظم هذه الزيارات استغلت للتجول في أحضان الطبيعة، إلا انها كانت في الوقت نفسه مظاهرة شعبية كبيرة استهدفت تأكيد حقهم على أرضهم المصادرة وبيوتهم المدمرة.

وفي نشاط مركزي للاجئين الفلسطينيين داخل الوطن، على أطلال بلدة أم الزينات على السفح الغربي من جبل الكرمل، ارتفع أمس النداء مجددا بالاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.

وكانت اسرائيل قد بدأت احتفالاتها في مساء اول من أمس، بذكرى قيامها، في ظل استنفار أمني غير مسبوق، حيث ذكرت المخابرات بأنها تلقت ما يزيد عن 80 انذارا ساخنا تشير الى ان عناصر مسلحة فلسطينية تنوي القيام بعملية تفجير كبيرة في احدى المدن الاسرائيلية أو أكثر في هذا اليوم بالذات. وقال المفتش العام للشرطة، موشيه قرادي، انه يأخذ هذه الإنذارات بكل جدية لأن قواته بالتعاون مع المخابرات كانت قد اعتقلت في 21 مارس (آذار) الماضي الشاب الفلسطيني كفاح نواهدة (25 عاما) وهو منطلق باتجاه اسرائيل لكي يفجر نفسه في أحد المطاعم في مدينة حيفا في يوم ذكرى قيام اسرائيل.

وألقى شيمعون بيريس، بصفته رئيسا مؤقتا للكنيست (البرلمان الاسرائيلي) كلمة في هذه الذكرى قال فيها ان اسرائيل باتت دولة قوية بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ وحذر كل من يتجرأ على تهديدها وخصوصا القيادة الايرانية وتنظيمات الارهاب، ووجه الدعوة الى العرب والمسلمين في العالم الى إلقاء السلاح والانعطاف نحو طريق السلام والجيرة الحسنة مع اسرائيل، لما فيه مصلحة الأجيال الجديدة، وقال: «تعالوا الى طاولة المفاوضات، فهذا هو المكان لتحقيق الانجازات الوطنية الحقيقية، ولن تحصلوا في المفاوضات على ما تريدون وكذلك نحن، لكننا جميعا سنحصل في المفاوضات على سلامة أبنائنا وبناتنا. دعونا نعرفهم على السلام».

من جهة أخرى اختار فلسطينيو 48، كما في كل سنة، أن يمضوا هذا اليوم، وهو يوم عطلة رسمية في اسرائيل، في نشاطات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، وأصدرت جمعية «اتجاه»، بيانا بعنوان: «لا عودة عن العودة ـ يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا». وبمبادرة من لجنة المهجرين، التي تمثل حوالي ربع مليون شخص من فلسطينيي 48 الذين يعتبرون لاجئين داخل وطنهم، طردوا من قراهم وبيوتهم سنة 1948 ولا يسمح لهم بالعودة اليها، توجه المئات الى بلدة أم الزينات الواقعة في جنوب حيفا، وأقاموا مهرجانا كبيرا أكدوا فيه حق العودة، وقالوا «ان اسرائيل ترفض حق العودة باعتبار انها تهدد التوازن الديمغرافي بين العرب واليهود، ولكننا نحن مواطنون في اسرائيل ولا نهدد أي توازن، فلماذا لا يسمح لنا بالعودة؟!» وفي المقابل توجه عشرات الألوف من فلسطينيي 48 الى قراهم المهدومة، في كفر برعم واقرث وصفورية ومعلول والمجيدل وسحماتا ولوبية والسجرة وغيرها، ليمضوا النهار بين جنباتها، المسنون منهم يستعيدون الذكريات والشباب منهم يستمعون الى روايات من لا يزالون شهودا أحياء على الماضي الحزين، والباقون يتمتعون بعبق الماضي ويكتفون بمجرد عيش لحظات في ظل الأشجار والصخور وبقايا البيوت المهدومة.