وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الاوسط»: لا نخشى رافضي السلام لأنهم قلة

لام أكول قال إن حركة «العدل» معروفة بعدم جديتها.. وعبد الواحد رفض وحده.. ووفده وقع

TT

قال وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول ان حكومته ملتزمة بوعودها تجاه نشر قوات تابعة الى الامم المتحدة في اقليم دارفور، كجزء من «اتفاقية السلام» التي تم توقيعها في ابوجا الجمعة الماضي، ولكن ذلك سيحدث في حينه وبموافقة الخرطوم. واوضح في حوار مع «الشرق الأوسط» ان الترتيبات الأمنية في «الوثيقة» تحدثت عن دور للامم المتحدة تقوم بموجبه بدور حفظ السلام، تماما كما حدث في جنوب السودان».

واضاف «ان الامم المتحدة لم تتصل بالحكومة السودانية حتى الان كما ان السودان لم يطلب منها ذلك وكل ما يدور من حديث في هذا الشأن الان لا يتم بالصورة الرسمية». وشن أكول هجوما لاذعا على حركة العدل والمساواة التي رفضت توقيع السلام وقال انها معروفة بعدم جديتها. كما اشار الى ان عبد الواحد محمد نور زعيم فصيل من حركة تحرير السودان، رفض التوقيع وحده.. بينما قام جميع افراد وفده بالتوقيع. وابان ان بلاده لا تخشى رافضي السلام لانهم قلة.

جاء الحوار مع اكول خلال زيارة قصيرة يقوم بها للعاصمة النمساوية فيينا المقر الحالي لرئاسة الاتحاد الاوروبي حيث يحضر مؤتمرا تنسيقيا بين الرئاستين الحالية والقادمة افريقيا وأوروبيا.

والى تفاصيل الحوار:

> الا يضعف عدم توقيع اطراف في نزاع دارفور اتفاقية السلام التي وقعت في ابوجا؟

ـ تم التوقيع مع شقين من حركة تحرير السودان جناح منى (اركو مناوي) وقع هو شخصيا وجناح عبد الواحد الذي تردد بينما قام بالتوقيع كل وفده المفاوض. وبالتالي فان الاتفاقية تمت بين طرفين من اطراف المتمردين الثلاثة اما حركة العدل والمساواة والتي لم توقع فلها مواقف معروفة وهي في كثير من الاحيان لم تكن جادة في عملية الحوار والمفاوضات لكن هذا لا يهدد ما تم لأننا نعلم حجم قواتها الموجودة على الارض ومع ذلك بالطبع يظل همنا ان نضم اى شخص يرفع سلاحا ونسعى لاقناعه بالسلام ونتمنى ان يراجعوا موقفهم ويوقعوا في اية لحظة فالاتفاق مفتوح حتى الخامس عشر من هذا الشهر لكل من يريد ان يوقع.

> هناك من يعتقد ان الدكتور ابراهيم خليل رئيس حركة العدل لم يوقع بتأثير من الدكتور الترابي الذي يرفض حزبه الاتفاقية.. فما تعليقكم؟

ـ ما اعرفه ان لهما مواقف غير واضحة تجاه السلام وباستطاعتي ان اقول انهم غير مستعدين للتوقيع على السلام.

> هل يقلقكم احتمال ان تتقاتل الاطراف مع بعضها مما يضعف من فرص السلام الهشة؟

ـ نحن نعلم حجم القوات الموجودة على الارض اكثر من 90% منها يتبع لحركة تحرير السودان بجناحيها لكن يظل همنا ان نقنع كل من يحمل سلاحا بوضعه.

> المتمردون يطالبون بمنصب نائب الرئيس والاتفاقية منحتهم منصب مساعد الرئيس.. فهل الفرق يبرر الغضب؟

ـ لماذا لاتسألينهم هم الذين يتمسكون بذلك.

> ما تعليقكم على وصف الصادق المهدى للاتفاقية بانه مجرد «زخرفة» لن توفر حلا لمشكلة دارفور؟ كما تحدث معارضون اخرون عن وجود ضغوط ادت الى الاتفاقية؟

ـ هذا غير صحيح.. الصادق المهدي يعارض كل ما تقوم به الحكومة ولقد سبق ان رفض اتفاقية السلام بالجنوب وهاهو يرفض سلام دارفور. اما الحديث عن ضغوط فلا صحة له فلم يكن هناك اى من ذلك، لقد دارت المفاوضات لاكثر من عامين قام بعدها الاتحاد الافريقي وبعد استماعه لكل الاطراف بتقديم وثيقة توفيقية تصلح كمشروع اتفاقية سلام ثم طلب من الاطراف قبولها كليا او رفضها كليا وتم تحديد سقف للمحادثات منذ العاشر من مارس (اذار) الماضي على ان يتم التوقيع قبل نهاية ابريل (نيسان) وبالفعل تم تقديم تلك المسودة في الخامس والعشرين من ابريل ومنح الطرفان 48 ساعة للاستجابة وقد كان للحكومة تحفظات لكنها قبلت التوقيع وكذلك كان موقف الاطراف الاخرى الرافض. وهنا تدخل جهات اخرى محاولة لاقناعهم. فهل هذا يعد ضغوطا. الأميركيون منذ البداية كانوا على صلة بالاتحاد الافريقي وهم يقومون بدور «مسهلين وليس ضاغطين».

> يدور حديث عن التعويضات التي من المفترض ان تدفع لمن تضرروا بسبب ما يحدث في دارفور.. فكيف ستتم بصورة فردية؟

ـ ليس هناك اية تعويضات فردية كيف يمكن ذلك.. لقد دارت الحرب بالجنوب لاكثر من 50 عاما ولم تقدم اية تعويضات فردية ومن سنعوض فرديا.. من تأثروا باعمال الحكومة ام من تأثروا باعمال المتمردين. ان المعروف والمتبع بعد اية عملية سلام ان تتم برامج توطين وتأهيل وتنمية سريعة في المناطق المتأثرة بالحرب وذلك بعينه تعويضا.

> هذا قد يبدو غير كاف.. وقال احد ابناء دارفور لـ«الشرق الأوسط» ان نخيل الشمالية فيما يبدو اغلى عند الحكومة من انسان دارفور في اشارة للتعويضات التي دفعت لمن تأثروا بالترحيل في الاقليم الشمالي بعد تشييد خزان مروى؟

ـ هذا مجرد كلام عاطفي.. وفي الشمالية لم يتم التعويض عن النخيل. ومن يتكلمون يجب ان يكونوا اكثر المهتمين بالسلام لا اطلاق تعليقات فقط.

> ماذا عن صندوق اعمار دارفور هل للحكومة مقدرة لتدفع ام سيكون الامر معتمدا على العون الدولى؟

ـ الحكومة لديها ميزانيات توفر لها ان تدفع نصيبها اما الدعم الخارجي فسيصل وهو لم يتوقف الا عندما ربطته بعض الدول بضرورة الوصول لحل مشكلة دارفور ونتوقع الان ان يتدفق الدعم للجنوب ولدارفور معا.

> سخر البعض في السودان من قرار مجلس الأمن بتجميد ارصدة «موسى هلال» (زعيم الجنجويد حسب اميركا) ومنعه من السفر؟

ـ موسى هلال قد يكون مالكا لبعض «الجمال» ولا ادري الى اين سيسافر ليمنع. قرارات كهذه لن يكون لها اثر وليبحثوا عمن له ارصدة وحتى لو كان القصد تهديد الرئاسة السودانية فاولئك تحميهم قوانين «السيادة» ولن يتمكن احدا من المساس بهم. والاهم من ذلك ان كل هذا اصبح ماضيا بعد الوصول لاتفاق السلام الذي غير كل المعادلات ولم يعد فرض العقوبات يهدد غير الاطراف التي رفضت وترفض توقيع السلام.

> هل تضمن الاتفاق تحديد جدول زمني وآلية لنزع سلاح الجنجويد؟

ـ ليس جدولا واحدا بل جداول.. ونزع السلاح عادة يتم بالتزامن مع تجريد المسلحين. > من واقع تجربة حرب الجنوب هل ترى ان عملية استيعاب المليشيات التي سبق لها التمرد تجربة ناجحة؟

ـ يعتمد ذلك على الظروف الخاصة بالتدريب والفترة الزمنية التي يستغرقها الدمج. ولكن ليس كوحدات بل كافراد.

> ماذا عن الاجانب ممن قاتلوا مع المليشيات وكيف يمكن التحقق من هوياتهم خاصة في ظل تداخل القبائل والحدود المفتوحة ما بين دارفور ودول الجوار؟

ـ سيتم الاستيعاب وفق معايير ستعمل على التصفية والتحقيق، وهناك لجنة مشتركة بين القوات المسلحة والحركات للقيام بهذه المهام وهي ادرى باسأليب عملهم وما سيقومون به. > هل لنا ان نقف بصورة اكثر تحديدا عما سيتم الان.. هل ستطلبون زيادة عدد القوات الافريقية الموجودة لحين وصول قوات دولية؟

ـ لقد اجبتك سابقا ان جزءا من الاتفاق ينص على الترتيبات الأمنية وسيتم تطبيقها حرفيا.

> لا يزال كثيرون يتساءلون هل ما تم في دارفور هو «ابادة»؟

ـ هل يمكن ان تبيد حكومة شعبها. هذا كلام غير صحيح. دعك مني كجنوبي، معظم الشماليين لديهم علاقات بدارفور بدءا من الرئيس عمر البشير، وافراد حكومته، وهناك عدد كبير من ابناء دارفور في اجهزة الدولة التنفيذية وغيرها، هل كانوا سيسكتون اذا كانت هناك ابادة. لقد استمرت حرب الجنوب نحو خمسين عاما فلماذا لم نسمع وصفها بالابادة. وعندما حاربت أميركا في فيتنام لماذا لم يصفوها بالابادة. ثم ان الابادة تتطلب تدخلا دوليا فلماذا لم يتدخلوا.