لندن توفد محققين عسكريين إلى البصرة لتحري أسباب تحطم الهليكوبتر

وصل فريق من خبراء الجيش البريطاني الى محافظة البصرة جنوب العراق أمس، لتحري أسباب سقوط طائرة هليكوبتر عائدة للقوات البريطانية ومقتل خمسة من طاقمها.

وقال ضابط في الجيش العراقي لـ«الشرق الأوسط»، ان زيارة فريق الخبراء لمكان سقوط الطائرة، يهدف الى مشاهدة وتحليل بقايا هيكل الطائرة ودراسة شظايا الصاروخ الذي أسقطها، لمعرفة مواصفاته والتأكد من الأطراف التي أسهمت بإسقاطها، مشيرا الى ان التحقيقات الأولية أكدت ان الصاروخ هو من نوع ارض ـ جو، ويمتاز بسرعة انطلاق كبيرة، إضافة الى دقة الإصابة وإحراق الهدف عند اصطدامه بالطائرة، وهذا ما اكده احتراق وتفحم جثامين الطاقم، قبل وصولهم إلى الأرض، مشيرا الى ان اهتمام القوات البريطانية بهذا الحادث، كونه الأول من نوعه الذي تتعرض له الطائرات البريطانية منذ ثلاثة أعوام .

واعرب محمد مصبح الوائلي محافظ البصرة، عن آسفه للخسائر التي وقعت بين المدنيين، نتيجة هذا الحادث. وقال للصحافيين ان العلاقات بين مجلس المحافظة والقوات البريطانية، التي كانت مقطوعة منذ عدة اشهر، على خلفية احتجاج مجلس المحافظة على قيام هذه القوات باعتقال أعداد من المدنيين، عادت إلى مجاريها بعدما زالت أسباب المقاطعة، خلال اللقاء الذي شهده مبنى القنصلية البريطانية بين كبار ضباط القوات وأعضاء مجلس المحافظة، والذي نقل فيه القنصل البريطاني تعازيه الى ذوي ضحايا الحادث وتعهد الجانب البريطاني بتقديم الدعم واستمرار تدريب قوات الشرطة العراقية وتشخيص العناصر المسيئة منها ومواصلة أعمال الإعمار. يذكر انه بعد تحطم الطائرة السبت الماضي، اندلعت اشتباكات بين الأهالي والقوات البريطانية التي فرضت طوقا على مكان الحادث. واسفرت المواجهات عن مقتل ثلاثة وجرح اكثر من عشرين مدنيا، بينهم ثلاثة من الأطفال، وإحراق مدرعتين وسيارة لاندروفر عائدة للقوات البريطانية.

يذكر أن لدى القوات البريطانية ما يقارب ثمانية آلاف عسكري موزعين بين محافظتي البصرة والعمارة، ضمن القوات المتعددة الجنسيات وصلت أعداد خسائرها منذ دخولها البصرة في ابريل (نيسان) 2003 الى 108 قتلى من الضباط والجنود.