الانتخابات المحلية في إنجلترا اليوم: مشاركة خجولة للعرب

TT

رشح عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من البريطانيين العرب أنفسهم في انتخابات المجالس المحلية التي تشهدها انجلترا اليوم وسط اتهامات «بسلبية» الجالية العربية وتقاعسها عن استغلال ثقلها الانتخابي الذي بامكانه أن يصبح رقما مهما في المعادلة السياسية البريطانية.

وتكتسي انتخابات هذا العام أهمية كبيرة، حيث ينتظر أن تحدد نتائجها ملامح الخريطة السياسية البريطانية في المستقبل القريب.

ويواجه حزب العمال الحاكم ومعه زعيمه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اختبارا حاسما لشعبيته. وتتوقع استطلاعات للرأي هزيمة كبيرة لحزب العمال مما قد يزيد ارتفاع الاصوات داخل الحزب، والتي تطالب بلير برحيل مبكر وتسليم المقود لوزير الخزانة غوردن براون. ويأمل العربيان عبد السلام الادريسي (من اصل مغربي) وبسام محفوظ (من أصل لبناني) ألا تعصف الزوابع التي تحيط بحزبهما (العمال) بحظوظ اعادة انتخابهما في مجلس بلدية «إيلينغ» بغرب لندن. ويأمل الادريسي ومحفوظ كذلك أن يلتحق بهما عطا الله سعيد الذي يرشح نفسه لأول مرة ليكون العضو العربي الثالت في مجلس بلدية «إيلينغ».

عطا الله سعيد رئيس المجموعة العربية في حزب العمال يرى أنه لو صوت فقط ثلث العرب البريطانيين المقيمين في البلدية له ولزميليه لفازا بسهولة. سعيد قال لـ«الشرق الأوسط» ان عدد الناخبين ذوي الأصول العربية في بلدية إيلينغ لوحدها 60 ألفا بينما قدر عدد الذين يحق لهم التصويت في عموم بريطانيا بنحو نصف مليون، يتمركز غالبيتهم في العاصمة لندن. وبرغم تأكيده على صعوبة حصر عدد المرشحين ذوي الأصول العربية في عموم انجلترا بسبب الطابع المحلي لهذه الانتخابات وعدم أخذ اصول المرشحين العرقية بعين الاعتبار، فقد ذكر سعيد أن المعلومات المتوفرة لديه تقول إن هناك عددا من ذوي الأصول اليمنية خاصة رشحوا أنفسهم في شمال انجلترا وخاصة في مدينة شيفيلد، حيث هناك جالية يمنية كبيرة.

ويعتبر غسان كريان العربي الوحيد لحد الآن الذي انتُخب عمدة بلدية في بريطانيا. وقد شغل كريان (فلسطيني الأصل) هذا المنصب لمدة عشر سنوات ببلدية «فولهام و هامرسميت» (غرب لندن). غير انه قرر الاعتزال هذا العام وعدم ترشيح نفسه مرة اخرى في انتخابات اليوم.

واتصلت «الشرق الأوسط» بالمقر الرئيسي لحزب المحافظين المعارض في لندن (القوة السياسية الثانية في بريطانيا) لمعرفة إذا ما ترشح عرب مع الحزب في الانتخابات المحلية فأُبلغنا بعدم توفر هكذا معلومات بسبب الطبيعة المحلية للانتخابات. وقال لـ«الشرق الاوسط» الدكتور وفيق مصطفى (مصري الأصل) الذي رشحه الحزب في مدينة ليفربول بشمال انجلترا في الانتخابات العامة التي جرت العام الماضي انه لا يعتقد أن هناك في لندن حسب علمه مرشحا من أصل عربي مع حزب المحافظين. وأشار مصطفى ان أحد فروع الحزب في لندن عرض عليه الترشح لانتخابات اليوم لكنه اعتذر. كما اتصلت «الشرق الأوسط» بحزب الديمقراطيين الأحرار (القوة السياسية الثالثة في بريطانيا) لمعرفة إذا ما رشح الحزب عربا لانتخابات المجالس البلدية بانجلترا فتم تحويلنا على المجموعة المسلمة في الحزب والمسماة «منتدى مسلمي الديمقراطيين الأحرار» فقال زعيم المجموعة ناصر بات إن المعلومات المتوفرة لديه في لندن على الأقل لا تشير الى وجود مرشحين من أصول عربية.