معركة في الكونغرس تنتظر مدير الاستخبارات الأميركية الجديد

بوش يقول إن مايكل هايدن يعرف «مجتمع المخابرات» من أسفله إلى أعلاه

TT

أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش بالجنرال مايكل هايدن معلنا اختياره رسميا له لشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) خلفا لمديرها المستقيل بورتر غوس. ولا يعتبر التعيين نهائيا إلى أن يقره مجلس الشيوخ الأميركي بعد مناقشة من المتوقع أن تكون حامية حول حيثيات التعيين. وقد أبدى بعض أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري معارضة قوية مبكرة لتعيين رجل عسكري في مثل هذا المنصب في هذه الآونة خوفا من أن يمتد نفوذ البنتاغون إلى أجهزة الاستخبارات المستقلة.

كما يعارض البعض الآخر التعيين بحجة أن خبرات هايدن تقتصر على مجال الاستخبارات العسكرية وليس لديه إلمام كاف بأسلوب العمل في أجهزة الاستخبارت الأخرى. أما النواب الديمقراطيين فيمضون بعيدا في اتهام هايدن شخصيا بالوقوف وراء برامج التنصت غير القانونية على مواطنين أميركيين‏‏، وهي البرامج التي أثارت جدلا واسعا في الإعلام الأميركي وأسفرت عن انتقادات قاسية لإدارة بوش.

واستبق الرئيس بوش أقوال المعارضين للتعيين قائلا في كلمة له وإلى جانبه مرشحه للمنصب إنه عرف هايدن عن قرب من خلال عمله كأول نائب لرئيس الاستخبارات الوطنية المناط بها الإشراف على جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية بما فيها وكالة سي آي إيه. وأوضح بوش خلال إعلان قرار اختيار هايدن للمنصب إن الرجل عمل عن قرب مع رئيس الاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي في إشارة غير مباشرة إلى وجود انسجام بين الرجلين حيث أن معظم التكهنات عن أسباب استقالة المدير السابق تضمنت وجود خلافات في الرؤية مع نيغروبونتي.

وتحدث بوش عن خبرات مايك هايدن قائلا إنه مارس العمل في حقل الاستخبارات أكثر من 20 سنة ضمنها 6 سنوات رئيسا لوكالة الأمن القومي، كما عمل قائدا لوكالة استخبارات القوات الجوية علاوة على مناصبه المتعددة في البنتاغون. وتابع بوش قائلا «إن مايك يعرف مجتمع الاستخبارات جيدا من أسفله إلى أعلاه‏، وكان منتجا للمعلومات الاستخبارية ومستهلكا لها في آن واحد وأشرف على تطوير الاستخبارات البشرية والتقنية على حد سواء وأثبت قدرته على فهم العمل الاستخباري وتحدياته في عصر الحرب على الإرهاب.

وأضاف إنه الرجل المناسب الذي يمكن أن يقود وكالة الاستخبارات المركزية في هذة المعطف الحرج من التاريخ. وحرص بوش على الإشارة إلى أن نجاح هايدن في خلافة بورتر غوس لن يتم إلا بعد موافقة الكونغرس‏ وذلك لاستكمال خطة خمسية بدأها سلفه غوس العام الماضي لإصلاح وكالة الاستخبارات المركزية.

وأشار بوش إلى أن الخطة تتضمن زيادة أعداد الموارد البشرية للاستخبارات وتوفير كل ما يلزم رجال ونساء الاستخبارات من موارد أخرى مشيدا بالدور الذي لعبه غوس في هذا المجال. وختم بوش كلمته بالتذكير بأن دور وكالة الاستخبارات الأميركية لم يكن في أي وقت سابق في مثل أهمية دور الوكالة في أيامنا هذه للأمن الأميركي لأن الولايات المتحدة تواجه أعداء من نوعية من هاجموها في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 ويجب إيقافهم عند حدهم وتوفير أفضل الاستخبارات لمواجهتهم. ومن جانبه شكر هايدن الرئيس بوش على الثقة التي أولاه إياها قائلا إنه عندما عاد من كوريا عام 1999 لتسلم عمل جديد في وكالة الأمن الوطنية أصبح صديقا مقربا لشخصين هما جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق وبورتر غوس رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آنذاك قائلا إن كلاهما قدما له كل دعم وأنه يدين لهما بذلك الدعم.