حصلت مفاجآت الليلة قبل الماضية اثناء انتخاب 29 عضوا في الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (غالبية حكومية)، من قبل اللجنة المركزية للحزب، إذ قدم اسماعيل العلوي، الامين العام للحزب، قائمة مكونة من 50 عضوا لانتخاب 29 منهم، وكانت اولى المفاجآت حصول محمد سعيد السعدي، الوزير الاسبق في حكومة التناوب، الذي ابعدته عن الحكومة خطة ادماج المرأة في التنمية، على المرتبة الاولى بـ348 صوتا، تلته أسماء الشعبي، رئيس بلدية الصويرة (عمدة)، بـ 347 صوتا ثم النائبة كجمولة بنت أبي، المتحدرة من المحافظات الصحراوية بـ344 صوتا. وكانت بنت ابي قد التحقت اخيرا بالحزب، بعدما قدمت استقالتها من حزب الحركة الشعبية احتجاجا على إقصائها من عضوية مكتبها السياسي، رغم نشاطها الدؤوب في المجال السياسي.
واقترح العلوي النائبة بنت أبي، ضمن قائمة المرشحين لعضوية الديوان السياسي، رغم حداثة التحاقها بالحزب، وذلك استنادا الى القانون الأساسي للحزب الذي يسمح بمنحها عضوية اللجنة المركزية بالصفة، وهو ما يخول لها الترشح لعضوية الديوان السياسي للحزب.
وكانت بنت أبي قبل التحاقها بالمغرب عضوا بارزا في المكتب السياسي لجبهة البوليساريو، وتتقن اللغتين الاسبانية والعربية واللهجة المحلية «الحسانية» وهي ايضا عضو في المجلس الاستشاري لشؤون الصحراء.
من جهة أخرى، احتل خالد الناصري، مدير المعهد العالي للإدارة، المرتبة السابعة، إذ حصل على 327 صوتا، ثم النائبة نزهة الصقلي، الرئيسة الاسبق للفريق النيابي للحزب، التي حصلت على المرتبة الثامنة بـ317 صوتا، بيد ان المفاجأة كانت حصول نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال (الاعلام) على المرتبة التاسعة بـ 288 صوتا. وتميز الانتخاب بعودة غالبية أعضاء الديوان السياسي السابق، باستثناء النائب المسعودي العياشي، الذي لم يترشح بسبب ظروفه الصحية، والمهدي بن شقرون، الذي دعا اللجنة الى عدم التصويت عليه، فيما لم ينجح محمد الابيض كرين، وايضا محمد أحجام، الذي كان يشغل منصب رئيس الفريق النيابي للحزب، والذي لم يكن ضمن أعضاء الديوان السياسي السابق. بيد انه برزت أسماء جديدة من قبيل الحسين الوردي، عميد كلية الطب بالدارالبيضاء، ومحمد سؤال، مدير بصندوق الايداع والتدبير، وسعيد فكاك، أمين شبيبة الحزب، ومحمد بودرة، رئيس بلدية الحسيمة.
ودعا العلوي أعضاء الحزب الى الالتزام بإحداث المجالس الجهوية (المناطق) للحزب، يكون على رأسها رئيس منسق بصلاحيات واسعة في تدبير الشأن المحلي بتنسيق مع أجهزة الحزب، مضيفا أن الديوان السياسي سيسعى الى إحداث أقطاب موضوعاتية تشتغل بفعالية حول موضوع يهمها، ضمنها قطب الوحدة الترابية للمغرب، واخر مرتبط بالشباب والفضاءات الشبابية والتواصل الداخلي والتكوين والتحالفات والعلاقات مع الاحزاب والقطب السياسية الخارجية والحقوق البشرية وغيرها.