مقتل «مترجم» سوداني.. ومسؤول دولي بارز ينجو بجلده من تظاهرة في معسكر بدارفور

الأمم المتحدة ترسم صورة «قاتمة» للوضع الأمني وتقول إن الإقليم تعيش في «بحر من المليشيات»

TT

بعد اقل من 3 أيام من توقيع اتفاقية السلام في دارفور، عادت الاضطرابات بقوة من جديد، وقتل امس موظف سوداني يعمل في مخفر للشرطة تابع للاتحاد الافريقي اثر مهاجمته من قبل متظاهرين غاضبين. واضطر «يان ايغلاند» مساعد الامين العام للامم للشؤون الانسانية وموظفو الاغاثة والصحافيون لمغادرة مخيم «كلمة» للاجئين في جنوب دارفور على عجل بسبب الحادث.

وقال ايغلاند عقب مغادرته المعسكر الذي يقطنه اكثر من مائة الف نازح معظمهم من قبيلة الفور التي ينتمي اليها عبد الواحد محمد نور زعيم فصيل من حركة تحرير السودان الرافض لتوقيع السلام، ان النازحين الغاضبين اجتاحوا مركزا للشرطة تابعا للاتحاد الافريقي في المعسكر وقتلوا احد المترجمين السودانيين. وقال ايغلاند للصحافيين «بعد ان غادرنا المعسكر تعرض مخفر الشرطة المدنية التابع للاتحاد الافريقي للاجتياح وقتل احد افراد القوة. كان مترجما سودانيا». وقدم المسؤول الدولي صورة قاتمة للاوضاع الانسانية في اقليم دارفور المضطرب، قائلا: «انها سيئة للغاية»، وقال «ان الاقمار الصناعية رصدت ان العنف مستمر في دارفور. وان مليشيات الجنجويد المرعبة قامت بحرق 10 قرى اخيرا»، منوها الى ان الاقليم يسبح في بحر من المليشيات التي تقلق الأمن.

وقال يان ايغلاند الذي زار دارفور وتفقد عددا من معسكرات النازحين ان المنظمة الدولية ستبذل قصارى جهدها للقضاء على العنف في دارفور وملاحقة مجرمي الحرب في الاقليم. وقال من مدينة «قريضة» معقل الحركات المسلحة ان هناك بحراً من المليشيات المسلحة تنشط في الاقليم وانه بدون توفر الأمن لن يكتب النجاح لعمليات الاغاثة الانسانية.

وحث المسؤول الحكومة على السماح لمنظمات الاغاثة بالعمل في الاقليم بشكل غير مقيد، وعلى وقف ما اسماه وضع العراقيل امام جهود المنظمات الدولية في دارفور، وطالب بإعادة منظمة المجلس الكنسي النرويجي لإدارة معسكر «كلمة» للنازحين الواقع علي مقربة من مدينة نيالا بجنوب دارفور.

وقال انه يتعين على السلطات في الولاية العمل الجاد لإيقاف العنف الموجه ضد المدنيين، وتجاوز ما وصفه بمساوئ المرحلة السابقة. وقال ايغلاند عقب اجتماع مع صلاح مصطفى نائب والى جنوب دارفور ان اتفاق السلام الذي وقع في ابوجا يتيح لمنظمات الاغاثة العمل في دارفور بلا قيود، لكن الوضع مختلف على أرض الواقع. وأضاف «نحتاج لمزيد من الموارد للعمل الانساني من العالم بأسره بما في ذلك الغرب والدول الاسلامية والعربية والدول الآسيوية. وأضاف ايغلاند أنه يتعين على الدول الاخرى تقديم مزيد من الموارد حتى تتمكن الامم المتحدة من القيام بمهامها في الاقليم.

ووقعت الاحداث امس في مخيم كلمة بجنوب دارفور بعد أن تظاهر الالاف من سكان المنطقة مطالبين بنشر قوات دولية لحمايتهم. وبدأ العنف عندما صاحت لاجئة قائلة ان أحد عمال الاغاثة عضو في ميليشيا الجنجويد فما كان من الحشد الا أن هاجم سيارة للامم المتحدة بالفؤوس والحجارة محطمين نوافذها. وحاول رجل طعن عامل الاغاثة السوداني الذي يعمل لدى منظمة اوكسفام الخيرية البريطانية والذي ضرب وهو يدخل السيارة في حين سعى آخرون لإبعاد الجموع الغاضبة. وترددت انباء عن وقوع مظاهرات وأعمال عنف في العديد من ارجاء غرب السودان امس بعد أن علم اللاجئون بتوقيع اتفاق السلام يوم الجمعة الماضي في نيجيريا بين الحكومة السودانية والفصيل الرئيسي للمسلحين في دارفور.

وتصاعدت حدة التوتر في الوقت الذي تعززت فيه امال سكان المخيم بانتهاء اقتتال دام ثلاث سنوات وتسبب في نزوح نحو مليونين. لكن كثيرين يرون أن الاتفاق لا يصل الى الحد المطلوب وانهم يطالبون بنشر قوات دولية لحمايتهم.