اليمن: حبس الأهدل رجل «القاعدة» 3 سنوات وإطلاق الزايدي

هتف بسعادة «الحمد لله» بعد الحكم ثم قال إنه لن يستأنف لأن المحاكمة «غير عادلة»

TT

قضت محكمة أمن الدولة اليمنية امس بسجن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» باليمن محمد حمدي الاهدل ثلاثة أعوام وشهرا واحدا. وكان الاهدل ،35 عاما، قد اتهم بتمويل هجمات على أهداف غربية في اليمن. غير أن رئيس المحكمة القاضي نجيب القادري قال إن ممثلي الادعاء فشلوا في تقديم أدلة تربط الاهدل بهجمات محددة في اليمن.

وقال القادري إن المتهم اعترف أثناء المحاكمة بأنه جمع أموالا لصالح «مجاهدين» يقاتلون في الشيشان وأفغانستان. وقضت المحكمة ايضا بالافراج الفوري عن غالب الزايدي الذي اتهم بإخفاء الاهدل في منطقة مأرب.

وفور النطق بالحكم هتف الاهدل بسعادة:«الحمد لله». وعندما سأله صحافيون عما إذا كان سيقدم استئنافا ضد الحكم قال:«هذه محاكمة غير عادلة ولن أستأنف». وقضت المحكمة ايضا بالافراج الفوري عن غالب الزايدي الذي اتهم باخفاء الاهدل في منطقة مأرب».

وكان الادعاء العام قد طلب عقوبة الاعدام للاهدل لدى بدء محاكمته في 13 فبراير (شباط) الماضي».

واكدت المحكمة في حكمها وجود علاقة بين الاهدل (المكنى ابو عاصم) والمحكومين قاسم الريمي وابراهيم هويدن في الاشتراك بعملية مهاجمة مروحية تابعة لشركة «هانت» الاميركية النفطية في اوائل نوفمبر (تشرين الثاني) 2002 في صنعاء. وكان ابو عاصم قد قضى حتى الان في السجن سنتين ونصف السنة، اي انه لم يبق عليه الا تمضية حوالي سبعة اشهر لقضاء مدة الحكم الذي قال الادعاء العام انه سيستأنفه. وجاء في منطوق حكم البدايات الذي أعلنه القاضي نجيب القادري رئيس محكمة البدايات المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في اليمن ان الأهدل قام بجمع الأموال والتبرعات من قبل أشخاص خارج اليمن وصرف تلك الأموال والمبالغ المالية على أسر اليمنيين المعتقلين الذي تعتقلهم الولايات المتحدة في قاعدة غوانتانامو، وهو المسؤول عن تلك المساعدات التي تلقاها الأهدل وصرفها في هذه الأمور.

وأضاف منطوق الحكم في هذا السياق إن «أبا عاصم» اعترف بأنه على معرفة بالعديد من رجال «القاعدة» في اليمن ومن أبرزهم رجل «القاعدة» الأول أبو علي سنيان الحارثي الذي قتل مع 6 من أتباعه في قرية النقعة بمحافظة مأرب بضرب سيارتهم بصاروخ أميركي من طائرة رصد أميركية بدون طيار.

وأشار منطوق الحكم الابتدائي إلى أن حمدي الأهدل كان على علم ببعض العمليات الإرهابية التي حدثت في اليمن، ومن ذلك علمه بواقعة ضرب المروحية النفطية الأميركية بصاروخ عندما كانت مقلعة من مطار صنعاء الدولي وجرح من جراء ذلك الفعل خبير نفطي من شركة «هنت» الأميركية، واعلمه بذلك الأمر قاسم الريمي الذي أدين من ضمن عدد من العناصر بضرب الناقلة النفطية الفرنسية ليمبورغ، في ساحل المكلا في 6 اكتوبر (تشرين الأول) عام 2002، وقد تمكن الريمي من الهرب من معتقل الأمن السياسي مع 22 من تنظيم «القاعدة» في فبراير الماضي، عاد منهم 8 عناصر سلموا أنفسهم للسلطة حتى الان.

فيما قال القاضي القادري إن الأهدل لم يكن عضوا في تنظيم «القاعدة» زاعما في ذات الوقت حسب قول الأهدل إن ذلك العلم وتلك المعرفة من قبله لرجال «القاعدة» ناتجة عن ثقة منحها رجال «القاعدة» إياه. ومضى القاضي القادري في حيثيات الحكم الذي أصدره في هذه القضية قائلا : «إن القانون اليمني يعاقب كل من اشترك في عصابة مسلحة أو قام بالاعتداء على رجال الأمن، فيعاقب بالحبس عشر سنوات، ويعاقب بالحبس ثلاثة أعوام كل من تستر على جريمة يعلمها، أو إخفاء أحد المطلوبين للسلطات، ولذلك فقد حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة بالسجن بحق محمد حمدي الأهدل ثلاث سنوات وشهرا واحدا منذ غداة اعتقاله من قبل السلطات الأمنية اليمنية في أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام 2003» وهو ما يعني أن الاهدل قضى في السجن منذ اعتقاله عامين ونصف العام.

وعقدت المحكمة في أجواء أمنية مشددة تعززت بالحراسة الأمنية المكثفة برجال الأمن والعربات المسلحة.