أكراد إيران.. 7% من السكان وخاتمي أول من أدخلهم للحكومة

TT

استنادا الى تقديرات عام 2006 فإن ما يقارب 7% من مجموع سكان ايران البالغ عددهم 69 مليون نسمة هم من الأكراد ويقدر عددهم بحوالي 6.2 مليون نسمة. يعيش معظم الأكراد في آذربيجان الغربية ومحافظة کردستان ومحافظة کرمنشاه ومحافظة ايلام. تعود التوترات بين الاقلية الكردية في ايران وبين السلطات الايرانية الى مطالبات الاكراد بتعزيز حقوقهم السياسية، وسعى بعضهم لإقامة فيدرالية ينال بموجبها الاكراد مزيدا من الحرية السياسية، فيما تطالب فصائل كردية اخرى بالاستقلال الكامل عن ايران وتشكيل دولة مستقلة. وبالرغم من إن إيران أعلنت الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية إلا ان الاتحاد السوفياتي توغل في جزء من الأراضي الايرانية وكان مبرر الزعيم السوفياتي ساعتها جوزيف ستالين لهذا التوغل هو ان شاه ايران رضا بهلو? كان متعاطفا مع الزعيم الالماني أدولف هتلر ونتيجة لهذا التوغل هرب شاه ايران رضا بهلوي الى المنفى وتم تنصيب ابنه محمد رضا بهلوي في مكانه ولكن الجيش السوفياتي استمر بالتوغل وكان الجيش الأحمر مسيطرا على شمال إيران وكان ستالين يطمح الى توسيع نفوذ الاتحاد السوفياتي بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية له.

استغل بعض الأكراد في إيران هذه الفرصة وقام قاضي محمد (1893 ـ 1947) بإعلان «جمهورية مهيباد» الكردية في 22 يناير (كانون الثاني) 1946 ولكن الضغط الذي مارسه الشاه على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفياتي كان كفيلا بانسحاب القوات السوفياتية من الأراضي الايرانية وقامت الحكومة الايرانية بإسقاط جمهورية مهيباد بعد 11 شهرا من إعلانها وتم إعدام قاضي محمد في 30 مارس (اذار) 1947 في ساحة عامة في مدينة مهيباد. وبعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران 1979 اجتاحت المناطق الكردية في إيران موجة غضب عارم بعد عدم السماح لممثلين عن الأكراد بالمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد وكان عبد الرحمن قاسملو (1930 ـ 1989) من أبرز الشخصيات الكردية في ذلك الوقت إلا ان روح الله الخميني منع قاسملو من المشاركة في كتابة الدستور ويعتقد بعض المؤرخين إن رفض الخميني مساهمة الأكراد في كتابة الدستور كان له بعد ديني بالإضافة الى البعد القومي لكون اغلبية اكراد إيران من السنة. في ربيع عام 1980 قامت القوات المسلحة الايرانية بأمر من الرئيس الايراني ساعتها ابو الحسن بني ‌صدر بحملة تمشيط واسعة على المناطق الكردية في إيران وخاصة في مدن «مهيباد» و«سنندج» و«باوه» و«مريوان». ينص الدستور الإيراني في البندين 15 و 19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية ولكن تم إغلاق الكثير من الصحف الكردية ويحكم المحافظات الكردية عادة أشخاص من الفرس او الآذريون. وبعد وصول الرئيس الايرانى السابق محمد خاتمي للحكم قام بتنصيب اول محافظ كردي لمحافظة كردستان وكان اسمه عبد الله رمضان ‌زاده وقام بتعيين بعض السنة والأكراد في مناصب حكومية.