التشاديون ينتخبون رئيسهم وسط هموم أمنية وتوتر.. ومقاطعة المعارضة

دبي الحاكم منذ 16 سنة الأوفر حظا في البقاء على رأس الدولة

TT

بدت معظم شوارع العاصمة التشادية شبه خالية أمس من المقترعين، فيما توجه عدد منهم للادلاء بصوته وسط اجواء متوترة بتهديدات المتمردين شن هجومات، في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي وعد بها الرئيس المنتهية ولايته ادريس دبي الذي يتولى السلطة منذ 1990 رغم مقاطعة المعارضة.

ويبدو ان الرئيس دبي لاحظ الاقبال الخفيف تلبية لدعوة المعارضة مقاطعة الانتخابات، فقال بعد إدلائه بصوته في مركز اقتراع بنجامينا «كل التشاديين أتوا كي يختاروا رئيسهم... ليسو بحاجة لاي شخص كي يدعوهم الى مقاطعة الانتخابات».

وفتحت مراكز الاقتراع التي بلغ عددها 11800 في مختلف انحاء البلاد ابوابها في الساعة السابعة صباحاً واغلقت عند السادسة مساءً، ويتوقع ان تصدر النتائج الاولية في 14 من الشهر الجاري.

وصرح رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة احمد محمد بشير لوكالة الصحافة الفرنسية ان «كل شيء جاهز، دق الجرس وفتحت مكاتب الاقتراع ابوابها". ودعي 8.5 مليون تشادي الى اختيار رئيسهم بين خمسة مرشحين من بينهم الرئيس دبي ،54 سنة، الذي يسعى الى الفوز بولاية ثالثة من خمس سنوات بعد ان اقدم السنة الماضية على تعديل الدستور رغم احتجاج المعارضة التي قررت مقاطعة الانتخابات ودعت الناخبين الى البقاء في منازلهم.

وأصر دبي على اجراء الانتخابات في موعدها رافضا دعوات المعارضة الى ارجائها والتحفظات الدولية وغير عابئ بتهديدات المتمردين الذين شنوا هجوما فاشلا على نجامينا في الثالث عشر من ابريل (نيسان) الماضي ووعدوا بشن هجمات جديدة.

واستبعد زعيم الجبهة الموحدة للتغيير الكابتن محمد نور عبد الكريم القيام بأعمال عنف في نجامينا خلال عملية الاقتراع. ورفض تأكيد ما اذا كان المتمردون يخططون لشن هجمات على مناطق اخرى مكتفيا بالتوعد بهجوم قريب «على عدة جبهات» بما فيها العاصمة «لقلب نظام دبي».

وكانت الجبهة الموحدة للتغيير وارضية التغيير والوحدة الوطنية والديمقراطية التي اعلنت تحالفها اخيرا قد دعت كل التشاديين الى عدم التوجه الى مكاتب الاقتراع متوعدة «بعمليات عسكرية».

واعتبر الكابتن نور ان «في كل الاحوال.. وكما نعرف دبي ونظامه فانه سيعتبر الانتخابات صحيحة وان اقتصر التصويت على مركزي اقتراع».

اما الحكومة فانها رفضت دعوات المعارضة والمتمردين المتهمين «بانتهاج المواقف الاستراتيجية نفسها» مؤكدة انها «اتخذت كل الاجراءات الامنية الضرورية» لاجراء الانتخابات «في هدوء تام».

وفي غياب مرشحي المعارضة انهى الرئيس التشادي الاحد حملته الانتخابية مدينا من جديد «الاعتداء الهمجي» الذي شنه السودان ـ كما قال ـ والذي اتهمه بدعم المتمردين مؤكدا انه سيفوز على الارجح من الجولة الاولى امام المرشحين الاربعة الذين لا يتمتعون بأي شعبية.

واثنان من المرشحين هما وزير الزراعة البير باهيمي باداكي مرشح التجمع الوطني للديمقراطيين التشاديين، وزميله الوزير المنتدب المكلف اللامركزية محمد عبد الله من الحركة من اجل السلم والتنمية في تشاد، وهما عضوان في الحكومة.

اما رئيس الوزراء السابق (1993 ـ 1995) كاسيري كوماكوي فانه مرشح عن التجمع الوطني من اجل الديمقراطية والتقدم الذي يشارك ايضا في الائتلاف الحكومي وابراهيم غلام الله من الحركة الاشتراكية الافريقية المتجددة الذي لا يحظى بشعبية. وقد تجرى جولة ثانية في الثامن من يونيو (حزيران).

ويبدو رئيس الدولة الذي انتخب للمرة الاولى رئيسا للبلاد في 1996 ثم اعيد انتخابه في 2001 وترشح في 2006 بفضل تعديل دستوري، الاوفر حظا في الاقتراع.