مقتل 3 فلسطينيين في اشتباكات بين «حماس» و«فتح» بغزة والأوضاع مرشحة للتصعيد

وسط تبادل الاتهامات والتنصل من المسؤولية

TT

لا تزال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تعيش اجواء من التوتر بعد ليلة من عمليات الاختطاف المتبادل والاشتباكات المسلحة التي استمرت لساعات بين عناصر من جهاز الامن الوقائي «فتح» وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3 احدهم من «حماس» والاخرين من «فتح» وجرح 8 اخرين.

ولم يستبعد مصدر امني في غزة في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان تنفجر الاوضاع مجددا بعد تشييع جثامين القتلى الثلاثة اليوم في المدينة. وقال مصدر اخر لـ«الشرق الاوسط» ان الاوضاع مرشحة لصدام اوسع.

وبينما اعلن اسماعيل هنية رئيس الوزراء امس ان حكومته لن تسمح باي حرب اهلية في الاراضي الفلسطينية، حملت حركة «فتح» وزير الداخلية سعيد صيام مسؤولية ما حدث في خان يونس.

وقال هنية خلال لقائه في مكتبه بغزة مع اعضاء من كتلة «حماس» في المجلس التشريعي ان «الحكومة لن تسمح مطلقا بأي حرب اهلية او صراع فلسطيني ـ فلسطيني». واضاف هنية ان حكومته «ستتحمل المسؤولية الوطنية لانهاء التوتر وعدم السماح لان ينتقل التوتر الى مناطق اخرى». واشار الى ان الوضع هادئ في خان يونس بعد الاحداث التي وصفها بـ «المؤسفة» معربا عن امله في ان يستمر الهدوء وان «يتم تطويق الاحداث».

وأوضحت كتائب القسّام في بيان أصدرته أمس «أن خلافا بسيطا حصل بين أفراد من حركتي حماس وفتح في المنطقة الشرقية بخان يونس، ما لبث أنْ تمَّ حلّه. لكن وبعد انتهاء الخلاف أقدمت مجموعة من المسلحين التابعين لفتح بخطف ثلاثة من عناصر القسام. وإثر ذلك تحركت مجموعات من كتائب القسام وبدأت بالبحث عن الإخوة المختطفين، حتى توصلت في النهاية إلى معرفة المكان ومحاصرته، ولم يقم مجاهدونا باقتحامه حتى تحل المشكلة بين قيادة الحركتين، ولكنَّ عناصر فتح استدعوا بعض المسلحين من غزة ولم يحل الموضوع، فقام مجاهدونا باختطاف أربعة عناصر من فتح جرت على إثرها مفاوضات بين الطرفين وتم حل الأزمة والإفراج عن المجموعتين من دون سفك الدماء».

 وأضاف البيان: «وبعد انتهاء الأزمة، أقدم مسلحون من فتح على إطلاق النار صوب منزل عائلة أبو عنزة، كما أطلقوا النار غدراً تجاه أحد مجاهدينا بشكل مباشر فأصيب بأربع رصاصات في الظهر، مما أدى إلى استشهاده على الفور، وهو الشهيد القسامي المجاهد وصفي شاكر شهوان».  وقالت كتائب القسّام إنه «على إثر هذا الاستهداف الغادر اشتدت المواجهات وجرت اشتباكات بين الطرفين، مما أدى إلى استشهاد عنصرين من أفراد فتح وأصيب آخر بجروح».

وقالت «فتح»، في بيان أصدره مكتب الإعلام الحركي، بثته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا)، إن هذه الأحداث بدأت بقيام مجموعة من كتائب عز الدين القسام، التي تعمل تحت مسمى القوة المساندة بنصب حاجز عسكري في منطقة بني سهيلا وتفتيش السيارات والمواطنين ليلاً بدون أي صفة شرعية وقانونية، وحاول عناصر الحاجز العسكري اختطاف ناجي أبو خاطر من كوادر «فتح» عند وصوله إلى المكان، ولكن تدخل الجمهور حال دون ذلك، وتمت السيطرة على الملثمين المسلحين واقتيادهم إلى ديوان عائلة أبو خاطر.

وأضاف بيان «فتح»: «تلا ذلك قيام عناصر مسلحين من حماس باختطاف ثلاثة أفراد من عائلة قديح ينتمون لحركة فتح وبعد تدخل الوجهاء إطلق سراح الجميع إلا أن حماس نصبت كمائن على الطريق المؤدية إلى عبسان الجديدة، وهاجمت ثلاث سيارات كانت تقل عدداً من عناصر فتح كانوا عائدين إلى بيوتهم وأمطرتهم بالرصاص وقذائف آر بي جي التي طالت المنازل أيضاً فيما زرعت عبوات ناسفة واعتلى مسلحوها البيوت المطلة على الشوارع الرئيسي».

ووفق بيان «فتح» فقد قتل جراء ذلك محمد الجرف وحمادة الدغمة وإصابة غسان الجرف (يقال حسب مصدر امني انه قائد فرقة الموت في خان يونس التابعة لمحمد دحلان عضو المجلس التشريعي عن الدائرة) بجراح خطيرة، فيما أصيب أيضاً سبعة مواطنين آخرين على الأقل بجراح خفيفة ومتوسطة، بعد أن تم منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لأكثر من نصف ساعة وإطلاق النار عليها من قبل عناصر كتائب عز الدين القسام.

وقتل ملثمون يستقلون سيارة «ماغنوم» بإطلاق النار عليه، عنصرا من كتائب القسام، وهو وصفي شاكر شهوان، 22 عاماً.

ودعت «فتح» أعضاءها وكوادرها الميدانية «لإبداء أعلى درجات ضبط النفس وعدم الانجراف إلى دوامة الفتنة مع التأكيد أن فتح لن تتهاون في دماء أبنائها وأمن الوطن والمواطن».

كما دعت «حماس» إلى وقف أعمال التحريض عبر منابر المساجد ووسائل الإعلام التي قادت إلى ما وصلنا إليه وتحمل مسؤولياتها الوطنية، مطالبة وزير الداخلية بإجراء التحقيق السريع لمعرفة حقيقة ما جرى.

واستنكر صالح أبو حامد أحد قادة «فتح» في المنطقة الشرقية في خان يونس الاحداث واتهم جهات مشبوهة بارتكابها وقال إن «هذه الجهات مهمتها محاوله التأثير على الوضع الداخلي الفلسطيني وإرباك الساحة الفلسطينية للوصول إلى اقتتال داخلي».

وتساءل ابو حامد :«لا أعرف معنى قيام مجموعات من كتائب القسام، بإطلاق قذائف الـ آر بي جي والياسين، على سيارات ومركبات، بها كوادر من فتح، قاموا بعلاج المشكلة التي نشبت بين الطرفين» داعيا إلى ضرورة أن يعاقب القتلة على فعلتهم. ودعا ابو حامد جماهير الشعب الفلسطيني الى التوحد ونبذ الخلافات ونبذ العناصر السيئة والمسيئة للشعب الفلسطيني.

واستنكر مصدر مسؤول في حركة الجهاد الاسلامي الاحداث قائلا إنها «تخدم الاحتلال الصهيوني وعملاءه» مؤكدا أن «جهات مشبوهة تحاول إشعال نار الفتنة في الشارع الفلسطيني بما يخدم المخططات الصهيونية للوصول إلى حالة الاقتتال الداخلي».