أميركا تتحسب لهجومين متزامنين: تقليدي وإلكتروني

TT

واشنطن ـ ا. ف. ب: تخشى الولايات المتحدة التعرض لهجمات ارهابية إلكترونية على شبكة الانترنت تتزامن مع اعتداء بالوسائل التقليدية فتنشر الفوضى او تساهم في اتساعها.

وترتفع أصوات عدة منذ 11 سبتمبر (ايلول) 2001، منددة بهشاشة شبكات السيطرة ونقل المعلومات في الولايات المتحدة، محذرة من احتمال ان يستغل ارهابيون نقاط الضعف التي تعاني منها.

وبعد عدة تدريبات على هجمات افتراضية نظمها الجيش ووكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه)، استنتج الخبراء انه لا يمكن لهجمات إلكترونية وحدها نشر الفوضى في البلاد.

وشارك ريتشارد هانتر، نائب رئيس شركات غارتنر للخدمات المعلوماتية في تدريب على الإنترنت نظمه معهد الحروب البحرية (نافال وور كولدج).

وخلص غارتنر بعد التدريب الى انه «من الممكن التسبب بانقطاع في التيار الكهربائي على صعيد منطقة، لكنه من المستحيل ان يدوم العطل طويلا بدون هجوم فعلي على منشآت». ونظم الاسبوع الماضي في واشنطن مؤتمر بعنوان «غوفسيك» (اختصار لعبارة غوفرنمنت سيكيوريتي او أمن الحكومة) ناقش المشاركون فيه الوسائل الممكنة لمواجهة سيناريو هجمات متزامنة لقراصنة معلوماتيين وارهابيين مسلحين برشاشات كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ. وانكب 11 مشاركا في احدى قاعات مركز المؤتمرات على مقربة من البيت الابيض على شاشات الكومبيوتر، فيما عرض عليهم مارك ستانوفيتش الباحث في معهد دراسات الأمن التكنولوجي في جامعة دارموث عبر مكبر الصوت مختلف مراحل الهجمات المنسقة. وأوضح «اننا نضع المشاركين في مواجهة عطل عام في شبكات الشرطة وفرق الاطفاء والبلدية في مدينة افتراضية ما، في وقت يجري فيه هجوم ارهابي».

وتابع «عندما نكون بأمس الحاجة اليهم، تتقلص قدراتهم على التحرك فنرى الحلول التي يمكنهم ابتكارها للخروج من المأزق».

وعند وقوع الهجمات تتعطل اشارات السير في المدينة، فيما يعلن عن حالات طارئة كاذبة على شبكات المستشفيات ويتعذر الاتصال بمقر البلدية، كما تتوقف أجهزة الشرطة اللاسلكية عن العمل بعد ان يتمكن احد القراصنة من اكتشاف المركز الذي يتولى الكشف على سيارات الدوريات فيتسلل الى احداها ليلا ويدخل فيروس الى جهازها اللاسلكي ينتشر فيما بعد الى النظام برمته.

وبين مصممي التدريب سكوت بورغ مدير «الوحدة الاميركية للعواقب الإلكترونية» (يو اس سايبر كونسيكوينسز يونيت)، وهي وكالة صغيرة تابعة لوزارة الأمن الداخلي ومتخصصة في تقويم نقاط الضعف المعلوماتية في الولايات المتحدة.

وقال بورغ «اذا هاجمتم مثلا محطة كهربائية، فانكم تفترضون في الولايات المتحدة ان مروحيات ستنقض عليكم في غضون دقائق، لكن اذا تم شل حركة قوات الأمن بسبب هجوم معلوماتي، فلا احد سيعلم اين انتم وستتمكنون من التسبب بأضرار جسيمة قبل ان يتم كشفكم». وأضاف «ليس هذا من باب الخيال العلمي، فهذه السيناريوهات تناقش بشكل علني في اجتماعات قراصنة او على شبكة الإنترنت».

ويؤكد مارك ستانوفيتش انه «ليس هناك في هذه التدريبات ما هو غير واقعي او مستحيل الحصول. نريد ان نجعل الناس يدركون ان العواقب قد تفوق بكثير عجزهم عن قراءة بريدهم الإلكتروني». ويشير الخبراء الى انه لم يحصل حتى الآن اي هجوم ارهابي معلوماتي واسع النطاق في الولايات المتحدة أو في بلد آخر، ذاكرين ان قراصنة تمكنوا من التسلل الى شبكات محصنة ولا سيما شبكة وزارة الدفاع (البنتاغون)، لكن بدون المضي ابعد من ذلك.

وأوضح ريتشارد هانتر ان «ذلك يتطلب استخدام وسائل دولة او حكومة معادية».

غير ان ريتشارد ساندرسون، مساعد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، رجح حصول ذلك في المستقبل القريب. وقال «نعرف ان الصين استعدت لشن هجوم واسع النطاق على الانظمة المعلوماتية الاميركية في حال وقوع مواجهة مع تايوان».