معسكر غوانتانامو وإحالة معتقليه إلى القضاء

الرئيس بوش يرغب في إغلاق

TT

أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أنه يرغب في إغلاق معسكر غوانتانامو في كوبا وإحالة المعتقلين فيه إلى القضاء.

وقال بوش في مقابلة مع قناة «آي آر دي» التلفزيونية الحكومية الألمانية «إن غوانتانامو يشكل موضوعا حساسا بالنسبة لي وأرغب في إغلاقه وإحالة السجناء إلى القضاء». وتأتي تصريحات بوش في أعقاب تصريحات لوزير العدل الأميركي ألبرتو غونزاليس الخميس الماضي في فيينا، اعتبر فيها أن وجود معسكر غوانتانامو «ضروري للغاية» رغم تصاعد الدعوات الى اغلاقه. وتثير ظروف الاعتقال والاحتجاز غير المحدود في المعتقل جدلا واسعا في العالم، لكن إدارة بوش تجاهلت كل النداءات، بما فيها دعوة الأمم المتحدة إلى محاكمة السجناء في أسرع وقت أو الإفراج عنهم. وقد سجلت المقابلة الاسبوع الماضي.

وتتهم جماعات معنية بحقوق الانسان الولايات المتحدة باساءة معاملة محتجزي غوانتانامو باستخدام أساليب استجواب قاسية، وهو اتهام تنفيه الحكومة الأميركية.

كما تنتقد هذه الجماعات أيضا الاحتجاز لأجل غير محدد لمشتبه بهم محتجزين منذ افتتاح السجن العسكري في القاعدة البحرية الاميركية في كوبا عام 2002 في اطار الحرب على الارهاب التي تشنها ادارة بوش.

وسُئل بوش في المقابلة كيف يمكن أن تستعيد الولايات المتحدة صورتها في مجال حقوق الانسان بعد تقارير عن انتهاكات ضد سجناء. وقال «محكمتنا العليا لم تصدر بعد حكمها بشأن ما اذا كانوا سيمثلون أمام محكمة مدنية أم عسكرية». واضاف «سيحصلون على محاكمة عادلة. لا يمكن للمرء أن يقول ذلك بالنسبة لمن قتلوهم. انهم لم يمنحوا هؤلاء الاشخاص الفرصة لمحاكمة عادلة».

ومن المتوقع ان تصدر المحكمة العليا الاميركية حكمها أواخر يونيو (حزيران) بشأن إمكانية المضي قدما في محاكمة أجانب مشتبه بضلوعهم في أنشطة إرهابية أمام لجان عسكرية.

وقال فردريك جونز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الاميركي في واشنطن ان تصريحات بوش تكرار لسياسة أميركية ثابتة منذ وقت طويل.

واضاف «الولايات المتحدة لا نية لها لاحتجاز أشخاص بشكل دائم. هذا ليس هدفنا. نحن نريد تقديم هؤلاء جميعا الى العدالة» سواء كانوا في بلدانهم أو في الولايات المتحدة.

غير ان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد رفض الدعوات التي تطالب باغلاق السجن.

وقال رامسفيلد في حديث في فبراير «شباط» الماضي أمام مجلس العلاقات الخارجية «بين الحين والآخر يهب شخص ويقول اغلقوا (معسكر) غوانتانامو ومن ثم يلقى بعض الاهتمام في الصحف. حسن اذا كانت لدى أي شخص فكرة افضل أود أن أسمعها».

وتحتجز الولايات المتحدة 480 معتقلا في غوانتانامو وأطلقت سراح 272 سجينا أو سلمتهم لحكومات بلدانهم. وقالت وزارة الدفاع الاميركية انها لا مصلحة لها في الإبقاء على أي سجين فترة أطول مما هو ضروري ولكنها لا تستطيع ترتيب عودة البعض الى بلدانهم.

وتقول الوزارة ان المعتقلين ينتمون الى نحو 40 دولة فضلا عن الضفة الغربية، وينتمي العدد الاكبر منهم الى السعودية وأفغانستان واليمن.

وكانت منظمة العفو الدولية قد قالت الاسبوع الماضي في رسالة الى لجنة مناهضة التعذيب التابعة للامم المتحدة ان مراكز الاحتجاز التي تديرها الولايات المتحدة؛ ومن بينها معسكر غوانتانامو «يتفشى» فيها التعذيب والمعاملة غير الانسانية.

ودافعت الولايات المتحدة عن معاملتها للأجانب المشتبه بأنهم ارهابيون في جلسة أمام اللجنة في جنيف الجمعة، قائلة انها أيدت حظر التعذيب.