فؤاد السنيورة: طلبنا ترسيم الحدود فقالت دمشق هذا «غثيان»

رئيس الحكومة اللبنانية في حوار مع هيئة تحرير «الشرق الأوسط»: ما زلت بانتظار زيارة سورية ولكني لا أستجديها

TT

في اول زيارة له للعاصمة البريطانية كرئيس للحكومة اللبنانية، أكد فؤاد السنيورة ان الهدف من زيارته هو الحصول على دعم بريطانيا لمطالبة لبنان بانسحاب اسرائيل من الاراضي التي لا تزال تحتلها في مزارع شبعا لان ما وصفه بـ«كابوس الاحتلال» الاسرائيلي يعرقل عودة الدولة لان تكون الحامية الحقيقية للبنانيين ومهدا لعودة الاستقرار الامني والسياسي للبلاد، وطلب ايضا مساعدتها على تثبيت لبنانية مزارع شبعا وعلى تدريب قوى الامن اللبنانية. وأضاف ان لبنان يسعى للخلاص من الاحتلال بالطرق الدبلوماسية وبوسائل اخرى عند الحاجة ويعتبر مقاومة الاحتلال حقا مشروعا للشعب اللبناني «ولكن ليس امرا يحتكره قسم من اللبنانيين فقط». جاءت ملاحظات الرئيس السنيورة في سياق حوار أجراه امس مع هيئة تحرير «الشرق الأوسط» بمناسبة زياراته لمكاتبها في لندن.

وأكد السنيورة امس ان منطقة مزارع شبعا، التي تبلغ مساحتها 42 كيلومترا مربعا، أساسا لبنانية وجزء من قضاء حاصبيا. وان لبنان مارس سيادته عليها لفترة طويلة ولكن سورية كانت دائما «تمد يدها» على المنطقة، فتدخلها حينا وتقيم مخافر فيها حينا آخر. وحين احتلتها اسرائيل عام 1967 تذرعت بوجود مخافر سورية على ارضها، وقال ان الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة لم يتم دفعة واحدة، فقد ابتلعوها «على جرعات». وذكر السنيورة بان مؤتمر الحوار اللبناني أقر لبنانية مزارع شبعا وان سورية ايضا اعترفت بلبنانيتها شفهيا، فيما بقيت الامم المتحدة تعتبرها ارضا سورية تخضع للقرار الدولي 242. وقال انه طلب من الامين العام للامم المتحدة، كوفي أنان، ابان زيارته الاخيرة الى نيويورك، ان تساعد الامم المتحدة لبنان على تثبيت هوية مزارع شبعا اللبنانية. وردا على سؤال عن موضوع ترسيم الحدود مع سورية في منطقة مزارع شبعا وإقرار السيادة اللبنانية عليها، قال السنيورة ان السوريين اعتبروا ان «البينة على من ادعى» ولا شأن لهم بالجدل الدائر حول هوية مزارع شبعا. وحين طالب لبنان بـ«ترسيم» الحدود في المنطقة، قال السوريون ان الترسيم «يعني غثيان» فطالب لبنان بـ«تحديد» الحدود فقال السوريون: كيف نحددها واسرائيل تحتل المنطقة؟ وقال السنيورة ان الموقف السوري الداعي الى ارجاء ترسيم الحدود بين البلدين الى ان يتحرر الجولان يعني ابقاء الاحتلال الاسرائيلي وابقاء السلاح بأيدي مجموعة من اللبنانيين ويعني ان الدولة لا تستطيع ان تكون صاحبة السلاح الاوحد في البلاد. وردا على سؤال حول زيارته المقترحة الى دمشق، قال السنيورة انه لا يزال بانتظار اتمام هذه ولكنه أوضح انه «لا يستجديها»، مؤكدا رغبة لبنان في اقامة علاقات مبنية على الثقة والندية مع سورية، فقد آن الاوان لان يعتاد اللبنانيون على حكم انفسهم بأنفسهم وان تعتاد سورية على رؤية لبنان مستقل وسيد أمره، وقال ان لبنان الحر المستقل أقدر على مساعدة نفسه وسورية والعرب من لبنان التابع.

وردا على سؤال حول تعاون حكومته مع رئيس الجمهورية، اميل لحود، قال السنيورة لو كان في سدة الرئاسة رئيس يحترم الدستور وله رؤية سياسية واقتصادية حقيقية لكان لبنان في وضع افضل، إلا انه حرص على التأكيد بانه طالما كان لحود موجودا في سدة الرئاسة فسوف تحترم الحكومة الدستور وتتعامل معه كما ينص الدستور.

وقال الرئيس السنيورة انه يعتبر ان مؤتمر الحوار اللبناني حقق انجازات مهمة، فقبل المؤتمر كان أي حديث عن ترسيم الحدود مع سورية وعن سلاح حزب الله وعن تبادل العلاقات الدبلوماسية مع سورية يجري همسا. وقد استطاع المؤتمر ان يطرح كل هذه المواضيع على الحوار بطريقة حضارية.