مسلمات يقتحمن نوادي ظلت حكرا على غيرهن في أميركا

لتغيير الصورة النمطية عنهن والاستفادة من فرص الجامعات

TT

تلمع حروف يونانية على راية من الساتان معلقة في مقدمة الغرفة، وتبدو امرأة تحمل كراسة ذات لون قرمزي محاولة أن توضح سبب حبها لفكرة الانضمام الى هذه المجموعة الجديدة. وظهرت عينان أخريان داكنتان، خطهما الكحل، تراقبان الجميع. ابتسمت تسنيم أنوار وقالت: «أنا من النوع الذي ينتمي الى نوادي الفتيات في الجامعة».

وقبل وقت طويل من انتهاء أول جمعية «غاما غاما تشي» في ميريلاند، قاطعت طالبة على نحو هادئ لتسأل ما اذا كان بوسعهن أخذ فترة استراحة لاداء صلاة المغرب، انحنت المرأة المحجبة ودخلت في الصلاة في رواق بجامعة ميريلاند.

وتمثل هذه الفتيات نمطا جديدا للمنتميات الى نوادي الفتيات بالجامعات الاميركية، ويمكن أن يغيرين الصورة النمطية لدى الغرب عن المرأة المسلمة. وقد التحقن بهذا النوع من النشاط الاجتماعي، وبعضهن يغطين اجسادهن بالعباءات السوداء، وأخريات يرتدين الحجاب الملفوف بدقة حول رؤوسهن، وبينهن ايضا من لا يغطين رؤوسهن ويرتدين الجينز. وشأن الكثير من الأميركيات فان معظم هؤلاء الفتيات لا يمكن أن يتوافقن مع أية بيئة ثقافية سهلة، فحياتهن تتسم بالمزيج والتوازن. وقد تغيرت «النوادي الاغريقية» بصورة دراماتيكية عن تلك الايام عندما كان الشبان البيض الأثرياء يشربون فيها الصودا في شرفات بناية جمعيتهم، كما أن مزيج طلاب الجامعات اصبح أكثر تنوعا. وفي جامعات الولايات المتحدة، هناك نوادي الأسبان واليهود والهنود، والنوادي التي تتميز بالتعدد الثقافي التي تتشكل احيانا في اطار رد فعل على نواد أخرى. وقال رود بايندر، رئيس «جمعية مستشاري الإخوة»: «هناك طرق عديدة ليكون المرء في ناد اغريقي»، مشيرا الى أنه شهد اتساعا في تشكل الجماعات المستندة الى انتماءات ثقافية في السنوات الأخيرة، وواضح انه لا يوجد ناد او جمعية اسلامية اخرى من هذا النوع في الولايات المتحدة. وبدأت فكرة «جمعية غاما غاما تشي» مع انثيا كولينز، مستشارة التعليم في الكسندريا، وابنتها اماني عبد الحق، التي أرادت أن تتعهد باقامة جمعية للفتيات في نورث كارولاينا، وقالت كولينز انه عندما ظهرت اماني بحجابها «كان كل واحد ينظر اليها وكانت لديها ثلاثة رؤوس».

وتعتقد كولينز وابنتها، التي اعتنقت الاسلام قبل سنوات، ان تأكيد جمعيات الفتيات على العمل الطوعي والزعامة يمكن أن تجعل النساء المسلمات أكثر بروزا وتساعد على ابعاد الصور النمطية. وقالت كولينز، التي كانت في جمعية للطالبات في الجامعة، انها تعتقد بان الأواصر أقوى من تلك التي تتشكل في ناد أو قسم داخلي للطالبات، ولهذا فكرن باقامة جمعية «غاما غاما تشي» واخترن الحروف والألوان والموز مثل زهور زنبق الماء بسبب قابليته على النمو في الظروف الصعبة. بدأ الفصل الاول في أتلانتا، وقدمت طالبات من مدينة روتجيرز (نيوجيرسي) وواشنطن، وبعض النساء ينجذبن لهذه الظاهرة حتى من خارج الجامعة. لكن فكرة هذه النوادي لا تلقى ترحيبا من قبل الجميع، فقد رحبت «رابطة الطلبة المسلمين» في الولايات المتحدة بالفكرة لكن البعض رفضها، وقالت حليمة يحيى: «ثبت أن نوادي النساء انعزالية جدا». اما تسنيم فتقول ان فكرة نوادي النساء ظلت مرتبطة باماكن الشرب والمواعدات الغرامية، واضافت ان «الناس غير متأكدين من كيفية تماشيها مع القيم الإسلامية».

وقالت نرمين أنور شقيقة تسنيم: «الشبان يملكون فرصة التحدث اكثر من الشابات، ولهذا يكون من الصعب على الشابات لعب دور قيادي اكبر».

ومثل أكثر «النوادي الاغريقية» لا ترفض جمعية «غاما غاما تشي» الملتحقين بها من غير المسلمين، لكنها تظل ملتزمة بفكرة عدم الشرب او الرقص او ما شابه ذلك، وقالت لوجيان سعيد إنها لم تفكر في النوادي الاغريقية حتى تحدثت لها صديقات عن «غاما غاما تشي». وعلقت على ذلك قائلة: «رأيت انها فكرة جيدة لتوحيد الشابات المسلمات والتخلص من بعض العادات القديمة». وقالت حليمة يحيى: «علينا أن نجذب اهتمام العالم بنا».

ولاداء صلاة المغرب انتقلن إلى قاعة عامة في جامعة ميريلاند، ثم عدن حول طاولة للتواصل مع بعضهن البعض، وقالت تسنيم أنور: «ستذهب صديقاتي إلى المناسبات الشعبية ويقضين الليل في التحدث مع بعضهن البعض، فالامر يبدو مسليا جدا»، ولأنها غير متشددة، فإن صديقاتها يندهشن عندما يعلمن بأنها متدينة، وقالت «نحن أيضا كمسلمين نقضي وقتا ممتعا، البعض يعتقد ان المسلمات حبيسات بيوتهن». وتقول تسنيم انها تتمنى العثور على امر وسط بين الصورة النمطية للمسلمين والنوادي الخاصة بالفتيات.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»