الأمم المتحدة تستطلع الموقف اللبناني من «التحرشات الميدانية» السورية

«كرة ثلج» المشكلة الحدودية تنتقل من البقاع إلى بيروت... فالمنظمة الدولية

TT

تحولت مشكلة «السواتر الترابية» التي رفعها حرس الحدود السوري (الهجانة) في منطقة عرسال في البقاع اللبناني الى «كرة ثلج» تكبر وتتدحرج من البقاع الى بيروت وصولاً الى الامم المتحدة التي باشرت امس تحركاً «استطلاعياً» لمعرفة «وجهة النظر اللبنانية».

وبرزت امس جولة قام بها ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن لـ «الاستفسار عن التحرشات الميدانية السورية» كما نقل عنه وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة الذي قال في تصريح ادلى به عقب استقباله بيدرسن: «كان واضحاً من الاستيضاحات التي طلبها السيد بيدرسن ان الموضوع اثير في اروقة الامم المتحدة، وانه اثر ويؤثر على المداولات الجارية هناك حول تأكيد استقلال وسيادة لبنان على اراضيه كاملة». واضاف: «اشرت للسيد بيدرسن الى ان هذه العملية، التي ليست الاولى منذ اشهر، ان دلت على شيء فهي تدل على استخفاف بعض السلطات في سورية بمبدأ احترام الحدود اللبنانية. واوضحت له ان مخاوف اثيرت في مجلس الوزراء امس (الاول) من ان نقع في شبعا جديدة هناك في شمال شرقي البقاع، بينما الفارق بين المنطقتين ان هذه الاخيرة مرسمة حدودياً بين سورية ولبنان».

من جهته، دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى ايجاد حل لهذه الاشكالات، معتبراً انه اذا كان الهدف (السوري) من هذه السواتر ضبط التسلل فبالامكان معالجة هذا الموضوع مع لجان التنسيق والتعاون المعنية بهذا الموضوع. لكن لا اعتقد ان هذا امر مفيد» كاشفاً انه كلف محافظ البقاع ان يتصل بالمعنيين في سورية و«ان يعالج هذا الموضوع بحكمة وروية».

يذكر ان مشكلة ستة سواتر ترابية استحدثت في مارس (آذار) الماضي ادت الى الغاء اجتماع حدودي كان مقرراً في بلدة عرسال اللبنانية. وتعود المشكلة الى خلاف حدودي بين بلدات قارة وجريجير وفليطة والمشرفة ومعرة يبرود المتاخمة لاراضي وادي الشاحوط ووادي الزمراني اللبنانية في عرسال. وقد سقط ثلاثة جرحى، سوريان من حرس الحدود (الهجانة) ولبناني من بلدة عرسال بعد انشاء السواتر بهدف منع التهريب.

وكان اهالي عرسال ازالوا السواتر اكثر من مرة بحجة الدخول الى اراضيهم، الا ان القوات السورية كانت ترفعها مجدداً، علماً ان اراضي عرسال تتداخل مع الاراضي السورية على مسافة 35 كيلومترا يتخللها عدد من المعابر (اكثر من 25 معبرا) في الاودية. وقد اقفلت القوات السورية اهمها.

ويقول مزارعون من عرسال ان السواتر وضعت في اراضيهم وانهم يتحركون لحل المشكلة وازالة السواتر للوصول الى اراضيهم ويؤكدون ان بساتين عائدة لهم اصبحت خلف السواتر الترابية وانهم لا يستطيعون الوصول اليها.

وتمنى رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري في اتصال مع «الشرق الاوسط» «ازالة السواتر وحل المشكلة والعمل على اقفال باب المزايدات». وقال: «اننا باسم اهالي بلدة عرسال نطالب بفتح الطريق كي تستطيع الناس الوصول الى اراضيها. ونحن كلنا امل وثقة بحكمة الرئيس السنيورة وقدرته على معالجة الامور لحل المشكلة من دون ان يسبب ذلك مشكلة لنا مع جيراننا السوريين. وكل ما نتمناه هو حل المشكلة باجواء من المودة والصفاء بيننا وبين جيراننا. ومن جهة ثانية يهمنا ان يصل المزارع الى ارضه بعيدا عن المزايدات». واضاف: «المشكلة اصبحت عند الرئيس السنيورة لتعالج بطريقة دبلوماسية. وترسيم الحدود ينهي المشكلة» مشيرا الى ان السواتر الترابية «وضعت في اراضينا بعمق خمسة كيلومترات وعددها ستة سواتر».

وكان مجلس المطارنة الموارنة تطرق الى الموضوع في اجتماعه الشهري امس. ورأى في بيان اصدره «ان تقدم القوى السورية على الحدود الفاصلة بين لبنان وسورية واقامة سواتر ترابية في بعض الاماكن ليس من شأنه ان يبعث على الطمأنينة الى ان العلاقات بين البلدين سائرة في اتجاه الحلحلة. وهذا مؤذ لكلا البلدين، فيما المطلوب طي صفحة الخلافات لفتح صفحة جديدة من التعاون ضمن اطار سيادة البلدين واستقلالهما وحريتهما التامة».