برلين رفضت خطة أميركية لتحرير الرهينتين الألمانيين بالقوة

إشارات من هاتفي المهندسين المختطفين دلت الأميركيين على مكانهما

TT

ذكرت مجلة «فوكوس» الألمانية الواسعة الانتشار أن الحكومة الألمانية رفضت خطة عسكرية أميركية لتحرير الرهينتين رينية بروينلش وتوماس نيتشكة بالقوة. ويفترض، حسب مصادر «فوكوس»، أن يكون الجيش الأميركي قد نجح منذ الأيام الأولى لاختطاف المهندسين في مدينة بيجي في تحديد موقعهما من خلال اشارات معينة في هاتفيهما الجوالين.

وجاء في عدد أمس من المجلة الألمانية أن قوات التحالف في العراق شكلت وحدة اميركية ـ بريطانية من 250 رجلا لتحرير الرهينتين في عملية عسكرية خاطفة مماثلة للعملية التي أدت في مارس (اذار) الماضي إلى تحرير كنديين اثنين وانجليزي من قبضة مختطفيهما.

ورفضت الحكومة الألمانية العملية، وسط دهشة الاميركان، خشية تعريض حياة الرهينتين للخطر، وفضلت «مواصلة اللعب بالأوراق الدبلوماسية».

وفي وقت قرر فيه بروينلش ونيتشكة الابتعاد عن الأضواء ورفض حضور مؤتمر صحافي كان مقررا عقده أمس، ذكرت مجلة «ديرشبيغل» المعروفة أن القوات الاميركية في العراق حددت موقع المهندسين المختطفين بواسطة الأقمار الصناعية على أساس الاشارات المنطلقة من هاتفيهما الجوالين. وفضل دبلوماسيو برلين الوساطات بعد أن حللوا رسالة الفيديو التي أرسلها الخاطفون وتوصلوا إلى أنهم لا يمتون بصلة إلى منظمة «أنصار التوحيد والسنة» المقربة من الإرهابي أبومصعب الزرقاوي. وأشارت المجلة إلى أن الخاطفين ارتكبوا خطأ إملائيا في كتابة كلمة «الله» تعالى التي ظهرت في شريط الفيديو، الأمر الذي كشف عدم علاقتهم بالدين. وتواصل «دير شبيغل» تقريرها فتقول إن رجال المخابرات الألمانية (بي أن دي) نجحوا بعد أيام من اختطاف المهندسين ( يوم 24 يناير الماضي) في تحريك وسيط مع الخاطفين يلقب بـ«الوصيف». وتم التأكد من مصداقية الوسيط من خلال حمله لاجابات دقيقة تتعلق بالحياة الخاصة لكل من بروينلش ونيتشكة.

وكان من المفترض أن يتم تسليم الفدية للخاطفين يوم 26 فبراير الماضي، إلا أن عملية تفجير ضريحي الأمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء أدت إلى حدوث مضاعفات سياسية أدت بدورها إلى تأجيل موعد التسليم. وتم تحديد موعد تسليم آخر بعد شهر من فشل الموعد الأول، إلا ان عملية التسليم فشلت مجددا بسبب الخلافات بين الخاطفين، ويبدو أن «متشددين» داخل صفوف الخاطفين كانوا يحاولون رفع مبلغ الفدية مهددين بقتل أحد الألمانيين المختطفين.